مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مرصد الافتاء: يؤكد وصول القاعدة لمحطة الفشل والتفكك الداخلي

1

كتب – محمـد صبحي

اغتيال قيادات داعش كان بمثابة جرس إنذار، ومصدر ذعر قوي، للقيادات في تنظيم القاعدة، التي لاتزال مهتمة بالجهاد العالمي، وإلحاق الأذى بالأبرياء في أنحاء العالم، إلا أن الخبراء يرون أن الخطاب الأخير لـ”أيمن الظواهري”، زعيم القاعدة، يُعد خطوة إضافية في تهاوي هذا التنظيم الإرهابي، في ظل وجود قائد ضعيف .

وفي كلمة صوتية جديدة بثتها مؤسسة السحاب، التابعة لتنظيم القاعدة، بعنوان “سنقاتلكم حتى لا تكون فتنة بإذن الله”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي “التليجرام”، استدعى “الظواهري”، بعضًا من خطابات سابقة لأسامة بن لادن، لتدعيم موقفه وتقويته أمام الحركة في ظل الظهور المتكرر لحمزة بن لادن، الأمر الذي يؤكد أن القاعدة في ظل تواجد الظواهري تواجه أزمة حقيقية، محرمًا فك الارتباط التي قامت به بعض الفصائل السورية عن القاعدة، طارحًا من خلال كلمته أسباب فشل الربيع العربي في الشرق الأوسط، على حد وصفه .

وتطرق زعيم القاعدة إلى الحديث عن الفصائل السورية المقاتلة في سوريا، حيث أكد أن محاولة الاستقالة من القاعدة بعد المبايعة يعد أمرًا محرمًا، لافتًا إلى أن القاعدة دعمت الجهاد والمجاهدين في سوريا، ومدت يد العون لهم”، متسائلا “إن كان طردها هو محاولة لاسترضاء الولايات المتحدة، مؤكدًا أن عدم انضمام الفصائل العسكرية في سوريا إلى “القاعدة” خوفا من التصنيف على قائمة “الإرهاب” أو القصف أو لاشتراط الممولين هي “مجرد مبررات غير مقبولة”، على حد وصفه.

وواصل الظواهري هجومه على المنظرين الجهاديين الذي أجروا مراجعات شاملة لأفكارهم، وجماعة الإخوان لوصولها إلى سدة الحكم بلا صلاحية، والداعين لإخراج أي مشروع للقاعدة من سوريا، بحجة أن تلك المشاريع تجلب الأمريكان، قائلا: إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أي مبرر لارتكاب المجازر، والتدخل في شؤون الدول الأخرى.

ويأتي هذا الخطاب شديد الشبه بالخطاب الأخير لزعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، الذي بثته مؤسسة “الفرقان” المعبرة عن التنظيم، قبل أسبوع، حيث استعان “وقتها “البغدادي” بالرموز الأصلية للتنظيم مثل أبو مصعب الزرقاوي، وكذلك استعان “الظواهري” لأسامة بن لادن والملا عمر.

التشابه بين خطابات زعماء هذه التنظيمات، يظهر في سبل إقناع تابعيهم بوقف الانشقاقات، إذ استعان زعيما التنظيمين بالآيات القرآنية والأحاديث التي تدحض مبررات المنشقين وتبرر الوضع المتأزم الذي يمرون به، متعهدين لهم بـ”نصر قريب”. ، بما يضع تنظيمات الإرهاب العالمية، في موضع المعاناة من الانشقاقات، والتصدي للعناصر الهاربة بالقتل .

قد يهمك ايضاً:

الدكتور يوسف عبده يقيم إفطاراً لرابطة “خريجي إعلام…

يجب وضع حد لنزيف الدماء بفلسطين وإتاحة دخول المساعدات…

وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصري، أن خطاب زعيم تنظيم القاعدة، يُعد إشارة واضحة، لمحطة الفشل التي وصل إليها التنظيم، وحالة التفكك التي تشهدها الهياكل الداخلية، بالإضافة إلى الانشقاقات المتتالية وظهور أكثر من تنظيم وجماعة، وهو ما استدعى أمير التنظيم لاستخدام لهجة التحريم للخارجين عن المبايعة، لدعم موقفه وثبوته في مركز الزعامة.

وأكد “المرصد”، أن الخطاب يمثل حالة من النوستاليجا التي ينبغي على الظواهري العلاج منها، حيث يحاول  التذكير بأمجاد تنظيم القاعدة المزعومة وما قدمه من تضحيات في سبيل حركة الجهاد العالمي، مشيراً إلى أن زعيم التنظيم يحاول جاهدًا الإبقاء على تنظيمه والجماعات التابعة له كحركة متماسكة رغم أنها بالفعل قد بدأت تتفكك وتنفصم عراها.

وأوضح “المرصد” في بيانة أن كلمة “الظواهري”، وجهت انتقادًا ضمنيًّا لاذعًا إلى جبهة النصرة التي فكت ارتباطها بالقاعدة وأصبحت تعمل تحت اسم “هيئة تحرير الشام”،  نافيًّا أن يكون قد أقال أحدًا من بيعته، ومؤكدًا أن البيعة عقد شرعي مُلزِم ويحرم نكثه، و”نحن نوفي ببيعاتنا، ولا نقيلُ ولا نستقيلُ”.

وانتقد “الظواهري” رفع شعار “القطرية”، قائلاً إن هذا الشعار أصبح “لا يستحى منه”، واتهم جماعات في سوريا من دون تسميتها بتكرار تجربة الإخوان المسلمين الفاشلة في مصر قائلاً: “واليوم نرى من يهرب من مواجهة الحقائق، ويسعى لتكرار نفس الفشل، ويتصور أنه سيصل لكرسيِ الرئاسة –في القاهرة أو دمشق– عبر مخادعة أمريكا التي لا تُخادعُ”.

وأشار زعيم القاعدة، إلى أن “الربيع العربي قد وصل لمحطة الفشل”، وأن طاقة الغضب الشعبية أهدرتها قيادات ضعيفة، وقال إن الغنوشي في تونس ضعف عن أن يتصدى لقوانين بورقيبة، و”كان يتقرب للغرب بالتنازل المستمر، حتى صار علمانيًّا صريحًا”، كما وصف الإخوان المسلمين في مصر بأنهم “فئات مستثقلين للبذل ومستعظمين للتصدي للحقيقة”،  وأنهم “أصروا على أن يعيشوا كمعارضة مستأنسة.. حتى أوصلوا محمد مرسي إلى قصر الرئاسة كرئيس بلا صلاحية، حتى اصطدموا بالحقيقة التي هربوا منها”.

وأعاد “الظواهري” التذكير بأن القاعدة أول من أيدت “الجهاد في الشام” وفتحت صدرها لكل المقاتلين، وتساءل: “فهل هذا هو ما يستوجب طردها؟ أم هذا ما تطلبه أمريكا ووكلاؤها؟”.

وأشار مرصد دار الإفتاء، إلى أن هذا الخطاب ما هو إلا نوع من “النوستاليجا” الذي ينبغي على الظواهري العلاج منه، حيث ما زال يعزف على أوتار الماضي، ويعيد التذكير بأن تنظيم القاعدة هو راعي حركة الجهاد العالمية، وأنه هو الذي بدأها على يد مؤسسه أسامة بن لادن الذي جمع بعبقريته وبصيرته –على حد زعمه– الأمة للاجتماع على هدف مشترك وتبصرتها بالعدو الحقيقي، زاعمًا أن الحركة الجهادية قفزت قفزات عملاقة في مواجهة الحملة الصليبية، وأن هدف التنظيم الأول هو التصدي لرأس الكفر العالمي.

وأضاف مرصد الفتاوى التكفيرية، أن الظواهري ما زال يعيش أحلام الحادي عشر من سبتمبر الدموية، التي كان تنظيم القاعدة يعول عليها لأن تكون بداية الصحوة الجهادية المتعاظمة والتي ستصبح علامة فارقة في تاريخ الأمة، حسب زعمه؛ ولذلك فهو يجد صعوبة في قبول انشقاق مزيد من الجماعات التابعة له خاصة بعد انشقاق تنظيم داعش ومنافسته له، مما يؤكد مخاوفه من ظهور منافسين آخرين لقيادة حركة الجهاد العالمي المزعومة وسحب البساط من تحت قدمه ويكون في آخر قائمة التنظيمات التي تدعي أنها جهادية .

 

اترك رد