محمد عادل فتحي يكتب.. فرحة صلاح

كان الفوز الذي حققه فخر مصر محمد صلاح مع فريقه ليفربول بلقب كأس الرابطة الإنجليزية على حساب تشيلسي بمثابة عودة البسمة على شفاه النجم المصري ومعه عشاقه من المصريين في المقام الأول وجمهوره على مستوى العالم فكل التهنئة للنموذج المصري المشرف على هذا اللقب الذي يضاف لسلسلة إنجازاته العالمية وبشرة خير باستكمال الأفراح مع منتخب مصر في جولة الحسم بتصفيات كأس العالم.

محمد صلاح كما قلت في العديد من المناسبات نموذج للاصرار والتحدي والسعي الدائم للتفوق والوصول لأعلى المراتب ولا أخفي سرا أنني أتعلم منه وأتمنى أن يتعلم لاعبونا من هذا النموذج الفريد.

وجه آخر بالتزامن مع التهنئة ومن خلال المتابعة لمباراة ليفربول وتشيلسي والماراثون الفني الراقي الذي شاهدناه يتلخص هذا الوجه في المقارنة التي تتم تلقائيا في أذهاننا بمجرد متابعة مباريات أوروبية لاسيما إذا ما كانت تضم رمز من رموزنا وإذا كنا نعترف بالفارق الكبير بين الكرة في مصر ونظيرتها بإنجلترا إلا أن المقارنات التي تتم تلقائيا في عقولنا ومجالسنا تنتهي دائما دون إجابة واضحة أو أسباب منطقية، فعندما نشاهد محمد صلاح في هذا المستوى نتساءل عن مستوى دورينا ولاعبينا فكيف لا يشعر اللاعب المصري بالغيرة والسعي نحو تقديم الأفضل رغم أن ظروف صلاح في بدايته لا تختلف كثيرا عن أي لاعب مصري في الدوري ولكنه لم يرضى بدور الموظف الذي يرضاه الجميع في مصر وتمرد صلاح على الفكر السائد وحفر بنفسه طريقه رغم المعوقات.

ما نشاهده يدفعنا للحسرة على ما نراه في ملاعبنا من نماذج ينعدم لديها الطموح والرغبة ويتحولون يوما بعد الآخر إلى موظفين بمجرد الانتقال لنادي والحصول على مبلغ معين ونقول فيما بيننا لماذا لا يتطور طموحهم باستمرار ويضعون اهدافا في كل مرحلة فمن يحصل على مليون لابد أن يسعى للحصول على 10 وهذا لن يأتي إلا بالجهد والعرق.

متابعة مباراة ليفربول وتشيلسي والجهد الخارق الذي تم في المباراة مما أرهقنا نحن في المتابعة “قلب علينا المواجع” بعد الخروج من حالة النشوة الكروية للتفكير فيما نشاهده بمصر والعودة للنظر إلى مستوانا على أرض الواقع.

أتمنى أن يدرك لاعبونا أن الدوافع والتحديات هي من تصنع الأسماء وأن يعملوا بجد وجهد حقيقي لتحقيق ذاتهم أولا والارتقاء بمستوى أنديتهم حتى يتمكنوا من الحصول على مزيد من المكاسب وان يضعوا صلاح نموذجا منذ بداية رحلته بالمقاولون العرب وحتى الآن.