مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

محمد حسن حمادة يكتب: أبطال الثانوية العامة

15

على عكس توقعاتنا لم يحصل أخي (عمرو) على مجموع في الثانوية العامة، لم ينهره أبي أو يوبخه بل قال له جملة غيرت تفكيره وبدلت حاله من حال إلى حال ( مش مهم المجموع المهم الهدف، المهم هو إثبات الذات) أما الدرس الأعظم الذي لقنه أبي لنا جميعا فهو: الرضا بقضاء الله وقدره وهذا هو الاختبار الأهم الذي يجب على الإنسان أن ينجح فيه فلعل الخير يكمن فيما نراه شرا فَرَب الخير لا يأتي إلا بالخير، بالتأكيد رب العالمين يوجهك لمسار آخر فيه كل الخير لكَ فلا تقلق”.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

الاستمتاع بنعمة البصر ودلالته الفسيولوجية

فالتحق أخي بكلية الحقوق، نبغ بها حتى حصل على الماجستير ثم أكرمه الله وعين وكيل نيابة بالنيابة الإدارية ثم حصل بفضل الله على الدكتوراه في القانون الإداري والآن أصبح رئيس نيابة شبرا الخيمة ثان، فلا تعلقوا آمالكم على المجموع وعلى كلية بعينها ( مفيش حاجة اسمها كلية قمة وكلية قاع) بل هي مجرد مسميات روج لها سماسرة التعليم حتى ينصرف الناس للكليات الخاصة، بل الكلية التي ستدخلها هي القمة، ثق بالله ثم في قدراتكَ، خذ بالأسباب ثم حدد هدفكَ، ثابر واجتهد، كن نفسكَ، ودعكَ من تصنيفات المجتمع الطبقية التي لا أساس لها، وكن على يقين بأن الله لن يخذلك ولن يضيع اجتهادكَ هدرا، بكل سيكافئكَ على قدر مثابرتكَ واجتهادكَ.

نهنئ كل أبنائنا الذين نجحوا في الثانوية العامة بغض النظر عن مجموعهم، حتى أبنائنا الذين لم يوفقوا نشد على أيديهم، ونطلب من أولياء أمورهم أن يهمسوا في أذنهم برفق ويقولوا لهم: لا تلوموا أنفسكم كنتم جميعا أبطالا كما كنتم ضحية وحقل تجارب (للبوكليت وللتابلت والبابل شيت وللورقي تارة وللإليكتروني تارة أخرى من المنصة إلى الأون لاين وطريقة الأوبن بوك وكراسة المفاهيم) (مولد وصاحبه غايب) دون رؤية واضحة المعالم من وزارة التربية والتعليم ودون خطة من وزير تعليم فاشل لم يضف للعملية التعليمية إلا زيادة أعداد الانتحار في صفوف أبنائنا، دخل في حرب ضروس مع المدرس وحتى يهزمه بالضربة القاضية تفنن في اختراع أسئلة امتحانات تعجيزية ليس لها نموذج إجابة ثابتة فلا يعرف المعلم قبل الطالب تقييم الإجابة! كنتم ضحية لمنظومة تعليم فاشلة صنعت من الثانوية العامة بعبعا مخيفا لأولادنا وبناتنا واستنزفت اقتصاد الأسرة علاوة على الضغط النفسي والعصبي وحالة الطوارئ القصوى التي تعلنها الأسرة مع تراجع دور المدرسة وتهميش دور المدرس ولا تجد هذا الأمر إلا في مصر، علموا أولادكم أن: الثانوية العامة مجرد محطة عليكم عبورها مهما كانت الخسائر المهم هو العبور، الثانوية العامة ليست نهاية المطاف بل هي بداية الحلم”.

التعليقات مغلقة.