مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

باسل عاطف يكتب.. ارحموا ما تبقى من الصحافة والإعلام

17

“صاحبة الجلالة” باتت مهددة بالإنقراض واصبح اختفائها من ضمن قائمة المهن أمرًا ليس ببعيد.. هذه هي الحقيقة التي يعلمها أغلب الصحفيين ولكن لا يعلمها الشعب، الأمر الذي يُهدد بكارثة تجاه أسر حاملي القلم، فهناك الاَف الصحفيين لا يعرفون سوى هذه المهنة وليس لهم شأن بغيرها، فما هو مصيرهم؟!.

كليات الإعلام تقوم بتخرج الاف الطلاب سنويًا سواء أكانت كليات تابعة لجامعات حكومية أو خاصة أو حتى معاهد، والأبشع من هذا أن هناك المئات من خريجي جامعات ليس لهم علاقة بالإعلام والصحافة لا من قريب ولا بعيد إلا أنهم يعملون في هذا المجال الذي بات مطمع للكثيرين، نظرًا لكثرة الأقاويل حولها لمن لا يعرفون حقيقة مرارتها.

 

هذا بالإضافة إلى أن الصحافة الورقية أصبحت تندثر، فنسبة بيع الجرائد تراجع بشكل غير طبيعي، وبدون مبالغة هناك صحف تعود كافة مطبوعاتها في الأرشيف “مسترجع” دون أي مبيعات، بالإضافة إلى أن المواقع الإلكترونية بات هي المسيطرة على سوق الصحافة وأصبح هناك مئات المواقع الإخبارية دون تنظيم وصار الوضع “كارثي”.

 

عصر السوشيال ميديا والانترنت – من وجهة نظري – هو السبب الرئيسي في تدهور الصحافة وتراجع مبيعاتها لأن الخبر قبل أن يُنشر على الصحف والمواقع الإخبارية ينتشر بشكل فج على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” وغيرها..

 

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

في الوقت الحالي بات دور رئيس التحرير والإدارة في أي مؤسسة صحفية “إدراي” واصبح همهم الشاغل كيفية جني المرتبات كل شهر حتى يكادوا أنهم ابتعدوا عن الكتابة والقراءة، وكذا الصحفي البسيط والشباب الصاعد يُعاني أمرّ المعاناة مع مهنة “البحث عن المتاعب” ويضطر لأن يعمل في أكثر من مكان من أجل توفير متطلباته وفي بعض الوقت متطلبات أسرته.

 

هذا بالإضافة إلى التضييق والخناق على المؤسسات الصحفية من أجل نشر أشياء معينة وحجب أشياء أخرى، فالمقولة تقول “المنع يجلب الضرر”.. فالمعروف عن مهنة الصحافة أنها من أسمى المهن وأكثرها تأثيرا على أي مجتمع وأنها هي حائط الصد الأول ضد أي فاسد… لكن في عصرنا الحالي وخاصة في مصر لا أعتقد ذلك.

 

كذلك الوضع بالنسبة للإعلام فبدون الإعلانات وتبني رجال الأعمال العديد من القنوات لن يكون هناك إعلام سواء اتفقت أنه إعلام حر أم غير ذلك.. والوضع ينعكس على قنوات الدولة وخاصة الموجودة في المبنى العجوز “ماسبيرو” التي أصبحت “لا تسمن ولا تغني من جوع” وتضطر الدولة إلى دفع ملايين الجنيهات شهريا من أجل مرتبات العاملين هناك والذين لا يقدومون شيئًا جديدا فبرامجهم تقليدية ولا يزالون يعتمدون على طريقة التسعينات.

 

أغلبية القنوات دون جدال يمتلكها رجال أعمال وهدفهم الأول منها التخديم على مصالحهم الشخصية وأعمالهم الخاصة، فلا تحدثني عن دورهم البطولي من أجل خدمة الوطن، لأن الأمر أصبح تجارة فإن لم يكن هناك مكسب وربح كبير جدا من وراء هذه القنوات لأغلقوها على الفور، والحقيقة أن عدد ليس بقليل منهم ماضيهم معروف لدي البعض ولكن لا أعلم لماذا لم يتم فتح ملفاتهم حتى الاَن؟!.

 

الخلاصة أن المركب بدأت تغرق وإن لم تجمع الأسرة الصحفية على كلمة رجل واحد فلن يكن لهذه المهنة دور بعد هذا، فهناك طرق كثيرة شرعية لجلب مكاسب للمؤسسات الصحفية.. وللحديث بقية.

 

 

 

اترك رد