مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

نطع المسايرة …

9

بقلم – محمد المنصور الحازمى:

تخلَّف عن مرافقة أهله بسفرهم خلال إجازة صيف، لارتباطه بفصل صيفي في عامه الأول بالجامعة، مع عودته مساءًا، اغراه لهو رفاق الحيِّ ؛ انحرف قليلًا عن جادة الفطرة؛ بعد ضوضاء تقريعهم إيّاهُ تحفظه، وصموه جبانًا، جرَّب أن يسايرهم ، بيد أنه يقدم رجلًا ويؤخَّر الأُخرى ، لم يعتقوه ؛ من نعنيهم لتردده وحذره؛ شاركهم في عملية سطو، أبقوه خارج محل لبيع الجواهر والحلي يراقب؛ طال مكث رفاقه أفترش الأرض واضعًا يديه خلف رأسه، وغفا.

أطلقت صفارات لإنذار أصواتًا تصمُّ الاذان؛ مع محاولات رفاقه فتح خزنة المحل؛ فزع من مضطجعه، بالتزامن مع اصوات أقدام حراس تهرول صوب المحل؛ اختبأ يراقب الوضع، رمق عن بعد ؛ حراسًا يقتادون رفاقه المكبلين مغادرين باب المحل؛ أطلق لساقيه الرَّيح؛ عاد لداره يؤنب ضميره؛ إلى أن دلف حجرته، بات ليله يجلد فكره الذي حرفه بحميَّة رعناء؛ وعقل غيَّبه؛ عاد إليه يهذِّبُ صلابةَ عودِه من نتوءات طيش كاد يهلكه.

قد يهمك ايضاً:

احتوى أوبته، كاحتضان أم عبق وحيدها بعد غياب قسري، وبدموع ندم انهمرت بلا هودة، مصحوبة بنوبات نشيج كاد أن يكتم أنفاسه، كجاثوم أطبق على مُجْهدٍ مغبون وأضج مضجعه؛ كانت تساوره ظنونٌ أن يشيَ به رفاقه، كلما سمع طرقات على الباب الخارجي كأنما هي الصيحة عليه، هاتفه النقال أقفله نهائيُا؛ لاذ بحجرته، يتسل بعد مغرب كل يوم ، يستقل سيارته إلى الجامعة، ويعود لداره، ظل على رتمه.

ومع انتهاء الأسبوع الأخير من الفصل الصيفي، ذات مساء؛ طرقات متتالية؛ بعد أن وجد أهله أن مزلاج الباب حال دون فتحه؛ أثارت طرقات الباب فضول عجوز لا تبصر إلا قليلًا ، تقيم بجوارهم، تسألهم من أنتم، جاوبها رب الأسرة، عرفت من صوته حين سألها عن ابنه؛ أفادتهم أنها تسمع وقت خروجه حين يشغل سيارته وحين عودته، لا يغادر أبدًا منذ اسبوع سوى ما ذكرت.
اطمئنوا قليلًا.

لكن هاجس اقفال هاتفه النقال قبيل اسبوع ظل دليل قلقهم وشغلهم الشاغل ؛ استأنف والده طرقاته على الباب بأكثر مما كانت؛ اقترب الابن قليلًا عاين من ثقب بالباب، فتح المزلاج وتنفس الصعداء، سألوه عن هاتفه المقفل ، عن وجهه الشاحب، ارتباكه، تلعثمه، لاذ بالصمت المريب، صباحًا؛ استدعي من قسم شرطة الحيّ بعد أن اظهرت كاميرات المراقبة من لحظة قدومه لمحيط المحل مع رفاقه المقبوض عليهم ولحظة فراره …

 

اترك رد