مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“تفهنا” ونضال ضد الاحتلال

2

بقلم : محمد القشلان

تفهنا ونضال ضد الاحتلال ربما يتساءل أحدكم سؤال.ألا وهو:ما وجاهة هذا العنوان؟وما الذي يحمله في طياته؟وما هي مناقب تفهنا؟ يحزنني كثيرا أنني أمر كل يوم علي قرية تفهنا الأشراف التابعة لمركز ميت غمر ،والتي احتنضت العلم من الحضانة حتي الجامعة,هذه القرية التي أمر عليها عن طريق القطار المنطلق من الزقازيق والمنتهي الي محطة طنطا,أن هناك مايقرب من خمسة آلاف طالب يدرسون في تفهنا ,ولايعرفون أي مثقال حبة من خردل عنها .

 

بل لو جئت بنبرة واهنة وسألته بسؤال لين:ماذا تعرف عن تفهنا؟يتلعثم لسانه وتعجز حروفه عن النطق بالجواب.! تعالي معي أيها الطالب لنفتش في سير التاريخ عن وطنية أهل تفهنا ،ذلكم الرجال الذين لم يقبلوا الضيم ولم يلصقوا خبائث العار علي جباههم ،بل إنهم قد تصدوا الي الإحتلال الإنجليزي بكل ما أوتوا من قوة.

 

عندما اشتعلت ثورة 1919في أنحاء المعمورة ,كان هناك في مركز زفتي المجاور لقرية تفهنا هيجان وغضب وسخط علي الانجليز قد وصل الي ذروته ؛اذ قام الزعيم الذي خلده تاريخ مصر الحديث(يوسف الجندي) بإشعال شعاع التمرد وإعلان جمهورية زفتي كي تنفصل عن مصر المحتلة وتعلن استقلالها كأول حركة شعبية حقيقية قد كانت حصي يؤرق مضاجع الاحتلال.

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

لم تسكت الحكومة البرطانية ولم تضع كفيها علي خديها؛ بل أرسلت قوة هائلة تسمي :الفوج رقم 15-كانت عبارة عن ملأ من الجنود يرجع أصولهم من قارة أستراليا قد استخدمهم الانجليز لكي يرملوا النساء وييتموا الأطفال ويوقدوا في قلوب الأمهات نار الفراق علي ابنائهن.! هذه القوة قد أتت من مركز الزقازيق عبر السكك الحديدية ؛فنزلت في قري ميت غمر علي هذا الخط الحديدي الذي يربط بين طنطا والزقازيق ,فخربوها وقلبوها رأسا علي عقب ،من هذه القري :تفهنا الأشراف ,إذ أنهم قد نزلوا الي تفهنا بعد ما ذبحوا قرية ميت القرشي القرية الملاصقة لتفهنا،نزلوا بأسلحتهم الفتاكة إلي عمدة تفهنا عبد العزيز القرموطي فطلبوا منه بعنف وشدة أن يخرج الفلاحين في التو واللحظة لكي يصلحوا الخط الحديدي حتي تسير قاطراتهم بأمن وسلام. لم يتمهلوا لحظة واحدة.

 

فقاموا بقتل فلاحيها من غير هوادة ولا شفقة فقتلوهم وشردوهم ونكلوا بهم أشد التنكيل،بل إنهم كانوا يدخلون البيوت مكتسحيها من غير رحمة فيقتلون من فيها حتي لو كان طفلا لازال في المهد! كل هذا ومازالت القلة في تفهنا تتقد الحماسة في صدورهم ,فأخذوا بثأر الفلاحين الذين قتلوا وتصدوا للاحتلال بكل ماأوتوا من قوة سواء بالمحاريث أم بالفؤوس أم بغيرها،بل إنهم كانوا يقتلعون الخط الحديدي حتي تنقلب القاطرة التي تحمل الاعداء منكسين علي رؤوسهم ما يسعهم سوي العار والخيبة.

ربما يتساءل قارئ سؤال.لماذا كل هذا النضال ضد الانجليز؟ أقول له:لعلك تذكر المثال الذي يقول:ماأزفت من زفتي إلا ميت غمر؛نعم هذا المثال قد قيل لأن أهالي ميت غمر لما عرفوا بنضال قرية تفهنا وميت القرشي،تحصنوا وأعدوا العدة لمواجهة العدو ،وبالفعل قد تم القضاء علي هذه القوة بعد قتال دام شديد بينهما فكانت السلطة الإسترالية تقصف المقاتلين من فوق محطة السكة الحديديه بميت غمر ومع ذلك،فإن المجاهدين لم يملوا ولم يدخل اليأس قلوبهم.بل كانوا يمطرونهم بوابل من الرصاص ونكلوا بهم أشد التنكيل.

 

كل هذا والثورة مشتعلة في زفتي ،فكانت تفهنا وميت القرشي وميت غمر تدافع عن زفتي لأنها تعلم تمام العلم أن هذه القوة إذا بسطت مدافعها علي زفتي سوف تنقلب زفتي رأسا علي عقب.

 

رحم الله شهداء تفهنا الابرار الذين دافعوا بكل مااستطاعوا حتي لا يخيم العدو بظلاله علي أرض جمهورية زفتي.وحتي لا يكتبوا لأنفسهم العار والذل حتي قيام الساعة.

اترك رد