مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

هؤلاء قتلوا المجتمع‎

6

بقلم – عزة محمد حسن: 

بائعة الخضرة او كما يلقبونها ” ام العيال ” هي سيدة تبلع من العمر أربعون عاما تفترش الطريق لبيع الجرجير والخضروات  ،لديها من الأبناء  سبع أكبرهم واحد وعشرون عاما أصغرهم خمس سنوات يجلسون بجوارها ليكونوا عرضة لاعين المارة ،  والسؤال الذي يطرح نفسه يا ترى هل هؤلاء ضحايا للمجتمع ام المجتمع ذاته ضحية لهؤلاء ومن علي شاكلتهم  قبل الإجابة على هذا السؤال علينا ان نتعرف على هذه السيدة الذي تسكن أسفل عقار فى شقة لم تمتلكها حيث تعاني أشد المعاناة من مصاريف الايجار للشقة   المكونة من غرفتين وصالة صغيرة لتقيم بها وأولادها وثلاثة من اشقائها ، فزوجها لا يعمل وابنها الأكبر على متقلب المزاج .

 

وبعد علمي بقصتها وجهت اصدقائى ومعارفي لمساعدة هذه المرأة والشراء منها  ومع مرور الوقت عرضت  عليها تشغيل أولادها الأكبر سنا حيث انهم لا يدرسون ولا يذهبون إلى مدارس من الأساس وفي نهاية المطاف لا تريد تعليمهم والسبب”يعنى هياخدوا ايه من التعليم يا ابله ” سبب غير مقنع بالمرة وعند سؤالي اذا كان لديها مانع من تشغيل ابنتها  رفضت  ” ام العيال “قائلة ، ياريت لا يا ابله  ، فشرحت لها طبيعة العمل لكن لم تبدي اهتماما المهم لكن وافقت في النهاية ، و دار فى خاطري بدلا من الجلوس فى الشارع وإعطائها المال دون أن تعمل .

وجاءت البنت  لتستلم العمل فهو غير متعب بالمرة وحاولت ومن معى مساعدتها بشتى الطرق لنعلمها كيف تهتم بمظهرها وتعليمها القراءة والكتابة لنخرجها مما  هى فيه لتعيش عيش كريما.

قد يهمك ايضاً:

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

أحمد سلام يكتب يوم أن غاب السادات عن 25 إبريل

فمثلها مثل كل البنات قمنا بتعليمها الصلاة والكل تعاطف معها ومع ظروفها فى البداية تحمست أو تظاهرت بالحماس وبدا عليها بعض التغييرات فعلى الرغم من تكاسلها ولكن على امل ان  يصلح الله أحوالها ولكن من الواضح كما يشاع أن الطبع يغلب التطبع  وهناك صعوبة بالغة في الاستمرار يا ترى نلومها ام نلوم الظروف ،  هل هؤلاء يرون أن الشارع هو الملاذ لهم حيث تجد فيه الراحة ورفضهم لتحسين أحوالهم  ، لماذا عدم الاستمرار ليصلوا لحياة كريمة فكيف يمن عليهم الله بحياة كريمة او تعرض عليهم الفرص لتحسين أوضاعهم ويأبون إلا أن يعيشوا في تلك الحياة البائسة  ويرفضونها هؤلاء .

ننتقل لمن توسمنا فيها الإصلاح وهى ابنتها الثانية بعد ان فشلت الأولى فى الحفاظ على وظيفتها فكانت نفس الرحلة ، ولكن من الواضح ان ” ام العيال ” لم يكن لديها  الوقت لتربى أولادها او تهتم بهم فاختارت أسهل الطرق وهى تركهم بجوارها في الشارع ،

هؤلاء المجتمع هو من وقع ضحية لاستسهالهم وتهاونهم  لانهم لا يعرفون ما يفعلون بأنفسهم ليعيشوا تلك الحياة المأسويه بهذا الشكل ، سواء زيادة فى الإنجاب دون وعي او تفكير أو رسم لمستقبل هؤلاء .

فزوجها وابنها الذين يلجأون إلى التدخين وتعاطى عقاقير ليغيبوا عقولهم عن واقعهم المرير ، فحياتهم عبارة عن الأب الذى يعذب ابنائه لانهم تسببوا فى إزعاجه  ، والزوجة التى ليس لديها وقت لتربى أبنائها لأنها تسعى للحصول على قوت يومها كما تقول ،  ليأتى الزوج ويأخد منها ايراد عملها طوال اليوم ،  وطفلتها الصغرى  التي قبضت عليها قوات الشرطة في اثناء لعبها بالشارع  وأخذتها على انها من أطفال الشوارع بسبب سوء مظهرها وعندما أرادت اخراجها لم تجد لها شهادة ميلاد بحجة ان والدها الذى لايحب خلفه البنات و لا يريد اخراج شهادة ميلاد لها لانه كان يريدها  ولدا .

 

اترك رد