مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

نورا وهبي تكتب «بعبع الثانوية العامة»

6

بقلم : نورا وهبي

نحن نعيش دوما باحثين عن الكمال في الحياة وقد لا نرضي بالاقدار.

ونحزم حقائبنا “قبل الهنا بسنة” كما يقال استعداد لخوض معركة حياة هي الاشرس والاصعب في حياتنا ليواجهها جميع افراد الأسرة وهي “الثانوية العامة” ويسميها بعض الأهالي سنة المصير وتقف الدنيا علي قدم وساق وقبل بداية العام الدراسي تبدأ رحلة البحث والاستكشاف للخروج منها بأقل الخسائر.

ويستعد فيها الوالدين بميزانية خاصة لتحقيق الحلم البعيد…وتعيش الأسرة حالة من الرعب والتوتر شهور متواصلة يصارع الطلاب فيها مواد دراسية ويا غالب يا مغلوب… ليلتحقوا بكليات القمة… هذا المصطلح العقيم الذي جعلنا نخوض معركة دون داع فالقمة ليست في مسمي كلية دون الاخري بل في النجاح الذي نصل اليه أينما تواجدنا.. وتمر السنة بكافة أشكال الضغط العصبي لنصطدم في النهاية بأخبار لطلاب فقدوا حياتهم أثناء تأدية الامتحان او بعد ظهور نتيجة اخر العام

دعونا نقف لحظة ونتأمل الوضع الذي نخلقه بأيدينا وهو حالة من الفزع والرعب والقلق والضغط العصبي يجعل الطالب مشتت الي أبعد الحدود وقد تفقد الاذكي تركيزه.. فما الفرق بين ان يلتحق الطالب بكلية دون الاخري ولماذا نحدد اسماء كليات بعينها حتي صرنا سبب في الصراع عليها… فهل حقا نعي قدرات ورغبات أولادنا قبل خلق هذا الصراع داخله… ام نحاول زجه دون وعي لتحقيق ما اخفقنا فيه… ام ننظر للشكل الاجتماعي والتباهي بكلية دون الاخري…

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

نحن من نخلق هذا الصراع لنعيش معاناته ايام وشهور ونشكو نظام له حسابات اخري…

وندرك عن خبرة أن الكل يعاني في سوق العمل خريج الطب مثل خريج التجاره فالكل غالبا بعد التخرج يسعي لتطوير نفسه للالتحاق بأفضل وظيفة متاحة… فلماذا كل هذا الشحن الغير مبرر علي مدار سنة دراسية كاملة قد تكون أسهل مما سبق…

فلنجعل همنا ان يحرص كل طالب علي القيام بواجبه كل حسب قدراته.. وان يحاط بكل الدعم والتشجيع حتي يصير نفسه… فالحلم لا يقف عند “الثانوية العامة” ذلك البعبع الذي يعاني منه كافة افراد الأسرة

ترفقوا بأبنائكم فتحقيق الحلم ليس بمجموع يحدده امتحان قد لا يمت لواقع العمل بأي صلة…

كن حريصا علي تعليم ابنك ان يحلم ويسعي في تحقيقه طالما يستطيع فالحياة تستمر والأحلام تتواصل وتتغير.. فلنسعي ونحاول جاهدين ونتعلم الدروس التي تكمن وراء الصعوبات التي نواجهها عبر رحلة الحياة… لنصل الي الرضا والقناعة أن لكل مجتهد نصيب..وأننا اقوي من أن  نهزم في معركة اختلقناها.. فليستمر السعي والاجتهاد…

التعليقات مغلقة.