مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حكاية ورا كل باب

بقلم – د.خالد فواز:

في إحدى الحكايات الغريبة، تقدمت زوجة بدعوى طلاق من زوجها بعد 15 عامًا من الحياة المشتركة، وكان السبب وراء ذلك نسيان الزوج لعيد زواجهما. هذا النسيان البسيط تحول إلى قضية كبيرة داخل جدران منزلهما، حيث نشبت مشاحنات وخلافات أدت إلى تصاعد الأمور إلى حد العنف. فقررت الزوجة العودة إلى أهلها، مطالبة بالطلاق بسبب الضرب والإهانة، رغم أن السبب الرئيسي كان نسيان عيد زواجهما.

 

لكن الزوجة كانت لديها مبررات منطقية، إذ كان الزوج يعمل لساعات طويلة، يقضي أكثر من ورديتين في اليوم لتأمين احتياجات الحياة، بينما كان هو يقضي سبع ساعات فقط في المنزل، موزعة بين الأكل والشرب والنوم، مما جعله بعيدًا عن تفاصيل الحياة اليومية. 

 

لا أريد أن أكون منحازًا لأي طرف، لكنني أرى أن الطلاق أصبح ظاهرة متكررة، بجانب قضايا الخلع التي تؤدي إلى تدمير الأسر وتشريد الأطفال، مما يحول التربية السليمة إلى تربية فاسدة، حيث يصبح كل من الزوجين منشغلًا بالبحث عن استقلالية جديدة عبر زواج آخر، تاركين الأطفال في حالة من التشتت.

 

أما عن الأضرار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الطلاق، فإن الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث أصبح الطلاق يحدث بمعدل يتجاوز 700 حالة أسبوعيًا، وغالبًا ما تحدث هذه الحالات في فترة زمنية قصيرة، تتراوح بين عام إلى ثلاثة أعوام كحد أقصى. 

 

المشكلة الكبرى تكمن في الأطفال، إذ أن انفصال الزوجين يدخل كل منهما في دوامة من النزاعات والمشاحنات، حيث يرفع كل طرف دعاوى تتعلق بالنفقة أو الحضانة، مما يزيد من تعقيد الأمور ويؤثر سلبًا على حياة الأطفال.

قد يهمك ايضاً:

“التنمر”الظاهرة الصامتة التي تقتل الأرواح

فاكهة الكاكي: بين الحلال والمحرّم في الدين الإسلامي

رقم 3: تؤدي زيادة نفقات المعيشة إلى عدم قدرة كل من الرجل والمرأة على تحمل تكاليف تربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم الأساسية، مما ينعكس سلبًا على مستوياتهم التعليمية والصحية والجسدية نتيجة نقص الرعاية الكاملة. 

 

رقم 4: يسهم تفكك الأسرة وتشتيت أفرادها في ابتعاد أحد الوالدين عن الأبناء، مما يؤدي إلى عدم رؤيتهم إلا في فترات متباعدة، سواء كان ذلك بناءً على قرار من المحكمة أو بموجب اتفاق ودي. كما أن ارتفاع معدلات الطلاق يثير مخاوف الأفراد الذين يعتزمون الزواج من تجربة هذه الحياة، خشية أن ينتهي بهم الأمر إلى الطلاق في فترة قصيرة، مما يؤدي إلى فقدان أموالهم في تجربة قد تكون غير مثمرة.

 

رقم 5: قد تنشأ مشاكل صحية، وخاصة نفسية، للأطفال نتيجة طلاق الوالدين، خصوصًا عند زواج كل منهما من شخص آخر، مما يؤدي إلى انتقال الأطفال بين أفراد الأسرة، سواء من جهة الأم أو الأب، مما يؤثر سلبًا على مستواهم الفكري والثقافي. وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى أن يصبح الأطفال مشردين أو بلا مأوى، حيث أنه في الغالب لا يُسمح للزوج الجديد من جهة الأب أو الأم بضم الأطفال إلا في حالات نادرة.

 

رقم 6: تزداد أعباء الدولة نتيجة تزايد حالات الطلاق، مما يستدعي تقديم الدعم المالي للأسر المتضررة وتوفير بعض المساعدات لمواجهة تكاليف الحياة ومسؤولياتها، بالإضافة إلى القوانين التي تحمي حقوق الطفل وحقوق المرأة. 

 

رقم 7: تؤدي هذه الظروف إلى تدهور الأداء الوظيفي، حيث تتعطل الإنتاجية بسبب الحالة النفسية لكل من الزوجين، مما يؤثر سلبًا على إبداعهم وتطوير أفكارهم في المشاريع الإنتاجية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف، وبالتالي التأثير على كل من القطاع العام والخاص. 

 

رقم 8: تسهم هذه العوامل في زيادة حالات الاكتئاب، مما يؤثر بشكل عام على الصحة النفسية للأفراد، ويجعل الحياة تبدو أكثر صعوبة.

 الخلاصه :إن الطلاق لا يقتصر تأثيره على الطرفين المعنيين فحسب، بل يمتد ليشمل الأبناء والمجتمع ككل، مما يؤدي إلى حدوث أضرار غير متوقعة. لذا، ينبغي اتخاذ تدابير للحد من هذه الآثار السلبية.

 

التعليقات مغلقة.