مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الفريق الاستشاري الإسلامي يدعو للتكاتف من أجل إنهاء شلل الأطفال

5

كتب: عبد الرحمن هاشم

عقد الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال اجتماعه السنوي السادس مجدداً التزامه تجاه المبادرة العالمية للقضاء على شلل الاطفال، ومؤكداً ثقته بسلامة وفعالية التطعيمات بوصفها التدخل الوقائي الأمثل للوقاية من الأمراض والحفاظ على الأرواح وتوفير الحماية للأطفال.

وقد أقيم هذا الاجتماع في القاهرة باستضافة كريمة من فضيلة الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبرللأزهر الشريف، وشارك في رئاسته سماحة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي. وجدد سماحتهما تأكيد الدعم المستمر الذي يقدمه الفريق الاستشاري الإسلامي المعني بالقضاء على شلل الاطفال والتقدم المحرز والتحديات التي واجت البلدان التي يتوطن بها هذا المرض وتلك التي تعرضت لمخاطره خلال عام 2019.

والفريق الاستشاري الإسلامي هو اتحاد إسلامي تم انشاؤه عام 2013 ويضم الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي،  والبنك الاسلامي للتنمية، بالإضافة إلى علماء الدين وخبراء تقنيين آخرين.

وفي بيان صدر في ختام الاجتماع، لاحظ الفريق الاستشاري الإسلامي بقلق استمرار سراية فيروس شلل الأطفال في جيوب يعيش بها أطفال فاتهم التطعيم في أفغانستان وباكستان، وأن السبب في عدم تطعيم بعض هؤلاء الأطفال هو رفض الأسرة والوالدين. ومن ثم دعا كل الآباء إلى تطعيم أولادهم ضد شلل الأطفال وجميع الأمراض التي يمكن توقّيها باللقاحات، لما فيه من حماية صحة مجتمعاتهم ويتفق تماماً وأحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء.

لا يجوز أن يعاني أي طفل

وقد استقبل الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام لمعهد البحوث الاسلامية المشاركين بالنيابة عن الإمام الأكبر، وأشاد بالعمل الذي يقوم به الفريق الاستشاري الإسلامي.

وقال الدكتور عياد:  “إن القضاء على شلل الأطفال هو واحد من القضايا الصحية الهامة التي يقوم عليها مستقبل المجتمعات والبلدان،” وعزا أهمية ذلك الى أنه يظهر بجلاء عمق العلاقة بين الدين والعلم قائلاً: “لقد انتبه علماء الدين منذ وقت بعيد إلى العلاقة بين تعاليم الشريعة والطب، حيث يتوخى كل منهما خدمة الإنسانية، ودرأ الأضرار والمفاسد والأمراض، وتعزيز رفاه جميع الناس. إن الاهتمام بالأطفال، وحمايتهم، وتعزيز إمكاناتهم، من بين المقاصد الرئيسية للشريعة الإسلامية.”

من جهته، نوه سماحة الدكتور بن حميد بأهمية مكافحة شلل الأطفال والحاجة إلى بذل المزيد من العمل قائلاً: “نلتقي اليوم ,وقد أصبح وضع شلل الأطفال أكثر خطورة وأكثر أهمية خاصة وإن مهمة هذا الفريق تتجلى في خدمة الأطفال والمرضى والضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة.

لذا، فإن الجميع مدعوون إلى بذل المزيد من الجهود، إضافة إلى العمل على تقوية الشراكات بأقصى فعالية مع الجهود والمبادرات الرامية إلى سرعة القضاء على شلل الأطفال”. وأضاف سماحته: ” ولا ينبغي أن يُصاب أيّ طفل بعاهات أو يلقى حتفه ما دام أنه بالإمكان فعل الأسباب للوقاية والمعالجات المفيدة؛ لمجرد أن وليّ أمره امتنع عن تطعيمه أو علاجه بسبب معلومات خاطئة أو تعليلات واهية.”

وأثناء تقديم الكلمة الافتتاحية لمعالي الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أشاد السيد عبد النور سكيندي، بالجهود التي تقوم بها الحكومات لمعالجة استمرار ظهور حالات شلل الأطفال في البلدان التي لايزال يتوطن بها الفيروس قائلاً: ” على الرغم من الإنجازات التي سجلها الفريق الاستشاري الإسلامي، فمما يثير الأسى أن نلاحظ رفض الآباء السماح لأطفالهم بتلقي اللقاح المضاد لشلل الأطفال في باكستان وأفغانستان على حد سواء. وأود أن أثني على حكومة باكستان لإطلاقها حملة تطعيم طارئة لمكافحة شلل الأطفال من أجل معالجة عودة ظهور شلل الاأطفال. كما أتابع بكل تقدير جهود الحكومة لاستئصال شلل الأطفال.” مضيفاً: “لن نهدأ بالاً ولن نعتبر المعركة محسومة حتى يتم القضاء على المرض نهائياً. لذلك، نحن بحاجة الى مضاعفة جهودنا من اجل الوصول إلى عالم خال من شلل الأطفال.”

قد يهمك ايضاً:

وفي خطابه للمشاركين، اكد صاحب الفضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، على أهمية التضامن بين الشركاء المسلمين لمصلحة الإنسانية جمعاء.

” إن اجتماع الفريق الاستشاري الإسلامي، الانسجام والتعاون بين المؤسسات الإسلامية يثبت أننا نمضي في الاتجاه الصحيح لازالة العقبات التي تعيق تطور الامة الاسلامية ؛ مما يتيح لها ان تكون امة فاعلة تساهم في بناء الحضارة الإنسانية في سلام، وتحضرو وايجابية لما فيه مصلحة جميع البشر، بغض النظر عن نوع الجنس أو العرق أوالدين.”

وتحدث السيد محمد الأسطى، ممثلاً لمعالي الدكتور بندر هاجر، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، عن الدعم المالي المقدم للبلدان التي يتوطن فيها شلل الاطفال لمساعدتها في القضاء على شلل الاطفال.

” تتطلب التحديات التي تواجه جهود القضاء على شلل الأطفال المزيد من العمل والتنسيق بين جميع الشركاء وأصحاب المصلحة من أجل السيطرة على الوضع واستكمال حملات التطعيم. لقد صادق البنك الإسلامي للتنمية على تمويل جديد بقيمة 100 مليون دولار لدعم برنامج شلل الاطفال في باكستان ليصل الدعم المالي الذي قدمه البنك ومؤسسة بيل وميليندا غيتس إلى 427 مليون دولار.”

أكثر من 18 مليون شخص يمشون

وهنأت الدكتورة سوزانا جاكاب، نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال على إكمال ست سنوات من العمل تحقق خلالها تقدماً ملحوظاً على طريق استئصال هذا المرض. وقالت الدكتورة جاكب: ” إن رؤية الفريق الاستشاري يزدهر ويتوسع على مر السنين تظهر كيف يمكن للشراكة النموذجية أن تحقق نتائج عظيمة لتعزيز صحة المجتمعات، في إطار يجمع القيادة الدينية والسياسية والمالية،” وأكدت أن “توسيع نطاق برنامج عمل الفريق الاستشاري الإسلامي لتغطية قضايا صحة الأم والطفل هو استثمار كبير في الصحة.”

وفي رسالة من الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، قرأتها الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، أشارت إلى اهمية هذه اللحظة في تاريخ القضاء على شلل الاطفال. ” أننا اليوم أمام منعطف تاريخي حاسم فللمرة الثانية فقط تتأهب البشرية لاستئصال مرض استئصالًا تامًا من على وجه الأرض بعد مرض الجدري” وأضافت:

” في الماضي، كان حوالي 1000 طفل في جميع أنحاء العالم يصابون بشلل الاطفال كل يوم. ولكن مع تطوير لقاح آمن يمكن استخدامه لتمنيع كل طفل، نجحنا في تحقيق انخفاض بنسبة 99.9 % في عدد حالات شلل الاطفال، مما أسفر عن وجود 18 مليون شخص يمشون على أقدامهم اليوم ولولا ذلك لكانوا في عداد المقعدين بشلل الأطفال. إن استمرار حالات شلل الاطفال في افغانستان وباكستان يثير القلق بشان أطفال هذين البلدين الذين لهم الحق في الحماية من هذا المرض تماما كسائر الأطفال في شتى أنحاء العالم.”

ودعا بيان الاجتماع أيضا جميع الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي والمجتمع الدولي والمجتمع المدني والمنظمات الخيرية، إلى التعاون والدعم والمشاركة في الجهود المبذولة لإنهاء شلل الأطفال، مع التسليم بضرورة تعزيز توافر الموارد المالية وتوزيعها بكفاءة لضمان تحقيق عالم خالٍ من شلل الأطفال.

وخلال الاجتماع، استعرض المشاركون التقارير المرحلية عن الأنشطة التي تم تنفيذها في البلدان ذات الاولوية على مدى العام الماضي، بما في ذلك إنشاء لجان وطنية وإقليمية ومحلية للتصدي لرفض التطعيمات يكون الفريق الاستشاري الإسلامي عضو رئيسي فيها.

وناقش المشاركون أيضا تفعيل برنامج عمل الفريق الاستشاري وتوسيع نطاق عمله إلىى جانب حملات القضاء على شلل الأطفال لتجنب استنفاذ المجتمع المحلي بسبب الجولات المتكررة من التطعيم وإيلاء الاهتمام اللازم لصحة الأم والطفل.

اترك رد