مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

انكسارات ظل ” د.هشام الحناوي”

20

هشام سعيد الحناوي دكتور في طب الأسنان وجراحتها سوريا / السويداء، سهوة بلاطة / 1965/

كان جرحُ الوطن كفيلاً أن يستعيدَ قلمه الشعري المخبّأ

بين أدراجه القديمة ليملأه حبرَ القلب على وجع

القصيدة حالماً بالعصفور طليقاً على أشجار السنديان،

وشموخ الجبال وينابيع الكبرياء والمحبة والمجد

حَلُمَ الرَّبيعُ ببعض زَهْرٍ

والرَّوابي كلُّها تشكو الرَّبيعَا…

وتثاقلتْ خلفَ السُّهادِ عُيُونُ حزنٍ

لا تبالي في سَراديبِ الحقيقةِ أَن تضيعَا…

وغزا التَّصَحُّرُ قلبَ عشقٍ

خرَّ من تعبٍ صَريعَا…

هَلْ تُشْعِلُ الغَاباتُ ناياتِ الهَوى

حتَّى يتوهَ اللَّحنُ من دمِهَا سريعَا؟ !

أَوَكُفِّنَ العُصْفُورُ بالأَوراقِ صَمْتاً

فَانْثَنَتْ عن سِحْرِها الأَغْصَانُ تشكو ظلَّها

خلفَ المَواجع للنَّدى

والتِّيهُ بعثرَنا جميعَا؟!…

فإذا الرِّياحُ السُّودُ من صَخْرٍ تَجَذَّرَ في الجُنُون

ِ تبعثرتْ شُهُبَاً تَفِرُّ

فأَبْدَعَتْ سُحُبَاً من البُركانِ؛

والأَرضُ التي خلعتْ مفاتنها عن الأَحْلامِ

أَضحَتْ للرَّدى حَمَلاً وديعَا… * *

آهٍ من الطُّوفان يحملُهُ الجنونْ!! * *

مِن بعد طولِ القحطِ

غيثٌ أُرْجُوانيّ

ٌ تدلَّى من أَتونِ الشَّمسِ في صَمْتٍ

وسفحٌ من مروجِ جنادلِ الصَّحراءِ

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

ينبِتُ سُنْبُلاً جَسَداً نَمَا في ليلِنَا

روحَاً تشيخُ كحُلم بوصلةٍ تُبَعثرُها الجهَاتُ

ودمعُ حَالمةٍ

تجلّى في رؤاها

من تفاصيل التَّشظِّي

في عباءات السُّكُونْ…!! * *

يا ويحَ قلبي من تشرُّدِ حالِمٍ

أَسْرَى إلى أَملٍ

يعيشُ بكلِّ أُغنيةٍ؛

ولي طيفانِ من سَفَرٍ

أَطيرُ إِلى انْعتاقي

بابتساماتِ الجراحِ وحزنها

أُفضي إلى المجهولِ من أَسْري

فأَلقى كلَّ أَحزانِ المدينةِ قبَّعاتٍ

يرتديها الطَّيبونْ…!! * *

اللَّيلُ تؤنسُهُ النُّجُومْ…

والصُّبحُ تبهجُه الكُرُومْ…

والعُمْرُ تحمِله الطُّفُولةُ والحكايةُ والسُّنونْ… * *

من بعد طول الهمِّ فينا

أَشعلي يا شمسُ مِصْبَاحَاً جَميلاً…

واحْمِلينا فوق أَجنحةِ اللِّقاءِ بليلِ ميلادٍ

يغنِّي للشَّذا نغمَاً أَصيلا…

وامْنحينا من ندى عَينيكِ

سُنْبُلةً ووَرْدَاً بَاسِمَاً

حَبَّاً وحُبَّاً في نُسَيْمَاتِ النَّدى

من أَجلِ عَينيِّ البَراءَةِ والسَّلامِ

فللطُّفُولةِ من شَرايينِ الحَياةِ ونبعِهَا

حقٌّ علينا أَن تَعيش!!!…

 

اترك رد