مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ناني في حي المعجباني.. (نفوسه والدلع ناني) الجزء الثالث..

24

بقلم – ياسمين سالم:

 

وقفت نفوسه أمام المرآه تعدل من هندامها تستدير يميناً ويساراُ وتنظر لهيئتها من جميع الاتجاهات وكما رتبت تماماً منذ أيام أرتدت العفريته التلجى مع القميص ذو الجهتيين أبيض وأسود. دخلت الأم مكبرة “يختى بطة قطة” ردت نفوسه بفرحة “أنا حلوة يا ماما شعري حلو يا ماما” 

الأم: “إلا حلو يا نفسفس والنبي العفريته هتاكل منك حتة”

نفوسة:”طب وإيه قولك في تسريحتي بقااااا”

الأم:”ولا كأنك صبية صباحية أول يوم دراسة فكرتينى بالشرايط البيضه يا نفوسه وشعرك اللى كان لامس الأرض ربنا يحفظك يا بنتى”

نفوسة:”يعنى الناس هتنبهر منى يامه إنتى عارفانى أحب أكون مختلفه عشان كده ضفرت نص شعري والنص التاني لولوته زي مانتى شايفة كده مع قسمة القميص بقي يعنى اللى هيشوفنى من الشمال مش هيعرفنى من اليمين.

الأم:”شهقت الأم يا خراشي يا نفوسه هتنزلى البدرشين وإنتى ملولوه كده ده أنا افتكرتك لسه مكملتيش تسريح لأ يا بنتى لأ أنا أخاف عليكي إنتى رايحه فرح وهيصه شعرك يشبك فى درابيه العروسة ولا حاجه.

نفوسة:”متقلقيش يامه إدعيلى إنتى بس”

الأم:”تعالى يلا افطري معايا لحسن الحلبه قربت تبرد”

نفوسة:”سامحينى يامه مش عايزه أتأخر عايزه أركب أول ميكروباص طالع حطيلي الحلبه في الزمزمية بتاعتى وادينى في ايدى شاندوتش المفتقه أتسلى بيه وأنا في الطريق”

الأم:”أمري لله يا بنتى”سلمت أم نفوسة على إبنتها وودعتها بقبلة حانية جهة الشعر المنسدل قائلة “سلام يا ضنايا أستودعك الله”

نزلت نفوسة الشارع متجهه الى موقف الميكروباصات لتستقل واحد منهم حتى نقطة إنطلاق المعديه التى ستنقلها إلى الضفه الأخري حيث بلد العروس.

وبالموقف:

نفوسة للسائق وهو يحمل السيارة:”أنا هاخد الكرسين اللي قدام ياسطا”

قد يهمك ايضاً:

الكيلاني وشوشه يشهدان احتفالية “تحرير سيناء”…

” الفتيات الفاتنات ” قصة قصيرة

السائق:”ماشي يا أستاذة”

,قطع الحديث هجوم سيده ثلاثينيه ريفيه ترتدي عباءة منزليه ملونة وتتلحف بشال تتدلى من أطرافة شواشٍ منعقدة ببعضها، تحمل أبنها الرضيع على كتفها وتقوم بشد الاخر الى داخل السياره بجانب كرسي السواق  ومعها ثلاث شنط بلاستيكية وتبرطم “خد ياواد جننتنى أركب هنا” شاور الطفل على نفوسة وهو يدلى بلسانه خارج فمه مغنياً “الأراجوز انئ انئ الأراجوز” 

نظرت نفوسة وهى تشتاط غيظاً وتقوم بسحب ذقنها بضمة أصابعها وتتوعد الصبي بهدوء.

السائق::”معلش بقي يا أستاذة اللى سبق أكل النبأ أذا حابه استنى لما الميكروباص اللى ورايا يحمل”

أستسلمت نفوسة للواقع “لأ يا سطى هاركب وأمري لله مش عايزه أتاخر أكتر من كده”

بدأت الرحلة بكلمات السائق “الأجرة مع بعض يا بهوات”

وضعت نفوسة يديها بشنطه الظهر التى كانت ترتديها وأخرجت محفظه النقود وإذا بالهاتف يدق، كانت أم هاشم تتحدث “بت يا نانى فينك باينلك اتحركتى صوت الهوا مغلوش على صوتك بت إنتى يا بت ردي”

كانت نفوسه مشغولة بلم الأجرة من الركاب والصبي الشقى أمامها يأكل من كيس البطاطس المقليه ثم ينظر اليها ضاحكاً.

أخرجت نفوسه ساندوتش المفتقه من داخل الكيس النايلون وبدأت في التهامه مع مزيج الحلبة وتلتقط بأصابعها حفنة من الكيس الذي كان يأكل منه الصبي وهو يلهو دون أن يلاحظ.

وفجأة فرمل السواق بقوة لتسقط بضعٍ من نقاط المفتقه والحلبه على ملابسها لتصرخ نفوسه قائلة “الله يخربيتك يسطا بوظتلى الأوتوفوت بتاعى أتصرف أزاى أنا دلوقتى “

ردت عليها المرأة الريفية “ولا يهمك يا عسل خدى إزازة الماية بتاعت الواد باسل ونضفي بيها الأبصر ايه ده”

نفوسة:”باسل!!! مين هو الواد السمج دة أسمه باسل يختاى عليكى وعلى حظك يا نفوسة أهى دى الأسماء ولا بلاش”

أزالت نفوسة البقع بالماء فقط ولكن الأثر لازال واضحاً، أغلقت نفوسة عينيها لتستجم وتستمتع بنسائم الهواء الآتيه من شباك باب السيارة ثم راحت في ثبات عميق حتى أنها حلمت ب “على الله” يفتح لها باب شقة العروس ويقول لها “أتاخرتي لية يا نانوسي” لتفيق على أصواتاً متداخلة بين أصوات الركاب بداخل الميكروباص”أصحى يا أنسة أحنا وصلنا” مع أصوات الركاب الجدد من الخارج وفتحهم باب الميكروباص وتدافعهم بداخله”

خرجت نفوسة من هذا الجمع باعجوبة مبتسمة رغم أنها قد فقدت هيبتها وهندامها بالكامل بعد أن اطاحت بها أيادى المتسابقون بالصعود داخل السيارة “فين يوجعك”

وفي طابورٍ طويل وقفت نفوسة منتظره دورها في ركوب المعديه لتنقلها للبر الآخر، ركبت نفوسة المعدية وهي تتنفس الصعداء وتهندم خصلات شعرها بأطراف أصابعها.

يتبع…..

التعليقات مغلقة.