مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عزوف الشباب عن الزواج وأثره على المجتمع

20

بقلم الاعلامية – د .هاله فؤاد:

الأسرة هي النواة واللبنة والبنية الأساسية للمجتمع ، فاذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع .

فالأسرة تقوم على تربية أبنائها على القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة ، وعلى التفرقة بين الحق والباطل والخير والشر .

وبقدر تماسك الأسرة يكون تماسك المجتمع . كما تكون الأسرة الشخصية الانسانية والقومية في المجتمع وتغرس في أفرادها مفاهيم حب الوطن والانتماء إليه ، وهي المرجع الأساسي لأفرادها في تلقي الخبرات والمعارف والقيم ، فهي الوسيط الأول والموثوق لنشر الثقافة إلى أفرادها .

وتقوم الأسرة أيضا بحفظ المجتمع من المشكلات النفسية والجسدية ، وتحافظ على الأنساب .

وذلك لايتم إلامن خلال إطار شرعي ألاوهو الزواج. فبالزواج تتحقق العديد من الفوائد منها :
تحقيق الاستقرار والراحة والأمان ، تحقيق الطهارة والعفة للزوجين ، وبالتالي الحفاظ على المجتمع من الرذائل والفواحش .

تأكيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ، تحقيق السكينة والمودة والرحمة في النفوس ، والزواج هو الوسيلة الشرعية لانجاب الاولاد فلذات الأكباد ، كما أن الزواج يساعد في تقوية الروابط الاجتماعية من خلال النسب والمصاهرة بين العائلات .

ولكن للأسف في الآونة الأخيرة لوحظ عزوف الشباب من الجنسين عن الزواج فما السبب في ذلك ؟

أسباب عزوف الشباب عن الزواج :

الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل ،مع تدني الرواتب وغلاء الأسعار ، والمغالاة في المهور ، الخوف من تحمل مسئولية تكوين أسرة وإنجاب أطفال من نفقة وتربية . حب الشباب للحرية فهم يعتقدون أن الزواج قيد وأنهم لايستطيعون القيام بكل مايرغبون ، فهم لايستطيعون التخلي عن رغباتهم لاقامة الحياة الزوجية .

تعرض البعض لخبرات سابقة في العائلة أو الأقارب أو الأصدقاء لحالات طلاق وما ترتب على ذلك من آثار مدمرة للأسرة ، فهو يخاف من أن يتعرض لمثل هذه المأساة أو يعرض أولاده فيما بعد لها.

الخوف من عمل فحوصات ماقبل الزواج وخاصة إذا كانا متحابين ، خوفا من ظهوربعض الأمراض التي يمكن أن تقف حائلا دون إتمام الزواج كالأمراض الوراثية مثلا أو عدم القدرة على الانجاب ، مع أنه من الأفضل إكتشاف هذه المشاكل قبل إتمام الزواج .

مشاهدة المواقع الاباحية والأفلام الجنسية :
إن الادمان على مشاهدة الأفلام الجنسية يؤدي إلى تراجع الرغبة بممارسة الجنس ، كما أن الارضاء الرخيص للرغبات الجنسية يؤدي إلى إنخفاض نسبة الزواج بل والعزوف عنه أيضا .
أسباب عزوف الفتيات عن الزواج:

العنف الأسري :

ماتشاهده وتعايشه الفتاة من مظاهر العنف ضد أمها من تعنيف نفسي ، ولفظي ، وجسدي من ضرب مبرر بالدين من قبل بعض الشيوخ الذين يفسرون الآيات الكريمة تفسيرا خاطئا مبنيا على ماضي اعتمد في تفسيره على بيئته .

التحكم والسيطرة :

التحكم والسيطرة الناتجة عن عادات وتقاليد وأعراف متوارثة إلى جانب الفتاوى التي تقضي بضرورة طاعة الزوج طاعية عمياء بلاتفكير ولا نقاش فهو السيد المطاع الذي يحمل مفاتيح الجنة لزوجته ، فان أطاعته دخلت الجنة وإنه عصته فاللعنة نهايتها والنار مثواها .

فهي لاتخرج من بيتها الا باذنه ، بل لاتخرج الا للضرورة ، وان أصرت على الخروج فها هي تتعرض للقسم عليها بالطلاق إن هي خرجت .

_هيا بنا نرى بعض المرويات التي تحكمت في النساء وسيطرت عليهن بل أذلتهن وأخافتهن من مصير النار والهلاك ، وهذه المرويات أي المحكيات تم تدوينها بعد وفاة الرسول (ص) بأكثر من ثلاثمائة أو أربعمائة عام ومن هذه المرويات المنسوبة زورا وبهتانا لرسولنا الكريم مايلي :

قال رسول الله ( ص ) :

أيما إمرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها .

مروية أخرى :

روى الطبراني عن ابن عباس وابن أبي شيبه عن عبدالله بن أبي عمر بن الخطاب ، إمرأة قالت يارسول الله ماحق الزوج على زوجته : فقال: ألاتخرج من بيتها إلا باذنه فان فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع ، قالت: وإن كان ظالما ، قال : وإن كان ظالما ، قالت : والذي بعثك بالحق لن أجعل لأحد بعد يومي هذا أمر حتى أموت .

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

الاستمتاع بنعمة البصر ودلالته الفسيولوجية

الفتيات اليوم يقرأن الكثير ويتعمقن فيه ، فأيما فتاة تقرأ هذه المرويات ستعزف عن الزواج عزوفا أبديا لارجعة فيه ، فهي إنسانة مستقلة بذاتها ولديها العمل الذي يغنيها عن أي إنسان يتحكم فيها ويسيطر عليها ويذلها ويربيها ويؤدبها بالضرب باسم الدين والعادات والتقاليد .

وهانحن نرى الشيوخ الذين يروجون للزواج وأهميته للزوجين وللمجتمع هم أنفسهم السبب الرئيسي وراء عزوف الفتيات عن الزواج فهم يقومون بارهابهم وتخويفهم ، متجاهلين ، قول الله تعالى : وجعلنا بينهما مودة ورحمه .

صدق الله العظيم

وأيضا من أسباب عزوف الفتيات عن الزواج صورتها عن الشباب الحالي ، شباب لايستطيع تحمل المسئولية ، ومتقلب العواطف .

تعلق الفتاة بأسرتها وخوفها من البعد عنهم ، ودخولها حياة جديدة غامضة عليها ، خوفها على حياتها العملية ، الاستماع إلى قصص فاشلة أو رؤيتها لها من خلال محيط الأقارب والأصدقاء و خوفها من تحمل المسئولية زوج وبيت وأولاد ، وأيضاخوفها من الحمل والولادة ومسئولية الأمومة .

أضرار العزوف عن الزواج:

إن الزواج يؤدي إلى الاستقرار الذي يملأ النفس بالطمأنينة ، ولذلك العزوف عنه يؤدي الى الاصابة بالأمراض النفسية وعدم الشعور بالامان لعدم وجود شريك له يتحمل معه أعباء الحياة وضغوطاتها ، هذه الضغوط التي تحمل في طياتتا الأمراض التي تصيب الجسد والنفس .

العزوف عن الزواج يؤدي إلى إنقطاع النسل ، وإذا استمر لفترات طويلة يمكن أن يؤدي في النهاية إلى قلة الشباب وبالتالي تدهور الحياة الاقتصادية والقوة الانتاجية وتدهور المجتمع بأسره .

إنتشار العلاقات الغير شرعية ومايترتب عليها من إنتشار للأمراض ، وعدم الاستقرار الأسري وبالتالي عدم إستقرار المجتمع ، وإنتشار لأطفال من دون آباء أو أمهات ، أطفال يعانون من الحرمان ، وأيضا أولاد الشوارع الذين يعتبرون قنبلة موقوتة تهدد المجتمع.

ولكن كيف يمكن حل مشكلة العزوف عن الزواج المدمرة للمجتمع :

مشكلة العزوف عن الزواج يكمن حلها في التعرف على الأسباب المؤدية لها ومحاولة حلها ، وأيضا يكون الحل بالتعاون بين جهات عدة منها الأسرة والاعلام ورجال الدين ورجال القانون أيضا .

الأسرة :

بداية ، الحل الأول لحل مشكلة العزوف عن الزواج هو بناء أسرة يسودها الحب والمودة والاحترام بعيدة عن مشاهد العنف والايذاء النفسي واللفظي والجسدي الذي تتعرض له الأم أمام إبنتها وإبنها هذا يمكن أن ينفر الابنة من الزواج وأيضا الابن السوي ، ولكن يمكن أيضا أن يغرس بذور العنف لدى الابن الذي شاهد والده المثل الأعلى له ينتهج مثل هذا النهج في معاملة الزوجة ، ماذا ننتظر من هذا الابن سوى صورة قميئة فظة أخرى من والده .

لكن إذا وجدت الفتاة الحب والموده يسود العلاقة بين والديها فستشعر بالأمان الذي يجعلها ترحب بالزواج من مثل هذا الرجل الرقيق الحنون مثل أبيها .

اذا الفتى وجد والده رجلا بمعنى الكلمة يتحمل المسئولية ويقدس الحياة الزوجية سنجد الابن أيضا في المستقبل رجلا صلبا يتحمل المسئولية بدون ملل ولاكلل .

الاعلام :

يقع على الاعلام مسئولية كبيرة في إنتشار عزوف الشباب من الجنسين عن الزواج ، فالفتاة ترى الكثير من المشاهد التي تحمل عنفا لفظيا وجسديا وجنسيا في المسلسلات والأفلام مما ينفرها من الزواج . أما بالنسبة للشباب فنجده يرى مشاهد الاثارة منتشرة في الفضائيات ، أفلام ، مسلسلات ، قنوات رقص ،فهو يشاهد ويستمتع دون أدنى مسئولية ، فلماذا يبحث عن الزواج .

لذلك يجب عن المسئولين عن الاعلام ، عن كل مايبث من خلال هذا الجهاز الخطير التليفزيون ، أن يخضعوا كل ما يبث من خلاله للرقابة ، والله يخليكم بلاش تقولوا ان ده ضد الحرية والابداع ال دمر شبابنا ومجتمعنا .

رجال الدين :

إن الفتاوى الغير منضبطة والمستندة على مرويات وأحاديث ضعيفة دمرت المجتمع ، يجب التصدى لها بكل حزم ، لأنها أظهرت الحياة الزوجية بالنسبة للفتاة على أنها سجن للتأديب والاصلاح ، للزوج الحق في تربيتها ومعاقبتها بالضرب إذا أخطأت فهو حق تبيحه له الشريعة الاسلامية ، بعكس الحقيقة التي توضح أن الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة ، ولاتوجد لاموده ولارحمة مع الضرب والاهانة وكسر النفس والكبرياء ، فمن الشيوخ من يقول إضربها لكي تكسر كبريائها ، بالله عليكم :
اذا أي فتاة وجدت ذلك هل ستقبل على الزواج أم تخافه وتنفر منه ، فما الذي يجبرها على هذا السجن ، فهي لها شخصيتها واستقلالها المادي .

القانون :

القانون له دورا كبيرا في التصدي لمشكلة العزوف عن الزواج وذلك بسن قوانين رادعة تتصدى للعنف الأسري ، ووضع قيود على المواقع الاباحية التي دمرت شبابنا.

حفظ الله تعالى مصرا وشبابها .

 

التعليقات مغلقة.