مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مهرجان ترشيحات “الفيسبوك” لـــ “مجلس النواب”

13
بقلم: مصطفى عبيدو
منذ فترة و بدأ العالم الازرق “الفيسبوك ” ينشغل بانتخابات مجلس النواب القادم ، هذا يعلن ترشحه ، و هذا يزكيه .. و هذا يعترض على ذاك ، و هذا يؤيد هذا ، و تحول الأمر إلي مهرجان للترشيحات علي عالم الفيسبوك الافتراضي لمجلس النواب ، رغم أن كل هؤلاء لا يجوز أن نطلق عليهم لفظ مرشح ، لأن المرشح هو شخص تقدم للانتخابات بعد فتح باب الترشح الذي لم يفتح حتى الآن ، و المرشح هو شخص دفع الرسوم و التامين و تقدم بالاوراق و لم يتنازل حتى آخر يوم فى التنازلات عن الترشيح ، وقتها سيكون له رمز و حق كامل في ممارسة النشاط الانتخابي .
و رغم أن الترشح لأي استحقاق انتخابي ايا كان و حق دستورى و قانوني لكل مواطن ، لكن يجب أن يراجع اي شخص ينتوي الترشح نفسه جيدا ، هل يمتلك المقومات و المؤهلات اللازمة ليكون نائبا بالبرلمان يراقب الحكومة و يحاسبها و يشرّع القوانين و يستطيع تقديم خدمات عامة لأهالي دائرته .
و علي الجميع أن يفرق بين الحق الدستوري في الترشح لاي مجلس سواء نواب أو شيوخ أو محليات أو غيرها و القدرة علي العطاء فيه و المسئولية و الأمانة الثقيلة عليه كنائب ، فمثلا هناك عدد ضخم يلعب كرة القدم بينما لا يدخل المنتخب و الأندية الكبري الا من يمتلك مقومات و مؤهلات و كفاءه و تميز تجعل منه لاعب كرة قدم محترف قد ينتقل الي أكبر الأندية العالمية . و من عجيب الأمر أن باب الترشح لم يفتح بعد ، و هناك عشرات ممن ينتوون الترشح ، أو ” ماسورة مرشحين ” ، ومئات من منشورات التأييد فى استعجال غير موضوعي أو منطقى و يؤدي تغييرات فى المواقف احيانا ، بسبب ظهور مرشحين ليسوا على ” البال ” فى اخر وقت .
النتيجة وهم كبير ، هناك من لا تجربة له مطلقا و يرى فى نفسه رئيسا للمجلس، و هناك من يغرق فى بحر التواصل الاجتماعي و يغوص فيه ، و هناك من يسبح فى وهم العالم الازرق ” الفيسبوك ” ، و هناك من تجذبه الاعجابات و تغريه التعليقات ، و ترضى المشاركات على الفيسبوك غروره ، بل و يعتبر ذلك شعبية جارفة ، و هناك و هناك و هناك . لذا فإن الهدوء مهم ، خاصة مع انتشار التجاذبات و الملاسنات و الهجوم و الهجوم المضاد و قصف الجبهات و حرب الصفحات الوهمية و التشويه و الدعاية السوداء .. الهدوء هنا مفيد ايضا لأن العديد من المرشحين تربطنا بهم صداقات و علاقات و قرابة و نسب  .. الخ .
و الهدوء من المواطنين هنا ايضا محاولة لتهدئة المعركة بين المرشحين فى الحملات الانتخابية و التى عادة ما تكون طاحنة و شديدة و على صفيح ملتهب ، و نخشي أن يضر كل هذا بالسلم الاجتماعي . بجانب هذا ايضا ضاعت الهيبة و راح الاحترام و اندثر التوقير وتفتت الاصوات ، وضاع حلم بعض القرى في أن تمثل بالبرلمان و هذا حقها ، علي اعتبار أن الدولة وزعت المقاعد علي اساس أعداد الناخبين .
و اذا تحدثنا عن دائرة منشأة القناطر بالجيزة ، فالأمر وصل إلى ٢٠ مرشح محتمل تقريبا ، على مقعدين فردي ، و على القوائم دائما ما تظلم منشأة القناطر ، وعلى القائمين على تشكيل القوائم ثقل ووزن و أهمية دائرة منشأة القناطر التى يجب أن يكون لها مقعدين أيضا بالقائمة سواء من الشباب أو المرأة أو الأقباط أو المعاقين أو الشخصيات العامة ، بجانب مقعدي الفردي .
و دائرة منشأة القناطر بالجيزة لها هموم و مشاكل حقيقية و تحتاج لنائب قوى يحقق احلام أهلها و طموحات مواطنيها ، و لا تتمنى ابدا نائب ضعيف و كاذب يعد و لا يفى ، الدائرة لا تحتاج لنائب يظهر فى تصريحات يخدع بها ” الغلابة” و يدغدغ مشاعرهم .
و قريتي الحبيبة الغالية وردان بها أكثر من واحد محترم ينتوون الترشيح ، و ها أنا اطالبهم جميعا أن يجتمعوا سويا ، دون وسيط يتناقشون معا ، يتفقوا علي اثنين فقط ، وقتها ستلتف البلد حولهما و يدخلان الإعادة بإذن الله تعالى أو يدخل أحدهما ، وقتها يقترب الحلم ليصبح حقيقه و يكون لنا نائب .
يا اهل وردان اتحدوا يرحمكم الله ، التفوا حول أبناءكم ، لا تؤكدوا المقولات التي تتردد عنكم ، و هي غير صحيحة ، وردان علي قلب رجل واحد ، وردان بلد العظماء، وردان بلد العلم و العلماء ، و الحضارة و التاريخ والثقافة .
و اذا لم يتم هذا .. فالتاريخ لا يرحم ابدا . و اخيرا اطالبكم بالاختيار بين المرشحين على أساس البرنامج و القدرة على تنفيذه ، وهذه امانة علي الناخبين ، أيضا الأخذ في الاعتبار التاريخ و الماضي و الرصيد والخبرة و ما تم في الفترة الماضية.
قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : نحن بحاجة للحب

خلل التوازن التربوي يؤدي لفساد الابناء

اترك رد