مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

العلاقات الجماهيرية صمام أمان المؤسسات

6

بقلم – الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : نحن بحاجة للحب

خلل التوازن التربوي يؤدي لفساد الابناء

العلاقات الجماهيرية هى تلك الإدارة المعنية بالرأى العام وإتجاهاته وتشكيله أو تغييره بما يعود على المؤسسات أو الدول بتوظيف جيد لشرائح الجماهير النوعية .
والعلاقات الجماهيرية أو إن شئت فقل العلاقات العامة الداخلية والخارجية هى المسئول الأول عن الجمهور الداخلى والخارجى للمؤسسات والدول ، ومتى تم وضع هذه الإدارة فى مكانها الصحيح وتمكينها عاد ذلك بالقوة والثبات والإستقرار فى الأداء الإدارى والتطوير والتغيير .
وإنطلاقا من دراساتى ورسالة الدكتوراة فى العلاقات العامة والتخصص الدقيق فى بناء الرأى العام ، فإننى أقول وبكل ثقة أن مهام العلاقات الجماهيرية تتلخص فى مهمتين أساسيتين وهما التفاهم وبناء الثقة بين المؤسسة والجماهير النوعية المستهدفة من أجل تحقيق الإقناع .
ومن ذلك يتضح لنا أن أى أنشطة تقوم بها أجهزة العلاقات العامة وبالأخص العلاقات الجماهيرية ما لم تحقق الإقناع المبنى على وجود التفاهم والثقة بين المؤسسات والجمهور فإنها تعتبر نسيا منسيا ، ويصبح حينئذ إستثمار المؤسسات فى العلاقات الجماهيرية سبيلا لإهدار رأس مال المؤسسة .
ولذلك ينبغى على العلاقات الجماهيرية أن تتقن وتعشق وتتفنن فى دراسة جماهيرها النوعية بشكل دقيق مثمر وفعال ، وهذا هو سبب كتابتى هذا المقال البحثى المتخصص ، عن الجماهير النوعية حول كل أسم أو علامة تجارية أو كيان .
لأجهزة العلاقات العامة الجماهيرية وظيفة أساسية دقيقة وهى معرفة وقياس إتجاهات الرأى العام بشكل دورى حول العلامة التجارية التى تعمل على تدعيمها وتمكينها أو الكيان الذى تعمل له .
وليس القياس فحسب ولكن أيضا معرفة النسب الصحية لكل شريحة والحفاظ على التوازن بين النسب المختلفة حتى لا يحدث إختلال فى أى نسبة قد يؤثر بشكل سلبى على الثقة المتبادلة بين المؤسسة وجمهورها ، والذى بدوره قد يؤثر سلبا على إستقرار وثبات المؤسسة فى خططها وأهدافها الطموحة نحو المستقبل .
وكما قال علماء العلاقات العامة والإجتماع ، إذا كانت الطعام والشراب لازما لبقاء الجنس البشرى ، فإن العلاقات العامة لازمة لبقاء المجتمع الإنسانى .
ومن المؤسف أن أقول بأن غالبية أجهزة العلاقات العامة والأجهزة المعنية بإتجاهات الرأى العام تعمل بخطة رد الفعل ، أى أن خططها مبنية على أفعال الجماهير ، ولم تمتلك زمام الأمور وتبنى خططها على سياسة المبادرة وليس رد الفعل ، أى ننتظر ما يحدث من مصائب ثم نقوم بوضع خطط لإحتواء هذه المصائب ، ومالم تقوم هذه الأجهزة بقياس نبض الجماهير النوعية بشكل دورى وقراءته قراءات صحيحة فسنظل نبكى على اللبن المسكوب مع كل كارثة من كوارث الرأى العام وإتجاهاته .
لذا جاء الأن الدور لمعرفة النسب الصحيحة والصحية  لشرائح الجماهير النوعية حول أى علامة تجارية أو كيان ، وأشكر الله أن جعل لى السبق فى الوصول لهذا البناء الدقيق للرأى العام حول العلامات التجارية والكيانات المختلفة.
يوجد حول كل علامة تجارية وكيان أو أسم إعتبارى خمسة شرائح من الجماهير النوعية وهى كالتالى :
المبادر : وهى شريحة الوزن النسبى الصحى لها هو 10% ، وهى هذه الفئة التى تحب الكيان أو المؤسسة ليس لأى مصلحة ولكنه حب ودعم خالص ناتج عن قناعة داخلية بأن هذا الكيان أو هذه المؤسسة تحظى بسمعة طيبة وتستحق الدعم والتأييد .
رد الفعل : وهى الشريحة التى تبنى إتجاهاتها على ما يعود عليها من نفع من هذه المؤسسة ونسبتها الصحيحة 20% .
المشاهد : وهى الشريحة التى ليست لها توجه ثابت تجاه القضايا التى تعاصرها وإنما هى عرضة لحركة الرأى العام وهى مع من يطرق بابها بغض النظر عن كونه صاحب منفعة أو ضرر وهى الفئة العاطفية فى المجتمع وتمثل نسبة 40% من شرائح الجماهير الموجودة فى المجتمع .
الناقم : وهى الشريحة المحبطة المثبطة التى تعتقد أن البيئة المحيطة لا تستحق أى مساعدة ولا يوجد من يستحق فعل الخير من أجله ، لذلك هى تتحرك فى المجتمع كأشبه ما يكون بالربوت أو الإنسان الألى ، تفعل واجباتها ليس عن قناعة ولكن خوفا من العقاب ونسبة هذه الشريحة الصحية فى المجتمع حول الكيان أو المؤسسة لا ينبغى أن تزيد عن 20% .
الحقود : وهى الشريحة التى تبنى فلسفتها على محاربة المؤسسة وضرورة إظهار فشلها وتعتقد أن الشريحة الأولى (المبادر) عبارة عن مجموعة من المنافقين والموالين لنظام المؤسسة ومن الوصوليين ، وهى تبنى كل خططها على إفشال الكيان الذى توجد تحت مظلته ، والنسبة الصحية لهذه الشريحة لا يجب أن تتعدى 10% من إجمالى الجماهير الموجودة حول العلامات التجارية أو المؤسسات والكيانات ، ومتى زادت نسبتها دل ذلك على غياب أجهزة العلاقات العامة والرأى العام عن وعيها ودق ناقوس الخطر ، وأكتفى بهذا القدر حتى لا أثقل عليكم أعزائى القراء والدارسين وإنتظرونا فى الجزء الثانى إن شاء لمعرفة كيفية بناء الرأى العام من خلال النسب الصحية لهذه الشرائح النوعية .

اترك رد