مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

نص كلمة رئيس الوفد في حفل عيد الجهاد بالغربية

4

ننشر نص كلمة المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد ووكيل مجلس الشيوخ، في احتفالية عيد الجهاد الوطني المنعقد اليوم الإثنين، بمحافظة الغربية.

ونظمت اللجنة العامة لحزب الوفد اللجنة العامة لحزب الوفد في الغربية، برئاسة المحامي عادل بكار والدكتور محمد خليفة سكرتير عام اللجنة، حفل عيد الجهاد، في نادي الزراعيين بطنطا،  وذلك تحت رعاية مصطفى شحاتة عضو الهيئة العليا.

وحضر الحفل النائب فؤاد بدراوي، السكرتير العام لحزب الوفد، والكاتب الصحفي عبد العزيز النحاس، نائب رئيس الحزب وعضو مجلس الشيوخ، واللواء سفير نور، مساعد رئيس الحزب، وعضو الهيئة العليا للحزب.

نص كلمة رئيس الوفد:

تحية من القلب إلى أهالي محافظة الغربية الكرام قلعة الحرية، وبلد زعماء الوفد سعد باشا زغلول، ومصطفى باشا النحاس، وفؤاد باشا سراج الدين، عندما نحتفل بيوم 13 نوفمبر 1918 وذلك من قبيل الذكرى الخالدة، ففي حياة الأمم أيام خالدة يجب أن نقف عندها مليًا وأن نتذكرها ونذكر بها أبدًا هذا الجيل والأجيال القادمة لتكون عبرة ومرشدًا للجميع، ولم نحتفل هذا العام كعادتنا بسبب اجتياح وباء فيروس كورونا، لكن عند دعوتي لهذا الاحتفال في الغربية لم أتردد.

فكرة الاحتفال بعيد الجهاد كعيد للمصريين جميعًا وليس للوفد أو الوفديين وحدهم بهذا اليوم التاريخي الذي تجلت فيه إرادة المصريين وصلابتهم وعنصرهم الأصليين في المواقف الوطنية عندما يكون الوطن في حاجة إلى رجال أمناء مخلصين شجعان.

في يوم 13 نوفمبر، توجه زعماء الوفد إلى المندوب السامي البريطاني وطلبوا تنفيذ وعد وعده الرئيس ويلسون في حق الشعوب في تقرير مصيرها بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن قوبل الطلب باستعلاء وغطرسة وسؤال تهكمي “من تمثلون؟”، وهنا تجلت أصالة هذا الشعب العظيم عندما رأينا رغم عدم وجود وسائل تكنولوجية حديثة حصد 3 ملايين توكيلات لتعداد سكني 11 مليون نسمة، وكان ذلك ردًا فوريًا قاسيًا وعنيفًا وله من الدلالات بأن مصر بها رجال يصرون على تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية.

استمرت المطالبات إلى أن كان 9 مارس 1919 وانطلاق الثورة واندلاع شراراتها بعد مقدمة طبيعية فكانت ثورة شعبية يُدرس لها في الجامعات المصرية والأجنبية على أنها من أعظم الثورات في العالم، رأينا شعبًا بأكمله رجالًا ونساءً، فكانت المرأة المصرية التي خرجت جنبًا إلى جنب مع الرجل والشباب والكهول والأطفال الجميع على قلب وإرادة وتصميم رجل واحد “نموت نموت وتحيا مصر”.

قد يهمك ايضاً:

العمدة سليمان غانم…مالاتعرفه عن الراحل الفنان صلاح…

رأينا القس جرجايوس يخطب في الأزهر والشيخ دراز يخطب في الكنيسة، ومشاهد لم تحدث في أي أمة من الأمم، وكان الجميع على قلب رجل واحد في ثورة 1919 وكان نموذج فريد للوحدة الوطنية فكان الهلال يحتضن الصليب، تلك هي عظمة ثورة 1919 وليدة للمقدمة الأولى وهي يوم 13 نوفمبر 1918.

رأينا ثورة 1919 فيها الباشوات والجلاليب الزرقاء والتي أسس لها المؤرخون أنها خرجت بمطلب واحد وهو الاستقلال الوطني، وكانت النتيجة تأسيس دولة حقيقية ورأينا من ثمار هذه الثورة بيان 28 فبراير 1922 أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة ثم كان دستور 1923 أعظم الدساتير في العالم بما يمثله من برلمان بنظام الغرفتين، وكان حزب الوفد متألقًا رائدًا للديمقراطية الحقيقية بما تمثله من الرأي والرأي الآخر.

ثورة 1919 كان من ثمارها تولي شباب زعامة الأمة مثل النقراشي وإبراهيم عبد الهادي وكان للفن نهضة وللثقافة نهضة وللتعليم نهضة، فكانت ثورة فريدة بإرادة المصريين التي يجب أن يستجيب لها القدر.

إن ثورة 30 يونيو كوجه آخر لثورة 1919، جسدت الأصالة المصرية أنه عندما تتعرض الدولة للخطر يصطف الجميع صفًا واحدًا في جميع المحافظات وفي وقت واحد من أجل الدفاع عن الدولة المصرية، وهذا هو الشعب المصري، فرأينا عظمة القوات المسلحة الوطنية المصرية تنحاز إلى الإرادة الشعبية المصرية وتنقذ الوطن مما كان أن تسقط فيه مصر من صراع وحروب أهلية وخلافه.

لقد كانت مصر أول من سلط الأضواء على الإرهاب، وكان زعيمًا وطنيًا مخلصًا شجاعًا يقود المسيرة، ومشروعًا لبناء دولة وطنية حديثة، وحزب الوفد كحزب معارض يؤكد أن المعارضة ليس من أجل الظهور أو الهجوم بالشتائم وتصيد الأخطاء، فالمعارضة الوطنية ذات جناحين: الأول أن نكشف الأخطاء بأدب الحديث والعرض، والثاني كمعارضة بناءة أن نقدم الحلول وإذا وقفت المعارضة عند حد عرض الأخطاء فقط فهذا يأني عنه حزب الوفد بتاريخه الذي يمثل المعارضة الوطنية الحقيقية وهو ذات المبدأ والفكر والخطى التي نسير عليها بعد الزعماء الثلاثة.

نحن أمام رئيس وطني ومشروع يتبناه يحقق الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي، وتجرى انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب في ظل وباء كورونا، مع إصرار الدولة على أن نكون أمام أحد مؤسسات الدولة وسلطاتها بالمعنى الصحيح كسلطة تشريعية برلمان بجناحيه، وتطبيق قانون الهيئة الوطنية للانتخابات الذي وضعه البرلمان الحالي وكل الضمانات في كل بلدان العالم.

نحن نسير لترسيخ المادة 5 من الدستور التي تنص على أن النظام السياسي يقوم على أساس التعددية الحزبية في مصر، ونستلهم إرادة المصريين في 30 يونيو وروح ثورة 1919 لنكون على تصميم وقلب رجل واحد في حزب الوفد كحزب عقائدي صاحب العقيدة السياسية وهو ما يميّز أعضاء حزب الوفد الذين ينتمون لحزب له تاريخ وتقاليد وقيم ومبادئ يدافع عنها وسيظل يدافع عنها لأنها هي الباقية.

شكرًا لحضراتكم.. شكرًا للزميل الأخ الفاضل عادل بكار والأستاذ مصطفى شحاته وأعضاء لجنة الوفد بالغربية ولجان المرأة والشباب وكل أبناء المحافظة الكرام.

 

اترك رد