مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمود عبدالحفيظ يكتب… صديقي القاتل يلازمني!‎

6

لم أكن أعلم أن يصل بي الحال الي هذا التفكير، ولكن صدقًا اصبحت في تفكير دائم حتي عند ذهابي لأخذ جزء بسيط من الراحة، أصبح التفكير يلازمني حتي في نومي فلم يتركني صديقي المتمرد ابدًا، اجده يوقظني بعد غفوتي بدقائق معدودة لبتدأ معاناتي معه من جديد، ولكن مبدئيًا اعتذر عزيزي القارئ عن المشاعر السلبية التي تجدها داخل هذه السطور.

فلم اكن أتصور تجنب الكثير من البشر، ابتعدت عن العديد من أطلقت عليهم يوما ما رفقاء الطريق وكذلك انقطعت علاقتي بالكثير من الأقارب بسبب ما آلت إليه نفوس الكثير من هؤلاء، أصبح الحقد والسواد يكسو قلوب البشر بل وغلفها مما جعل الخلاص منه امرًا يصعب تحقيقه، أصبحت أعاني التفكير فيما يحمله المحيطين بي بداخلهم، لم تعد ثقتي فيمن حولي كسابق عهدها، أصبح التفكير بالنسبة لي لعنة، حتي وانا اريد ان لا أفكر، فأنا افكر في انني لا أريد أن افكر.

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

حتي عند تجنبك من هم حولك يجعلك بالنسبة لهم مثيرًا للشكوك وعلامات الاستفهام لدي البعض من مرضي النفوس وممارسي التزييف والنوايا الخبيثة، بمجرد ابتعادك عن كل ما هو قبيح تري الكثير من هؤلاء يطلقون عليك العديد من الشائعات التي لا صحة لها، والذي يثير الحزن بداخلي انني اجد من بين هؤلاء من كنت اجلس معهم علي مائدة واحدة، تضارب رهيب بين فتح زراعيك لاشخاص وأصدقاء جدد وتنتظر الطعنة القادمة منهم إذا كانت نواياهم مثل نوايا من سبقهم وبين التجنب وإثارة الشكوك وعلامات الاستفهام، تفكير دائم لا ينقطع والكثير من الأسئلة التي لا توجد إجابة لها أصبحت مآساتي انني افكر، افكر بلا هدنه.

أصبحت امنياتي أن اجلس داخل عرفتي دون تفكير، أن خالد لنوم عميق لعدة أيام دون تفكير، أن امارس حياتي الطبيعية مع عدم الاختلاط بالبشر دون تفكير، أصبح التفكير صديق لكل خطوة اخطوها، أصبح التفكير يلازم انفاسي، أصبح التفكير صديقًا لكل شئ في حياتي، يأكل طعامي، يرتدي ملابسي، ينتظرني علي وسادتي، ويتقدم كل الصفوف، صديقي البغيض، أرجوك ألا تفعل، لا تنتصر، ارجوك لا تقتلني بعد الكثير من المعاناة، عِدني أن ترحل عني، وحينها فقط سأكون ممتن لك، فأنا أريد أن أحيا قبل أن اموت..

التعليقات مغلقة.