مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

معلمة

1

بقلم – عواد المخرازي:

قد يهمك ايضاً:

أبنتي الصغيرة أرادت ملاعبتي.. هيا يا أبي سأكتب أسمك.. سأكون مدرستك. مفهوم. _حسنا يا بنيتي..
احضرت قلما وورقة وقالت : هيا سأكتب اسمك أيها التلميذ. ما اسمك، وماذا تعمل؟
_ الحقيقة أنا في الأصل أمير. أو “تقدري تقولي” من العائلة المالكة. كانوا ينادونني في السابق سمو الامير عواد. قبل أن أتي الى هذه المدينة الصغيرة لأعيش كحال البسطاء. صمتت ونظرت إلي مستغربة. ورمت القلم والورقة.
_ ولكنك لست كذلك. صحيح يا أبي.
_ لا لا أنا كذلك أنا أصلا أمير. انا من العائلة المالكة يا بنيتي. وقفت على قدميها وقالت : لا لست كذلك. أنت عبد. انك تشبه تلك الشخصية في المسلسل الكرتوني.
_ ماذا. عبد. بالطبع لا.
_ نعم لقد رأيت بائع الخضار وهو يصيح عليك لتدفع له. وصاحب البيت وهو يهدد بطردنا. أنك لم تستطع حتى شراء “مريول”المدرسة لقد ألبستني” مريول” أختي السابق. ولم تستطيع شراء الحلوى. ولم تشتري لي ألعاب العيد. ولا تعطيني مصروفا كباقي زميلاتي. وسيارتك قديمة مهترئة. ابي لماذا زميلاتي بالصف، لديهن االعابا وهدايا ويأكلن الحلوى على الدوام لماذا يذهبن للملاهي وانا لا.
أخذت تبكي ثم قالت : أبي لماذا ” خلفتني ” هاه لماذا. لماذا؟
أنت تكذب لست أمير، أنت ( ) …. غادرتني غاضبة.
نظرت في المرآة وإلى تقاسيم وجهي المجعدة والمخططة كحمار وحشي. وألى خصلات شعري المبعثرة ، وإلى ملابسي الرثة. صمت مطولا. ………وتسألت : هل أنا عبد فعلا؟!

اترك رد