مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جهود عُمانية متواصلة لتحقيق الأمن الغذائي والنهوض بالزراعة والثروة السمكية

3

كتبت – داليا على:

تحظى قضية الأمن الغذائي باهتمام كبير من جانب مختلف الدول وفي مقدمتها سلطنة عُمان، باعتبار انه يتصل بشكل مباشر بضمان توفر المواد الأساسية ذات الصلة بالاحتياجات الغذائية للمواطنين، وضمان توفرها وتدفقها بشكل دائم وسلس تحت مختلف الظروف.

ولا شك أن عُمان تولي هذه المسألة جُل اهتمامها من خلال الجهود المتواصلة في قطاعي الزراعة والثروة السمكية، بحكم طبيعتهما من ناحية، وبحكم الإمكانات المتوفرة بالنسبة لهما في السلطنة، سواء في المساحات القابلة للزراعة، أو في الشواطئ العمانية الممتدة، وتنوع البيئات البحرية في هذه الشواطئ أيضا.

فضلا عن أن مهنتي الزراعة والصيد، هما من أقدم وأهم المهن التي عمل فيها المواطن العماني منذ قرون عديدة، ولا يزال حتى الآن، وهو ما يزيد من الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهما، بحكم أعداد المواطنين العاملين فيهما أيضا، من ناحية ثانية.

قد يهمك ايضاً:

إيران لم تشتت انتباه إسرائيل عن قصف وتدمير غزة 

ومع الوضع في الاعتبار أن الجهات العُمانية المعنية، تسعى جاهدة إلى دفع قطاعي الزراعة والثروة السمكية، للإسهام بنصيب متزايد في الناتج المحلي الإجمالي، وتنشيط عمليات التنويع الاقتصادي، وذلك في إطار الإمكانات المتوفرة لهما، والقدرة على تطويرها، فإن البدء في إنشاء عدد من المشروعات الكبيرة، في مجال تربية الدواجن وصناعات الألبان، في بعض المحافظات العُمانية، وكذلك الإجراءات الخاصة بتطوير القدرة الإنتاجية في مجال الأسماك، بما فيها مشروعات الاستزراع السمكي، هي مشروعات جيدة تسير في الاتجاه الصحيح، وتحقق درجة أعلى من الاكتفاء الذاتي لمعظم الأسر العمانية.

وفي هذا الإطار فإن التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مركز عالمي متخصص في مجال الأسماك في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهي المذكرة التي تم التوقيع عليها في منتصف شهر مايو الماضي بين الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة وبين هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، هي خطوة طيبة، لأنها تهدف إلى إقامة منطقة خاصة بالصناعات السمكية، وليس مجرد ميناء للصيد البحري.

وهذا يعني أن منطقة الصناعات السمكية ستضم عدة مشروعات لها علاقة بعمليات صيد وتجهيز وتعليب الأسماك وتسويقها داخليا وتصديرها للخارج، بما يعنيه ذلك من جذب استثمارات في هذا المجال الذي تزداد الحاجة إليه بشكل متزايد، وتملك فيه السلطنة ميزات نسبية كبيرة، وأن بعض المصانع بدأت تظهر بالفعل في مجمع الصناعات السمكية بالدقم .

من جانب آخر وبالتكامل مع ذلك تم قبل أيام التوقيع على اتفاقية بين وزارة الزراعة والثروة السمكية العُمانية وبين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) تقوم بموجبها ” الفاو” بالتعاون مع الوزارة والجهات المعنية الأخرى في القطاعين العام والخاص بالسلطنة، بوضع إطار برامج قطرية جديدة تتماشى مع رؤية “عمان 2040 ” وتكون بمثابة خطوات تنفيذية لإعداد استراتيجيات للقطاعين الزراعي والسمكي، ومن شأن هذا التعاون أن يفيد جهود السلطنة والخطط والبرامج التي تم وضعها في الفترة الماضية في هذا المجال، للاستفادة الصحيحة من الإمكانات العمانية المتوفرة، ومن الخبرات العالمية لصالح الوطن والوطن في الحاضر والمستقبل.

اترك رد