مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المدعو كورونا

0

بقلم – الدكتور على عبد النبى:

يطلق عليه أسم كوفيد-19 (COVID-19)، والأسم اختصارCoronavirus disease 2019

والرقم “19” يشير إلى عام 2019، وهو عام تفشى المرض، حيث أُعلن عن تفشى الفيروس الجديد بشكل رسمى فى 31 ديسمبر 2019.

الفيروس يختلف عن البكتيريا، فالبكتريا تتكاثر، والفيروس لا يتكاثر، وهو ينتقل فقط، ويحتاج إلى اختراق خلية حية حتى يتكاثر، يعنى يحتاج إلى كائن حى آخر حتى يتكاثر من خلاله. والفيروس عبارة عن غشاء بروتينى وبداخله الحمض النووى  RNA وDNA اللذان يكونان الكروموسومات. وطالما هو فيروس وليس بكتيريا فلذلك فالمضادات الحيوية ليست هى العلاج.

كورونا هو فيروس طبيعى وليس مصنّع، وهو حيوانى المنشأ. تاريخ انتقال الفيروس للمرة الأولى من الحيوان إلى البشر في “ووهان” فى الصين غير محدد، فهى كانت فى الفترة بين شهر نوفمبر وشهر ديسمبر 2019. لكن أول إصابة معروفة حدثت كانت فى 17 نوفمبر 2019، وأصبح مصدر عدوى وينتقل من شخص إلى آخر بحلول أوائل يناير 2020.

تتضمن الأعراض الشائعة للمرض الحمى والسعال وضيق التنفس، أما آلام العضلات والبلغم وألم الحلق فليست أعراضاً شائعة. نسبة حدوث بعض الأعراض حسب الإحصاءات الصينية هى كالتالى: الحمى 87.9%، السعال الجاف 67.7%، التعب العام 38.1%، البلغم 33.4%، ضيق التنفس 18.6%، آلام العضلات أو المفاصل 14.8%، ألم الحلق 13.9%، الصداع 13.6%، الغثيان والقيئ 5%، الاسهال 3.7%.

هذا الفيروس ينتقل عبر الأسطح وعبر الهواء. حيث ينتشر هذا الفيروس بشكل أساسى بين الأشخاص من خلال الرذاذ والقطرات الصادرة عن الجهاز التنفسى من خلال السعال والعطس. ويمكن أن يظل الفيروس حياً حتى ثلاثة أيام على الأسطح البلاستيكية والحديدية، بينما يمكن أن يبقى الفيروس حياً لمدة ثلاثة ساعات فى الهواء.

اذا دخل الفيروس الجسم سوف ينتقل مؤقتا إلى الحلق، وهو ما يطلق عليه مرحلة جفاف الحلق. ويظل لاصقا بالحلق حتى يجد الفرصة المناسبة للنزول إلى الرئة، فإذا انتقل إلى الرئة، هناك مستقبلات معينة على خلايا الرئة تسمى ACE2 يلتصق بها الفيروس، وهذه المستقبلات تسمح للفيروس بالدخول إلى أنسجة الرئة مباشرة ويتكاثر في خلايا الرئة، ويسبب التهابات شديدة بالرئة، ويقل الأكسجين الممتص من خلايا الرئة ويحدث ضيق التنفس.

الجهاز المناعى به خلايا جاهزة للمقاومة – خلايا كرات الدم البيضاء – وظيفتها هى أن أى شيء غريب يدخل الجسم من الخارج تهجم عليه هجوم كاسح، وعندما يصل الفيروس للرئة تنطلق خلايا جهاز المناعة وتنتقل إلى الرئة لكى تقتل الجسم الغريب الموجود فيها، لكن هذا الانتقال يحتاج إلى دورة دموية نشطة، وبالتالى الجسم يستجيب لطلب انتقال خلايا المناعة إلى الرئة، ولكى تكون الدورة الدموية نشطة فلابد من تسريع ضربات القلب، وطريقة تسريع ضربات القلب تتم عن طريق ارتفاع درجة حرارة الجسم فيظهر العرض فى صورة حمى، ومع الحمى تزيد ضربات القلب، ويصبح ضخ الدم سريعا يوصل إلى الرئة بسرعة، وبالتالى فهناك خطورة يتعرض لها مرضى القلب من فيروس كورونا، هذا الكلام يستغرق ما بين 3 – 5 أيام.

وأثناء محاربة خلايا المناعة لفيروس كورونا، فإن خلايا المناعة تأخذ عينات من الفيروس، وتقوم بتحليلها فى مختبرات موجودة فى نظام المناعة بغرض دراسة نقاط ضعف الفيروس، ثم تقوم بتصنيع سلاح خاص لمحاربة الفيروس وقتله وهى تتمثل فى مضادات متخصصة، وبمجرد افراز هذه المضادات يصبح الشخص المريض فى طريقه إلى الشفاء من هذا الفيروس اللعين.

الدورة الدموية النشطة مهمة جدا من خلال الرياضة، وكذا عدم التدخين لأنه يمثل عاملا خطيرا فى حالة فيروس كورونا. التدخين يؤدى إلى التهاب الرئة وانخفاض وظائف المناعة، مما يساعد فى  سيطرة الفيروس على الرئة بسهولة ويتسبب فى تلفها بشدة. ويسبب ضيق التنفس الذى يعانيه المرضى مع تفاقم المرض. وينخفض مستوى الأكسجين فى الدم، وبالتالى تقل تغذية اعضاء الجسم المختلفة بالأكسجين، وقد يؤدى ذلك إلى تلف فى الأعضاء الحيوية، ويمكن أن يتسبب فى فشل وظائف الكبد والكلى، ويصبح هناك ضغط على القلب بسبب نقص الأكسجين وعدم مقدرته على تغذية الأعضاء المهمة فى الجسم. وفى هذه الحالة يحتاج المريض إلى تنفس صناعى.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

وبذلك يتساوى المدخنين مع أصحاب أمراض الرئة مثل التهاب الشعب الهوائية والانسداد الرئوى المزمن والربو وحساسية الصدر، فى خطورة تعرضهم للأعراض الشديدة لفيروس كورونا.

التغذية مهمة جدا لرفع مناعة الجسم، من خلال الأكل الصحى والغنى بفيتامين سى، وهو متواجد فى الخضروات والفواكه، والموالح، واللوز والجوز.

لو كانت الدورة الدموية للإنسان قوية، فإن هذا يدل على أن الأكسجين متوفر بصورة جيدة لخلايا الجسم، وبذلك تكون مقاومة الجسم للفيروس أقوى. وحسب الإحصاءات الصينية هناك 81% من المصابين بفيروس كورونا لا تظهر عليهم أعراض المرض. وهناك 14% تظهر عليهم الأعراض إلا أنهم يشفون من المرض، 5% حالات حرجة. نسبة حالات الموت 2.3% ومعظمها نتيجة أنهم مرضى بأمراض أخرى وخاصة أمراض الصدر والقلب.

الوقاية عن طريق النظافة مهمة جدا من هذا الفيروس اللعين، ومنها غسل الأيدى بالماء والصابون. كما أن العزل مهم جدا، وهو السلاح الرئيسى الذى أستخدمته الصين فى محاربة هذا الفيروس. العزل يبدأ من منع التصافح بالأيدى ومنع التقبيل والبعد عن الأماكن المزدحمة، وترك مسافة بين الأشخاص وبعضهم لا تقل عن متر ونصف، وفى حالة تفشى المرض يكون عدم الخروج من المنازل مهم جدا جدا.

حتى الآن لا يوجد علاج لإصابة الحلق والرئة بالفيروس، ولا يوجد لقاح لوقف تفشى الفيروس.

فى حالة إصابة الرئة بالفيروس، ممكن يتم العزل فى غرفة فى المنزل، والعمل على رفع المناعة من خلال تعاطى فيتامين سى، وسوائل مغذية دافئة. وخفض درجة الحرارة يتم بواسطة كمادات مستمرة بماء من الصنبور تحت الأبطين وبين الأفخاذ وفى أعلاها وحول الرقبة وتحت الأذنين، مع تعاطى البنادول لتخفيف الصداع وآلام العضلات ولتقليل درجة الحرارة. لكن فى حالة عدم استجابة المريض للتعافى والتحسن، فلابد من الاتصال بالجهات المسئولة فى وزارة الصحة لكى تتصرف وتنقل المريض إلى أحد المصحات المتخصصة.

تتراوح فترة حضانة المرض بين يومين وأسبوعين. ويُقدر الوقت التقريبى منذ بداية الأعراض إلى بداية التحسن السريرى للحالات الخفيفة من المرض بأسبوعين، ويصل إلى 3-6 أسابيع في الحالات الشديدة أو الحرجة. تتراوح الفترة الزمنية بين بداية الأعراض والوفاة لدى ضحايا المرض بين أسبوعين وثمانية أسابيع.

فإذا لم تكن هناك أية أعراض أو كانت أعراضا خفيفة، فإنه يمكن للمصاب نقل العدوى لشخص مصاب بأمراص فى الصدر أو القلب وقد يموت بسببها، ومن هنا تأتى الحكمة من العزل المنزلى وعدم الاختلاط بالآخرين.

إذا كان المصاب صغيرا فى السن وبصحة جيدة، فإنه لا محالة عند عودته من الخارج إلى البيت، سينقل العدوى أيضا لأفراد أسرته المخالطين له، خاصة كبار السن والمرضى بأمراض مزمنة، مما قد يؤدى إلى وفاتهم بسبب الإصابة.

“إذا فالمسؤولية ليست فقط لحماية نفسك، ولكن لديك مسؤولية مجتمعية وأخلاقية لحماية ومساعدة الآخرين”

أشكركم وإلى أن نلتقى فى مقالة أخرى لكم منى أجمل وأرق التحيات.

 

اترك رد