مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

البرامج الرياضية وحملة تدمير المنتخب

2

بقلم – الكاتب اسعد عبد الله عبد علي ” العراق”

صباح كل سبت موعدنا أن نلتقي في مقهى الحاج ثجيل, هكذا اتفقنا منذ أربعة أعوام ومازلنا مستمرين على عادتنا, وهي بالأساس فكرة العجوز المفكر ابو نجم, ومن خلال تنفيذ الفكرة تعمقت صداقتنا, هذا السبت وصلت متأخرا بربع ساعة بسبب ازدحام كبير قرب الأسواق المركزية المهجور لأسباب خفية, في الشارع المؤدي لباب المعظم, ووجدت الجميع حاضرا, وصوت طقطقة قطعة الدومينو وسط تنافس محموم من يفوز بالجولة, سلمت على الأصدقاء واستفسروا عن علة تأخري, فأخبرتهم بمحنة الازدحامات التي لا تنتهي.

 

كان الصديق فاضل منزعجا جدا, كأنه في عالم أخر! غير مندمج مع صخب لعب الدومينو, فسألته عن حاله:

–         فاضل, ما بك؟ تبدو منزعجا جدا!

–         الحقيقة يا اخي انزعاجي بسبب البرامج الرياضية التي تعمل على تدمير المنتخب العراقي, فهي تحارب المدرب الأجنبي كاتنيش, وتسعى لاستقطاب مدرب محلي وهم يروجون لبعض الأسماء الفاشلة سابقا, كي يدفع لهم حصتهم, وكل هذا على حساب الوطن, وكما فعلها كبير المنافقين في تصفيات كاس العالم 2018 وتسبب بخسارة المنتخب وإقالة شنيشل عبر برنامجه القذر, فها هو اليوم يشن حملة تسقيط للمدرب والمنتخب, وتتبعه بالتغريد برامج عفنة أخرى في قنوات أخرى.

–         إذن هؤلاء خونة.

 

التفت الجميع إلي عندما نعت مقدمي البرامجي الرياضية المحلية بالخونة, ليس أصدقائي فحسب بل اغلب من في المقهى, فدخل على الخط أبو نجم بعد أن عرف سر انزعاج فاضل, ليوضح للكل شيء مهم, فقال:

–         انه الإعلامي المنافق الذي جعل من الرياضة العراقية أستوديو لتحطيم كل ما هو جميل, نعم هو نجح بامتياز في إثارة المشاكل والدفع بالفاشلين لتسلم مناصب تدريبية, وكل من يفضح نفاقه يحاربه كما فعلها قبل سنتين مع الكبير راضي شنيشل, والذي فضح جهل وغباء هذا الإعلامي المنافق, وعندها سخر كل امكانيات برنامج لتسقيط المنتخب العراقي والكابتن شنيشل, والجمهور مع الاسف اغلبه همج رعاع يتبعون نعيق المنافقين, وهكذا اصبح جمهور الهمج مجرد صدى لهذا الاعلامي المنافق, حتى خسر المنتخب اغلب مبارياته وتمت اقالة شنيشل,

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : نحن بحاجة للحب

خلل التوازن التربوي يؤدي لفساد الابناء

والآن يمارسون شذوذهم وبصوت عال مطالبين بإقالة كاتنيش والرجوع للمحلي الفاشل, وهم يروجون لأسماء معينة, منتظرين الدولارات بعد نجاح حملتهم التسقيطية, مما تسبب بزلزال كبير قبل التصفيات, والان الوضع مخيف نتيجة هوس المنافقين بالدولار وهمتهم الكبيرة لفعل اي شيء مقابل الحصول على الدولار, حتى لو تخلوا عن شرفهم فهم من دون مبادئ!

 

صفق الكل بحرارة لابو نجم بعد هذه الخطبة الواقعية جدا والتي كشفت لنا حقيقية الاعلام الرياضي المحلي, الذي اصبح حكرا على بعض الدخلاء واشباه الاعلاميين, فانبرى سيد جليل ليضيف شيء مهم, فقال:

–         اريد ان اقول شيء مهم: ان ما يحصل السبب الرئيسي فيه الاتحاد العراقي لكرة القدم! والذي يقوده الان مجموعة من اللصوص والخونة والطارئين على الكرة, والذين دفعت بهم الاحزاب ليتقاسموا حصص كعكة الكرة, فالأموال في البيئة الكروية كبيرة جدا, لذلك سال لعاب الاحزاب, فقامت بدفع هؤلاء النكرات المتصدين اليوم لمناصب المسؤولية في اتحاد الكرة الفاسد, والنتيجة اتحاد يسعى لخسارة المنتخب, عملهم كعمل الديوث! وهؤلاء يجب اقصائهم, واعتقد ان هذه البرامج وجدت ضمن هذه البيئة القذرة, وهي مكمل لعمل الاتحاد الفاسد, لذلك الاصلاح يكون بخطوة اولى وهي  ازاحة هذه الشرذمة من كراسي الاتحاد.

 

ايد الجميع ما قاله سيد جليل, فموضوع فساد وفشل الاتحاد واضح للجمهور العراقي, وقضية انهم طارئين جاءت بهم الاحزاب ايضا معلومة للكل, بعدها  قرر ابو نجم يضع الحل الانجح لمسالة الاعلام المنافق امام الكل, فقال:

–         اعتقد اليوم لكي نحامي على المنتخب من الاعلام المنافق والخائن للوطن, نحن بحاجة لتأسيس هيئة للدفاع عن المنتخب الوطني, تكون من لاعبي المنتخب خصوصا جيل الثمانينات والتسعينات, والصحفيين والاعلاميين القدامى, ومن المثقفين والنخب الرياضية, ومن المهم ان تتعاون مع وزارة الشباب ومع رئيس الوزراء, هدفها الاول هذه الهيئة هو رصد البرامج الاعلامية الهادفة لزعزعة وضع المنتخب عبر اثارة المشاكل, وتقم ببعث رسائل الى كل الجهات الرقابية, لإيقاف هذه البرامج المغرضة والهادفة لنشر الفوضى وايقاف مسيرة المنتخب.

مع نشر رسالة اعلامية محترفة, وهي توضيح اعلامي لما تفعله هذه البرامج من فوضى خطيرة تهدد المنتخب العراقي, كي يرتفع وعي الجماهير وتختفي الجماهير الجاهلة التي تتبع نعيق المنافقين والخونة.

 

صفق فاضل طويلا وابتسم ابتسامة مقاتل مستعد لخوض معركة, وقال:

–         يجب التصدي للأعلام الخائن عبيد الدولارات, وادعوكم احبتي للكتابة حول اسباب العداء بين المنتخب العراقي والاعلاميين المنافقين, عسى ان يصل لفهم السذج ما يجري ويتركون متابعة هذا الاعلام المنافق, الهادف لشيء واحد وهو تدمير المنتخب وجعله يخسر من جديد.

 

الحقيقة كانت جلسة دومينو ممتعة توضح خلالها دور الاعلام الرياضي السلبي, وخطيئة غياب الرقابة الحكومية عن هكذا برامج اعلامية هابطة, والتي تتسبب بتبديد مليارات الدنانير, نتيجة الخسارات المتكررة والتي تحصل نتيجة خلق المشاكل وفساد الاتحاد الكروي.

 

 

اترك رد