مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الإمام أبو العزائم . من أدب السالك في نفسه . شهود حقيقته الأولى

5

كتب – حمدى شهاب:

قد يهمك ايضاً:

تعرف على فضل صيام الـ 6 البيض من شهر شوال

حكم صيام الست من شوال متتالية وجمعها مع نية القضاء 

قبس من كتاب الإمام أبو العزائم المجدد الصوفى
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

لا يستطيع السالك أن يتأدب الآداب العالية إلا إذا لاحظ بعين فكرته أو بعين بصيرته حقيقته الأولى، وهى أنه مخلوق من تراب أو من طين أو من ماء مهين، ورأى ما زاد على ذلك من صفات وكمالات، إنما هي فيض هبات وأسرار تنزلات من الحق عزوجل عليه، وهذا هو الأصل الأول لمن أراد الوصول إلى الله عزوجل، وفيه يقول رضى الله عنه: ((من رأى نفسه فوق التراب ضل)).
وهو ما عبر عنه سيدي ابن عطاء الله السكندري في حكمه حيث يقول ((ادفن نفسك في أرض الخمول، تشرق عليك أنوار الوصول)). وفي هذا المقام يوجه السالك لنفسه الخطاب الذي أشار إليه الإمام أبو العزائم في قوله:
يا أيها الماء المهين من الذي سواك….. ومن الذي في ظلمة الأحشاء قد والاك
يا نطفة بقرارها قد صورت …..من ذا الذي بحنانه أنشاك
يا صورة من حسنه قد جملت …..من ذا الذي بجماله حلاك
ومن الذي بألست أسمعك الندا …..ومن الذي بوصاله ناداك
ومن الذي تعصي ويغفر دائماً …..ومن الذي تنسى ولا ينساك
ومن الذي يدنو إليك بفضله …..وإذا سألت جنابه أعطاك
ومن الذي عند الشدائد تقصدن ….. ومن الذي إن تسألن لباك
ومن الذي شق العيون فأبصرت….. ومن الذي بظهوره أعلاك
ومن الذي غذاك من نعمائه….. ومن الكروب جميعها أنجاك
ومن الذي منح الجميل بفضله …..ومن الذي بتلطف أحياك
ومن المجيب إذا سألت جنابه …..وإذا طلبت وداده أعطاك
ومن الذي كشف الحجاب تودداً …..حتى رأت أنواره عيناك
ومن الذي ملأ الفؤاد بحبه …..وبسره عند الصفا ناداك
ومن الذي أولاك نور جماله …..وبذكره وشهوده صافاك

اترك رد