مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مناجاة (٥٤) لفضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور

6

إلهي ..
نظرتُ حَوْلِي فوجدتُ المطرَ غزيرًا .. جَعَلَ مَن يَمْشِي في الطريقِ قَلِيلًا قليلًا .. ورأيتُ الكُلَّ ساكنًا في مكانِه .. قد خَرَجَ مِن حَوْلِهِ وقوَّتِه .. وبعدَ أنْ كان البعضُ يَرَى ويُدَبِّرُ ماذا يَفْعَل .. أصبح جميعُهم يَنتظرُ ويَتَرَقَّبُ ماذا يَفعلُ اللهُ بِه .. فأيقنتُ أنك تُريدُ أنْ تَرْحَمَنا .. لِدَرَجَةِ أنَّك يا إلهي تَجُرُّنا إلى ذِكْرِكَ وعبادتِكَ جَرًّا .. إذ قد وجدنا أنفسنا في خَلْوَةٍ ربانية .. لا يَصْلُحُ فيها شيءٌ من كلام الناس ؛ بل الجلوس بين يديك لنذكرك وحدك يا رب البَرِّيَّة .. وعندها عرفتُ كم أنت تحبنا .. وتريد أن تأخذنا حتى من أنفسنا .. لك وحدك .. وبذلك وقفتُ على شيء من معنى قول حبيبك وحبيبنا صلى الله عليه وسلم : ” عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ أُنَاسٍ يُسَاقُونَ إلى الجَنَّةِ بالسلاسل ” .. فَهِمْنَا يا ربي ..فاجعلِ اللهم مجيئنا وسَوْقَنا ووصولنا إليك بعدَ ذلك اختيارًا وليس اضطرارًا..

اترك رد