مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

همسة ود في أُذن غافل متعسف

32

بقلم  – الكاتبة إيناس المغربي:

ليس كل من وقف فى محراب مصلاه يهمهم ويتمتم بعابد ،وليس كل من طاف بالكعبة وسعى بين صفاها ومرواها بمبتهل وخاشع ،وليس كل من لبس عمامة وغترة وثوباً أبيضَ وجبة بناسك ،وليس كل من أمسك مسبحة بيده بورع وزاهد ..!!

قد تجد بعضا من هؤلاء على هذه الهيئة فتظنهم ملائكة يمشون على الأرض يقولون سلاما- وكأنهم قناديل النور ومصابيح الحق التي تهدى خطانا- إذ أن لحاهم تملأ وجوههم وبشاشة محياهم تملأنا يقينا أنهم أهل لذلك ،ظانين أنهم بهيئتهم هذه متجردين من بعض أفعال وأعمال يمقتها الله ويبغضها رسوله الكريم ..!!

ولكنهم فى حقيقة أمرهم لهم صدور نخرة وقلوب صدئة هي كالحجارة أو أشد قسوة – لا يعرفون كيف ينشرون رسالاتهم التي امرنا الله بنشرها إلا بالحق ، مع أصرة من الود ممزوجة بنسمات من الرحمة والحب ، لتنزل على شغاف قلوب الناس برداً وسلاما ، وهم أبوا إلا أن ينشروها بالتزمت والشدة والصوت المرجف والغلظة – لا يعرفون كيف يستقطبون إليهم قلوبا هينة لينة محبة لمعرفة نور الله ، فكثيرا ما تجدهم يُكرّهون إليك دينك ودنياك بأسلوبهم المتشدد والإصرار على أراءهم المتعنتة المجحفة .

فعندما تتحدث إليهم تجد سجاياهم هادئة بيد أن كلماتهم موجعة حارقة كألسنة النيران وشظايا اللهب التي تخرج من بركان مرض فكرهم المتحجر ، إلى قلوب حالمة راجية ، أُبتليت بالحزن والضعف فيزداد انكسارها أو إلى قلوب سعيدة هانئة كانت ترجو من الله ما ترجوه فأصبحت كدرة قاتمة

فيا حسرة على عقول كليلة وأفهام ضئيلة ومدارك باهتة- ليت الناس كانت لهم أنوار تسطع فى أفلاك قلوبهم فتعكس نور الحق على ألسنتهم لتصل لقلوب ضلت الطريق فتصيب سبيل هداها , وتحيا بنور سناها .

أين أنت يا من تدعي الإخلاص لله ،أين أنت يا من تدعي محبة رسول الله ولتأسى به ،أين أنت من الحق ودين الإسلام ..؟؟

هل هذا ما أمرك به ربك ورسولك ،تتسخط على خلق الله وتتهكم على من ارتجى الصلاح من حبيبه ومولاه ليكفيه.. !!

قد يهمك ايضاً:

الحرية المطلقة للأبناء 

أنور ابو الخير يكتب : عندما تسقط الأقنعة

ألا تعلم قول الله عز وجلً ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، ألا تعلم حديث المصطفى ( عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من شيء فى الميزان أثقل من حسن الخلق ) اخرجه أبو الدرداء.

الراحمون يرحمهم الرحمن، وارحموا من فالأرض يرحمكم من السماء

فجبر القلوب والخواطر خلق عظيم ونبيل يدل على سمو النفس وسلامة الصدر، وروى الإمام أحمد بن حنبل ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً وأبا موسى الأشعري إلى اليمن فقال لهما : ” بشروا ولا تنفروا ، ويسروا ولا تعسروا ، وتطاوعا ولا تختلفا.

وقيل فى الأثر :- ( من سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله من جوف المخاطر ) ،فكان عليه الصلاة والسلام يجبر كسر القلوب المهمومة المحزونة ، ويشارك السعداء سعادتهم .

فاعلم أخي الكريم أنك كما تدين تدان – فاعمل ليوم تريد فيه من يسعدك بكلمة ويواسيك ببسمة ليخرجك من الكدر إلى الرحمات ،واعلم أخي أن أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب مسلم وأن تبسمك فى وجه أخيك صدقة، ولا تنس

قول الله عز وجلً :-

(قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم )

صدق الله العظيم

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اترك رد