مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

المحطات النووية “أمنة نظيفة رخيصة”

6

بقلم – الدكتور على عبد النبى :

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

دائما نقرأ أن المحطات النووية “أمنة ونظيفة ورخيصة”، وهذا الكلام صحيح 100% ، ولشرح ذلك لنا أن نأخذ مثال يوضح هذا الكلام، فموقع الضبعة النووى سيضم 8 محطات نووية، وإن شاء الله، المرحلة الأولى ستبدأ بـ 4 محطات نووية بإجمالى قدرات 4800 ميجاوات، أى بحوالى 4400 ميجاوات صافى تغذية لشبكة الكهرباء الموحدة، هذا معناه أننا سنويا سوف نحصل على طاقة تقدر بحوالى 35 مليون ميجاوات ساعة.

ومفاعلات الضبعه ستكون من مفاعلات الجيل الثالث بلس، وهى من مفاعلات الماء الخفيف المضغوط PWR، فهى الأحدث على مستوى العالم، وستكون مزودة بأحدث التكنولوجيات العالمية، وهذا النوع من المفاعلات هو الأكثر انتشارا على المستوى العالمى، فهناك 280 مفاعل من هذا النوع فى الخدمة حاليا من إجمالى 438 مفاعل فى 30 دولة، كما أن هناك 53 مفاعل من هذا النوع تحت الإنشاء حاليا من إجمالى 67 مفاعل تحت الإنشاء. مفاعلات الضبعة روعى فى تصميمها الدروس المستفادة من تشغيل وصيانة وحوادث المحطات النووية طوال 60 سنة، فخلال هذه المدة حدثت ثلاث حوادث نووية (حوادث ثرى مايل إيلاند وتشرنوبل وفوكوشيما)، أى أن نسبة الحوداث لا تتعدى 0.7%، وهى التى نتج عنها موت 36 شخص وإصابة حوالى 2000 شخص، فهى تعتبر نسبة ضئيلة جدا مقارنة بنسب حوادث السيارات التى تتسبب سنويا فى موت حوالى 1.3 مليون شخص وإصابة حوالى 35 مليون شخص، أو حوادث الطائرات التى تسببت فى موت 1328 شخص خلال عام 2014.

وطبقا للأكوادر والمعايير النووية الحديثة، فإن مفاعلات الضبعة سيكون لديها القدرة علي مقاومة زلزال بقوة 8 درجات على مقياس رختر، وهى تساوى عجلة تسارع زلزالى مقدارها  0.3 g، ويعد بذلك أقصى درجات الأمان الذى يمكن أخذها فى الاعتبار، بالإضافة لتحمل الوعاء الحاوى للجزيرة النووية لتصادمات الطائرات البوينج، والفيضانات، والسونامى، وأقوى الأعاصير المدمرة.

وإذا نظرنا الى مدى تأثير المحطة النووية عند تشغيلها على البيئة وسكان المنطقة المحيطة بها، فإننا نجد أن الجرعة الإشعاعية السنوية التى يتعرض لها الشخص الذى يسكن بجوار المحطة النووية مقدارها 0.009 مللى ريم، فى حين أن الشخص يتعرض لجرعة إشعاعية سنوية من الأكل والشرب مقدارها 30 مللى ريم، كما أن الجرعة الإشعاعية التى يتعرض لها من الكشف بأشعة إكس مقدارها 10 مللى ريم، وسوف تندهش حينما تعلم أن الجرعة الإشعاعية التى تسبب السرطان مقدارها يزيد عن 10000 مللى ريم (10 ريم)، وهذا يدل على أن تشغيل المحطة النووية لا ينتج عنه أضرار إشعاعية تضر البيئة أوالإنسان.

والكل يعلم أن المحطات النووية لا ينتج عن تشغيلها إنبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون، وهذا بخلاف المحطات التى تعمل بالفحم أو البترول أو الغاز الطبيعى، فمحطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعى ينتج عنها 550 كيلو جرام من غاز ثانى أكسيد الكربون لكل ميجاوات ساعة، ومحطة كهرباء تعمل بالفحم ينتج عنها 915 كيلو جرام من غاز ثانى أكسيد الكربون لكل ميجاوات ساعة، ومحطة كهرباء تعمل بالغاز الطبيعى ذات الدورة المركبة ينتج عنها 436  كيلو جرام من غاز ثانى أكسيد الكربون لكل ميجاوات ساعة، والكل يعلم مدى أضرار غاز ثانى أكسيد الكربون على البيئة والإنسان.

والمحطات النووية التى هى من الجيل الثالث بلس سوف تعمل لمدة 60 سنة (العمر الإفتراضى)، وهناك إحتمال كبير فى زيادة هذه المدة الى 80 سنة، وهذا بخلاف المحطات التى تعمل بالفحم أو البترول أو الغاز الطبيعى، والتى عمرها الإفتراضى لا يتعدى 25 سنة، وزيادة العمر الإفتراضى ينعكس على سعر الكيلووات ساعة المنتج، فنجد أن سعر الكيلووات ساعة المنتج من المحطات النووية يقل عن المحطات التى تعمل بالفحم أو الغاز الطبيعى أو البترول، وستزهل حينما تعلم أن تكلفة الغاز الطبيعى فى السنة والمستخدم لتشغيل محطة كهرباء قدرتها 1000 ميجاوات يساوى 400 مليون دولار، وأن تكلفة الوقود النووى فى السنة والمستخدم لتشغيل محطة نووية قدرتها 1000 ميجاوات يساوى 40 مليون دولار، يبقى تشغيل محطة نووية واحدة سيوفر 360 مليون دولار سنوى، تبقى المرحلة الأولى من مشروع الضبعة والتى ستضم 4 محطات نووية ستوفر تقريبا 1.5 مليار دولار سنوى، وهذا يدل على أن مشروع المحطة النووية هو مشروع إستثمارى وسوف يغطى تكاليفه خلال فترة 13 سنوات، هذا فقط من فرق سعر الوقود، وإذا أضفنا فرق سعر الكيلووات المنتج، فسوف تقل مدة إسترداد تكاليف المحطة النووية لتكون أقل من 10 سنوات.

المؤشرات تشير الى أن الطاقة النووية هى الخيار الوحيد أمام متخذ القرار. ،،،، والله الموفق

اترك رد