سعاد أحمد على
تسلّمت جمهورية مصر العربية رسميًا رئاسة مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث (اتفاقية برشلونة)، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي عُقدت اليوم بالقاهرة، بمشاركة وزراء وممثلي 21 دولة من دول حوض البحر المتوسط، إلى جانب منظمات إقليمية ودولية معنية بحماية البيئة البحرية.
وقامت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة بتسلم رئاسة المؤتمر من السيد ميتيا بريسيلي، رئيس الدورة السابقة COP23 وممثل دولة سلوفينيا، في احتفالية تعكس مكانة مصر ودورها الفاعل في حماية البيئة البحرية وتعزيز التعاون الإقليمي.
ويُعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار: “الاقتصاد الأزرق المستدام من أجل بحر متوسطي مرن وصحي”.
ثقة دولية في الدور المصري لحماية المتوسط
وأكدت الدكتورة منال عوض أن انعقاد المؤتمر في القاهرة وتولي مصر للرئاسة لمدة عامين يبرهن على ثقة المجتمع المتوسطي في التزام مصر تجاه حماية البيئة البحرية ومواجهة التحديات التي يتعرض لها البحر المتوسط، من تلوث وفقد للتنوع البيولوجي وتغيرات مناخية تهدد استدامة النظم البيئية.
وأضافت أن السواحل المصرية التي تمتد لأكثر من 3000 كيلومتر على البحرين المتوسط والأحمر تمثل شريانًا للحياة وموردًا رئيسيًا للغذاء والطاقة والسياحة والملاحة البحرية، مما يجعل إدارتها المتكاملة أولوية استراتيجية للدولة المصرية.
مصر تطلق أول استراتيجية وطنية للاقتصاد الأزرق
وأعلنت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة أن الحكومة المصرية، وبالتعاون مع البنك الدولي والشركاء الدوليين، تعمل على إعداد أول استراتيجية وطنية متكاملة للاقتصاد الأزرق في مصر، بهدف:
الاستخدام المستدام للموارد البحرية
دعم الابتكار والتكنولوجيا الزرقاء
تعزيز السياحة البيئية
تطوير المصايد المستدامة
التوسع في الطاقة البحرية المتجددة
دعم النقل البحري منخفض الكربون
وضع أطر تمويلية خضراء لجذب القطاع الخاص
وأكدت أن مصر تنظر إلى الاقتصاد الأزرق باعتباره نموذجًا اقتصاديًا قادرًا على خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الأمن الغذائي، وحماية النظم البيئية البحرية.
إعلان القاهرة… خطوة نحو التزام جماعي
وأشارت د. منال عوض إلى أن المؤتمر سيناقش ويعتمد خلال أيامه الأربعة عددًا من الوثائق والقرارات المهمة، أبرزها:
استراتيجية البحر المتوسط للتنمية المستدامة 2026–2035
الإطار الإقليمي للتكيف مع تغير المناخ للمناطق البحرية والساحلية
خطة العمل المتوسطية للرصد والتقييم البيئي
وثيقة إعلان القاهرة التي تقودها مصر، لتعزيز الالتزام بالتسريع نحو اقتصاد أزرق مستدام
وأكدت أن المؤتمر يمثل منصة لتعزيز الشراكات بين دول المتوسط والمؤسسات المالية الدولية لدعم التمويل الأخضر والابتكار والسياسات المبنية على الأدلة العلمية.
إشادة دولية بحسن تنظيم مصر للمؤتمر
وأعرب ميتيا بريسيلي ممثل دولة سلوفينيا ورئيس الدورة السابقة عن تقديره البالغ لاستضافة مصر المتميزة للمؤتمر، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون بين الدول الأطراف في اتفاقية برشلونة التي تحتفل بمرور 50 عامًا على توقيعها و30 عامًا على تحديثها.
كما أكدت السيدة تاتيانا هيما، منسقة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وخطة عمل البحر المتوسط، أن الإقليم يواجه تحديات متزايدة تتطلب حلولًا عاجلة ومستدامة، مثمنةً دور مصر الريادي في قيادة الجهود الجماعية.
بينما أشاد السيد ألبرتو باتشيكو كابيلا، رئيس وحدة البحار الإقليمية ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالدور المصري في تعزيز الربط بين العلم والسياسات وتمكين اتخاذ القرار القائم على البيانات، مشيرًا إلى أن توقيت انعقاد المؤتمر يمثل مرحلة حاسمة لمستقبل البحر المتوسط.
فيلم وثائقي في الافتتاح
وتضمّن الافتتاح عرض فيلم وثائقي يسلّط الضوء على أهمية البحر المتوسط وضرورة حماية نظمه البيئية في ظل التحديات المتزايدة، مع إبراز الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لتحقيق الاستدامة.
يمثل مؤتمر COP24 منصة محورية لتعزيز التعاون بين الدول المطلة على البحر المتوسط، وترسيخ التزامها المشترك بحماية أحد أهم البحار في العالم، ودعم التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام يوازن بين حماية البيئة ودعم التنمية.



