مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ولِدّ الشّيخ

6

بقلم – توفيق الحسن ” سوريا”

ولِدّ الشّيخ 

أخلي غُنمي يموت بالفلا

                     ولا أمشي سعر بالغّلا

في بيت مصنوع من الشّعر مسوبّع للشّيخ نواف وبعد نعّمٍ ورخاء وجاهٍ وعزٍ وغنم وسيارات

أمحنت الدني ولم تمطر لسنوات والصّبر الصّبر من عام لعام  والوشل كِبير

يبّى  يبّى لزّوم تلقّى حلّ ما بوّّ مرعى والغنم أضمرت

يا الرّبع إلي يغادر   داره يقّل مقداره

 لكن هذه حكمة الله    وما باليدّ حيلة

استعدو للرحيل يمّ ريف حمص وبعد معاناة وهدّ الخييم وتربيط الأمتعة على الخيول والدواب والمسير لأيام

يحطون الرحال بقرية قريبة من حمص وسط تأفف ومضايقات من الفلاحين والشيخ نواف يبدأ  بالتجوال والسؤال عندّ مّن  كرم أو قطن أو ذره  للضمان بعد جني محصولها

ويذّكر له عند أبو علي  ويذهب لعنده  السلام  سلام إنذّكر لِنا كرّم عنكم للضمان … إي شو عمتدفعوا ضمان 

خمسون ورقه للدنم

ّ.ّ.. أسمعت أكثر

لا بالله يا الأخو  هاد هو السعر  وأني ما أمشي سعر جديد لحالي

… إي عندي عشر دونمات

 هاك    هاك خمسماية ورقة وباكِر أدزلك الويلاد تدلهم عالكرم 

اليوم التالي يبى كرم أبو علي ما يجي إثمن دونمات … زين يبى زين خّله

بني آدم ما يمّلى العين  إلا  التّراب

ويروح يمّ سلمان ذكرولنا عندك كّرم للضمان

… إي بس أني ودي ستون ورقة بالدونم

وعلى ويش ودك ستون السعر خمسين ّ…أني هيك ودي كلشي ميرتفع

 والله وبالله

 

     أترك غُنمي يموت بالفلا

                     ولا أمشي سعر بالغّلا

وينذكر للشيخ نواف بستان قطن عند ولِدّ الشّيخ وينحر داره يا ولِدّ الشّيخ

ُ…  يا عونك تفضّل

ذكرولنا عندك بستان قطن إن كان تريد تضمنه

… أتفضل تقهوى ونتحدث بالأمر

ويصب القهوة بيد اليسار ويضيّفوا بيد اليمين تفضل

 يشرب الشيخ شفة ويلوحها بالفنجان ويشفها تدوم

 يناوله فنجان قهوة ثاني يشف شفه ويلوحها ويشفها 

 ويهز الفنجان ويرفعه تدوم بالعز والنعم

ويعطي ولِدّ الشّيخ المصب لولده يكمل الدور عالحاضرين ولا تهون

ويجلس  بمجلسّو …

 يعاود الشيخ السؤال عن الضمان

… المعزب ما عندي أرض للضمان

واعد  حّد  ثاني  بيها  .

…يقول   موسم القطن وحوشّناه

والباقي للرعي  خود غنمك واسرح بيهم لمن يخلصون

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

مكثّور الخير   كام دونم    وبيش السعر

….بالحمد والثنى ّ

  المِحّن أختبار من الله  لينا  ولصبرنا ومحبتنا لبعضينا

 النوب نشيلك     وبالأيام تشيلنا

باكر الصبح أجيك بروحي تعلمني أرضكم

ومن يوميها أصبح الشيخ نواف نزيل دايم بمنزول ولِدّ الشّيخ وعند  الأنتهاء من التعليلة يقول تصبحون على خير والله لا يحيجكم لينا

وربعوا يقولون ولويش ما تاخد منو مصاري وتصبلوا القهوة بيدك وهو بعظمة لسانو يقول الله لا يحيجكم لينا

 ويبتسم ولِدّ الشّيخ ويقول قال الله تعالى ويعلم ما لا تعلمون  صدق الله العظيم

 

وتمر الأيام والسنين ويزداد كرّم  وصّيت ولِدّ الشّيخ وحسّد وكراهية أقربائه وأهل قريته له

ويبحثون عن شاب سافل سارق وضيع ويغروه بكّم علبة تتن ويبدأ مدايقة ولِدّ الشّيخ  ويطلب منه أن يعطيه هبة متل ما يعطي بقية الناس والعابرين

… فيقول له حسّن أخلاقك

 وندالتك هي من تمنع رزقك

 رجاع لرشدك وما تكون إلا رضيان ولكنه يزداد في غييه

 ويزداد ولِدّ الشّيخ بحّلمه

 الى أن يعتدي على حريمه أمام عينه

فيقوصه بمسدسه ويقتله

ويهيج القوم ويحرقون الدار مع الماشية مع الزرع ويطلبون الثأر منه ومن عائلته

وبجنح الظلام

يغادر هو وعائلته الى العاصمة ويستأجرون بيت متواضع بضواحيها

ويعمل أولاده بالعتالة بسوق الهال لسنوات

 وبيوم مشمس ولِدّ الشّيخ يجلس القرفصاء وعلبة التتن بحرجه ويلف سيكارته باصابعه ويقطع طرف الورقة

بأسنانه ويبللها بلعابه

يقف شخص ويتأمله بفراسة البدوي ويندهه  ولِدّ الشّيخ

  هاك   هاك  ويرفع طبقة التتن بيده

لف سيكارة  لف  دون أن يرفع رأسه

ولِدّ الشّيخ أرفع راسك الكريم ما يّدل

يا خوي   الدني خذلتني

                              ولروحي كسرتلي

           وهلي بالقلب صابوني

            وجف الدمع  وبيضت عيوني

أويلي أويلي سوده عليّ سوده

وين أروح من نفسي  وين أخبي وجهي من هلي وربعي

يغّربني عن هلّي إن ما كنت شيال الحمل ورافع الضيم    بعّون الله

ويقف  !!!  مّن الشيخ نواف وتذرف الدمعات ويتعانقون وبعتب ولوم ومحبة يتذارفون ّ

ويناول ولده مفاتيح البيك آب ملعون الوالدين تجيب تنكة سمن وشوال أرز وشوال سكر  وخاروف تني وتوديهم لبيت عمك  ولِدّ الشّيخ

 وثاني يوم يشتري الشيخ نواف عقار كامل لولد الشيخ وأولاده  ويسجلو ياه باسمو   مع محلات سوق صغيرة لبيع الخضار والفواكه ويغير لهم عفش البيت

 

ويقول ربيّ سامحني إن قصرت بحق خّوي وإن شاء الله النوب ما قصّر

 

 ويرجع  ولِدّ الشّيخ يفتح منزول وصباب قهوة ويرجع العز لبيت الكّرم

 

والإنسان يبتّلى      لكن الشّدة ما تدّوم

 

       والي تزرعوا        لا بد تجّنية

 

التعليقات مغلقة.