مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب: بلدياتي من سنديون أول شهداء أكتوبر العظيم..الرقيب “محمد حسين محمود سعد”

19

لو مت ياأمى ماتبكيش

راح أموت علشان بلدى تعيش

إفرحى ياما وزفينى

وفى يوم النصر إفتكرينى

و إن طالت ياماالسنين

خاللى إخواتى الصغيرين

يكونوا زيى فدائيين.

رائعة عبدالحليم حافظ “فدائي” كلما تعبر هذه الأغنية أذني تكون بمثابة الموسيقي التصويرية للحظة تخيلي لمشهد استسهاد أول شهيد في حرب أكتوبر البطل الرقيب (محمد حسين محمود سعد) أثناء

اقتحامه لخط بارليف أقوي مانع ترابي في العالم بل أقوي ساترا ترابيا عرفته البشرية الذي كان أقوي من خط ماجينو بمراحل كانت إسرائيل تروج أن مصر لاتستطيع  تدميره ولوبالقنبلة النووية.

كانت أبصارنا تتجه لجارتنا قرية “سنديون” الحبيبة هذه القرية التي حظيت بشرف تقديم أول شهيد في حرب أكتوبر الرقيب “محمد حسين محمود سعد” أثناء اقتحامه لخط بارليف مع قوات الجيش الثاني الميداني في أول يوم للحرب في السادس من أكتوبر.

ولد البطل “محمد حسين محمود سعد” عام (1946) في قرية “سنديون” بمحافظة القليوبية لأسرة بسيطة لأب كان يعمل بالزراعة هذا الأب البسيط أنجب بطلين ووهبهما لخدمة وطنه وألحقهما عن طيب خاطر بالجيش المصري في أحلك لحظات الوطن المحتل من أرباب الخسة والندالة العدو الصهيوني الذي يمرح  في أراضينا دون رادع.

وبنخوة المصريين ربي الأب حسين محمود سعد الذي يعمل مزارعا ويعلم جيدا قيمة كل ذرة مغتصبة من ترابها ربي أبنائه علي مبدأ  الأرض عرض.

فكان الإبن الأصغر عبدالحميد جنديًا من قوات المدرعات الذين خلدهم التاريخ  فقد خاض في عام (1967) معركة “جبل لبنى” ضد فرقة مدرعة ومشاة ميكانيكة إسرائيلية،  وكان مثالا للبطولة والشجاعة في معركة تحدثت عنها كل وسائل الإعلام، ودرست هذه البطولة في الأكاديميات العسكرية.

قد يهمك ايضاً:

حكم قضاء الصوم عن المتوفى

ملتقى “رمضانيات نسائية” بالجامع الأزهر يبين…

أما الإبن الأكبر “محمد حسين محمود سعد” فقد كان يحلم بالالتحاق بأخيه بل كما روت الأم الحاجة “زينب محمد علم” أنه كان يغبط  أخيه بعد معركة “جبل لبني” وقال لها نصا بعد هذه المعركة:

( سوف أحارب فى معركة من أحسن المعارك وسوف تفوق المعركة التى اشترك فيها أخى عبد الحميد).

حصل محمد على بكالوريوس الزراعة عام (1968)

عين بعد التخرج باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية.

تم تجنيده في نفس عام تخرجه والتحق بسلاح الاستطلاع بالجيش الثاني الميداني.

شارك في معارك الإستنزاف حيث كلف بالاستطلاع خلف خطوط العدو.

أول من أخبر القيادة المصرية بمواسير النابالم الحارقة التي زرعتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس.

أنهي فترة تجنيده وتزوج من ُمدرسة كانت تعمل بمدرسة “سنديون الإعدادية”  عام(1973)م وقبل إتمام شهر العسل استدعته القوات المسلحة.

شارك في حرب أكتوبر المجيدة واستشهد أثناء إقتحامه لخط “بارليف” مع قوات الجيش الثاني الميداني ليروي بدمائه الطاهرة أرض الفيروز.

“العدو علي بعد  10 أمتار يافندم” كانت هذه أخر إشارة أرسلها بطلنا الشهيد “محمد حسين محمود سعد” إلي قائده في حرب أكتوبر المجيدة  عام(1973).

في 24 يونيو (1974) أرسل وزير الحربية نعيا إلي والدته وفي نفس العام قامت أسرة البطل الشهيد بنقل جثمانه من مقابر الشهداء إلي مقبرة خاصة بالأسرة “بسنديون” في جنازة مهيبة ملفوفا بعلم بلاده الذي دافع عن رايته ببسالة ودفع دمه وروحه ثمنا لتبقي رايته عالية خفاقة وتتحقق نبوءة الشهيد التي رواها لوالدته ( سوف أحارب فى معركة من أحسن المعارك وسوف تفوق المعركة التى إشترك فيها اخى عبد الحميد)

خرجت “سنديون” كلها عن بكرة أبيها تودع ابنها البار وتزف البطل الشهيد إلي الحور العين.

فتحية لروحه الطاهرة وكل أرواح شهداء مصر الأبرار…

إقرأ أيضا:الفريق أول محمد زكي يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمناورة ” ردع – 2020 ” بالذخيرةي

اترك رد