مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شيزوفرينيا العالم الإفتراضي

2
  بقلم الدكتور –  تامر الجنايني
إن الكثير منا يبحث عن عالمه الفاضل ويعلي من سقف طموحاته في المثالية حينما يتعامل مع أحدهم ولكنه يصطدم حلمه مع العالم الحقيقي مما يجعله يهرب من هذا العالم الحقيقي إلى عالم آخر يرسمه هو بنفسه ليكون فيه وهمه بالمثالية المطلقة ويرسم عالمه الوهمي مع من حوله من اناس يشتركوا معه في نفس هذا الهدف العيش في عالم مثالي حتى لو كان وهمياً ، فظهرت تلك المواقع الافتراضية للتواصل الاجتماعي الوهمي ربما لتحدث الحالة الجديدة التي نجدها كل يوم في حوائط العالم الافتراضي حالة شيزوفرينيا وهي حالة انفصام عن الواقع عن الحقيقة نجد أحدهم ونعلم اخلاقه وسلوكه ونجد مخالف تماماً عن تلك الحالة في الحوائط الافتراضية .
بل ويتطور الأمر لنجد أن احدهم لديه اكثر من شكل وأكثر من صورة ويعيش على تلك الأشكال بكل تفاصيلها من قصص وأوهام يوهم بها من يتعامل معه من وراء حوائط العالم الافتراضي ويهوي في عالم جديد من الشيزوفرينيا الافتراضية  ومن هنا بدأ الأمر يكبر ليسيطر عليهم وهم  كل على حسب تطلعه فقد يحتل فكره وهم الشهرة واخر وهم الظهور بالمثالية وثالث وهم الظهور بالدنجوان والخ من هذه الاشكال التي قد تخرج من فكر كل إنسان ليرى في نفسه مميزاً بالشكل الذي يراه سواء أكان بشكل نافع للمجتمع ولمن حوله أو غير ذلك  .
ملامح المثالية الوهمية :
1- وهم الشهرة :
مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة اظهرت لدى الكثير من مرتادوها شهوة الشهرة والظهور في هذا العالم ومن ثم الشهرة بالحال المخالف لما هو بالحقيقة كالظهور بالمثالية المطلقة أو التدين المطلق أو التظاهر بالغنى أو الجمال .. إلخ من تلك هذه التطلعات التي يفتقر منها ذاك الشخص والذي يسعى لأن يكون على هذا النحو من المستوى سواء كان ظهور ايجابي او سلبي .
فكما انه يوجد حب الشهرة بالمثالية على النقيض فربما نجد من يتظاهر ايضا بانه الكاذب الاول نرى بمن يظهر بما يخالف العادات والتقاليد والدين فهدفه الأساسي الذي وضعه هو لنفسه الظهور من اجل الشهرة فذاك هدف محدد مسبقاً ولنا في هذه الأمثلة الكثير والكثير .
2- النفاق الاجتماعي :
ومن أوهام الشهرة الظهور بغير الحقيقية في صورة بأنها شهرة السمعة بالتظاهر بالاتصال فربما يتظاهر بأن يقال ان هذا بار بوالديه وهو على غير هذا وأن مثلا هذه العائلة محبة من خلال تعليقاتهم على بعضهم البعض وتجدونهم في الحقيقة لا يتزاورن ولا يتقابلون وربما يكونا مقيمين معاً في نفس البلدة وبينهم فراق بالعالم الحقيقي ولكن بالعالم الافتراضي يظهرون انفسهم بأنهما عائلة محبة واخوين او اختين على صلة قوية وهذا ما اسميه شيزوفرينيا العالم الافتراضي .
كيف نخرج من مأزق الشهرة :
حينما نربط الشهرة بعالم احادي الطرف قد نكون خدعنا أنفسنا بنصف الكوب الفارغ والاخر الملئ فالشهرة الحقيقية لن تكون في الدنيا فقط ولكن عند رب العالمين وهذا هو المعنى الحقيقي للشهرة فرب مجهول بين عوام الخلق مشهور عند رب العرش فبشهرته حسنة خفاء او معروف خفي ، ولكن لأن البعض من الباحثيين عن الشهرة اللحظية الوقتية الآنية يبحثون عن شهرة كرغوة القهوة سريعة التحضير جميلة المنظر ولكنها سريعة الاختفاء عديمة الفائدة .
ومن هنا …
فمن اراد الشهرة الحقيقية عليه ان يعلي من سقف طموحاته وكذلك عليه ان يحدد هدفاً نقياً خالصاً لله عز وجل فان كانت محور شهرته شخصي فلا حرج ولكن ليتخذ اساليب الرقي في هذا المجال بانتقاء الصالح وعرضه واظهار الطالح والتحذير منه .
وأخيراً ..
إن مجتمعنا الحقيقي هو الأولى أن نكون على اتصال دائم به فليتصل كل من يريد الرقي بمن حوله من أناس حقيقيون لأن يوجد فقر اتصال يلجئ كل من لديه فقر في شئ إلى اللجوء إلى بديل فمن الواجب ان نكون على اتصال حقيقي فعال بهم بمن يحبون .
اترك رد