مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خبراء: قرار “ترامب” أعاد القضية الفلسطينية لاهتمامات المجتمع الدولي

3

 

كتب – محمد صبحي:

أكد دبلوماسيون وسياسيون، أن الفرصة باتت سانحة أما العربي والإسلامي، في كسب التحالفات الدولية لصالح القضية الفلسطينية، ووضع أمريكا في عزلة عن العالم، من خلال الاتحاد العربي الحكومي والشعبي، والتغاضي عن حالات الاضطراب والتشوش التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والصراعات الخليجية.

ورأى الخبراء، أنه يمكن استغلال ما أسموه بـ “غباء ترامب” في مخالفته للقرارات الأممية الصادرة من كافة المؤسسات ذات الشرعية الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مؤكدين تمسكهم بالثوابت الوطنية فى القضية الفلسطنية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى فى دولته وعاصمتها القدس الشريف، وأنه لا تنازل أو تلاعب فى تلك المسلمات، وأنه لن تكون هناك تسوية نهائية لتلك القضية.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن منذ أيام عن نيته لنقل السفارة الأمريكية للقدس، بعد اعترافه بها عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي أثار حالة من الجدل والارتباك في العالم، والذي اعتبر ذلك اعتداء صارخ من الرئيس الأمريكي على حقوق الشعب الفلسطينية ومخالفة للقرارات الدولية، باعتبار القدس أراضي محتلة.

قال سامح حبيب، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إنه حان وقت الاتحاد بين الفصائل الفلسطينية والتعاون مع الشعب وجماعات المقاومة، لصد ممارسات العدوان الإسرائيلي على المدنيين العُزّل، وإعلان الرفض القوي الحكومي والشعبي والفصائلي لقرارات الكيان الصهيوني، الذي يعيش في كنف وحماية الإدارة الأمريكية المستبدة.

وحذر عضو مجلس النواب، من الانسياق خلف القرارات والتصريحات الأمريكية، كتصريح وزارة الخارجية بأن القرار قد تم تأجيله، مؤكداً أن الأمر لا يحتاج للتأجيل، الذي يحاول تمرير روح اخماد المقاومة والثورة العربية المشتعلة، دفاعاً عن حق الفلسطينين في الأرض، وهو ما أقره مجلس الأمن في قراراته واجتماعات بأن القدس أراضي مُحتلة.

وأضاف “حبيب”، على مدار السنوات الماضية، وبشهادة التاريخ، لم تكن المواجهة الفلسطينية بالعدد أو بالسلاح، وكانت أقوى معارك الفلسطينيين فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى هى الانتفاضات الأولى والثانية، والتى استمرت كل منها أكثر من 5 سنوات، والتى سجلت تضامناً وتأييداً عالمياً أكثر من أى مواجهات أخرى، وهى دروس أهمها أن “الوحدة” هى مفتاح الفوز.

واستنكر “حبيب” توجيه بعض الميليشيات المدعومة من قوى خارجية متمثلة في تركيا وإيران وقطر، أسلحتها نحو الجنود المصريين في سيناء، بدلاً من صد العدوان الصهيوني عن بلادهم والاتحاد لدحره، قائلاً: “مرتكبو الجرائم ضد الجيش المصري، يجب أن ينتبهوا للمنطق السائد، بدعم مصر للقضية الفلسطينية حكومة وشعباً، وتحكيم العقل والمنطق في كيفية استغلال هذه القوة وتسخيرها ضد إجرام العدو الحقيقي لفلسطين وهو اللوبي الصهيوني”.

قد يهمك ايضاً:

“خمسة مليون جنيه” ..تعويضات يطالب بها «حزب شعب…

الشيخ شعبان عبد التواب يكتب «الأزهر الشريف وذوي الهمم»

وقال الدكتور ياسر قنصوة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القضية الفلسطينية تحتاج إلى إدارة إعلامية قوية أكثر من أي شئ آخر، لكسب الاتحاد العربي في تقديم الطاقة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لوأد مشروع السيطرة على القدس والأراضي الفلسطينيةمن قبل الاحتلال الصهيوني.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية، إن القرار الأمريكي نبع من المواقف العربية المتهالكة والظروف المضطربة والمشوشة، الذي جعلت إسرائيل تتحرك إيذاء تحقيق حلمها بوعد بلفور الذي ولد منذ 100 عام في 1917، ما يتطلب التنسيق العربي المشترك ضد الفردية لإظهار الجانب العربي في موقف قوة حتى وإن كان في شكل ظاهري فقط، من خلال المواقف الدولية المؤثرة على المستوى السياسي والاقتصادي، بضغط إعلامي موجه لكافة الجهات الدولية.

ووجه “قنصوة”، بالاتفاق على موقف محدد بين الحكومات والشعوب، حتى لا يُضعف الموقف الشعبي لدولة عربية قرار أو بيان حكومتها أمام العالم، لافتاً إلى أن بعض البيانات الصادرة من بعض الحكومات ضعيف في سياقها بالنسبة لموقف شعبها، حتى وإن كانت تتفق معه في الإطار العام، وذلك لوأد استمرارية القرار الأمريكي، ودعم سياسة عروبة القدس بخطوات متفق عليها.

وطالب “قنصوة” الدول العربية، لعقد اجتماع عاجل،يمكن من خلاله إصدار قرار يعبر عن نبض الشارع العربي، ووضع المحددات القانونية والنقاط القابلة للتفاوض حولها في جلسات لسد باب الحرب الذي يدفع ثمنها الآلاف من الضحايا، معلناً رفضه لعبارة الإدارة الأمريكية “أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام”.

من جانبه أكد الدكتور محمد عطاالله أستاذ القانون الدولي، أن هذا القرار يُعد تحدياً صارخاً لكل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية ذات الصِّلة بالقضية الفلسطينية، ويهدد الأمن والسلم الدوليين، ويستفز مشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم، ويؤسس بإرادة منفردة لتغيير الوضع القانوني الحالي لمدينة القدس المحتلة .

وشدد “عطاالله”، على ضرورة تمسك الشعوبة العربية بمواقفها تجاه القضية، بأن مدينة القدس هي عاصمة فلسطين، و ستبقى عاصمة فلسطين، استناداً لقرار مجلس الأمن 242 بإعلان فلسطين أراضي محتلة، موضحاً أن قرار “ترامب” من الممكن أن يعرضالمنطقة لتوترات كثيرة ويقوض عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن كونه عدواناً  حقيقيا على حق الشعب الفلسطيني.

وأشار أستاذ القانون الدولي، إلى الحفاظ على التمسك بالقرارات الدولية، وتقديم الدعم اللازم لها والتأييد القوي من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية الدولية، وكذلك الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، لممارسة الضغوط لصالح القضية الفلسطينية .

وقال الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي بجامعة الأزهر، إن أمريكا وقراراتها الغاشمة دفعتها إلى العزلة الدولية، ووضعت استمراريتها كوسيط في محل شك، قائلاً: “غباء ترامب وحد العالم ضده، ووضع الإدارة الأمريكية في عزلة عن العالم، وهو ما يمثل مخاطر كبرى على مستقبل بلاده”.

وأكد “وجيه”، على استغلال الدبلوماسية العربية للتحالف الدولي الذي كونه الرئيس الأمريكي ضده، ومحاولة الحفاظ عليه، لاستخدامه أمام مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الودلية، وتكوين خط دفاع يخدم المصالح العربية العليا، دون إحداث مشكلات.

وأضاف أستاذ التفاوض الدولي، مصر قدمت جهوداً طيبة لصالح الجانب الفلسطيني، وتمكنت من زرع روح السلام بين الفصائل والجبهات الفلسطينية خلال الفترة الماضية، وهو ما يفرض على الجانب الفلسطيني بكافة جهاته الممثلة في الحكومة والحركات الجهادية والفصائل السياسية الاتحاد والتعاون المشترك في مثل هذه الظروف لصالح قضية القدس.

اترك رد