مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ما بين مسقط وبروناي … معرض الكتاب العُماني إطلالة حضارية علي العالم

6

كتب – سمير عبد الشكور:

الكتاب عنوان المعرفة والثقافة ومنه تنطلق فضاءات الحرية والجمال والانتماء وتحقيق معنى الذات وهوية الأمة وغيرها من القيم الإنسانية الكبيرة، التي صنعتها الكتب عبر التاريخ البشري قديما وحديثا.

تابعت عن قرب هذه الحقائق خلال مشاركتي بدعوة كريمة من وزارة الإعلام العُمانية، تدشين فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 25، والفعاليات الثقافية المتنوعة التي تابعتها بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

ولاحظت تأكيد وزير الإعلام العُماني الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني خلال كلمته على أهمية القراءة باعتبارها ينبوع الثقافة والمعرفة، حيث قال: يشهد المعرض هذا العام برنامجا ثقافيا مكثفا في شتى صنوف المعرفة، ويقدم برنامجا خاصا للأسرة والطفل، وحلقات عمل متخصصة لفئات ذوي الإعاقة لإبراز إنتاجهم الإبداعي بالتكامل والتنسيق مع المؤسسات المعنية، بالإضافة إلى اختيار 25 مبادرة قرائية من بين أكثر من 150 مبادرة قرائية مؤسسية وفردية وفق معايير محددة ولجنة تقييمية محايدة، تصل في ختام المعرض إلى خمس مبادرات فائزة يتم رعايتها طوال عام كامل“.

وتجسيداً لتلك الحقيقة المستدامة، وبعد اسدال الستار على فعاليات اليوبيل الفضي لمعرض مسقط الدولي للكتاب في الثاني من مارس، تشارك سلطنة عُمان في فعاليات معرض بروناي دار السلام للكتاب في دورته الحادية والعشرين التي تستمر حتى الثامن من ذات الشهر.

قد يهمك ايضاً:

إصابة نجل الفنان الراحل فؤاد المهندس إثر حريق داخل شقة…

مهرجان دبي للكوميديا 2024 يستضيف مجموعة جديدة من نجوم…

وتأتي هذه المشاركة للتعريف بالكتاب العـُماني وإبراز الجانب الفكري والأدبي والتاريخي للسلطنة، بالإضافة لتعزيز التبادل في مجالات التأليف والنشر، والتعريف بالكُتاب العُمانيين ودور النشر العمانية وإيصالهم بنظرائهم في بروناي دار السلام.

واقع الأمر، إنه ما بين مسقط وبروناي دار السلام، بات العنوان العريض اسمه (الكتاب) ففي الوقت الذي اختتمت فيه سلطنة عُمان أعمال الدورة الـ25 لمعرض مسقط الدولي للكتاب الذي انطلق خلال الفترة من 22 فبراير وحتى الثاني من مارس، فإن مسقط نفسها سوف تكون حاضرة في بروناي دار السلام ذلك الحدث المهم على المستوى الثقافي.

في هذه المسافة التي تزول فيها حدود المكان يصبح الكتاب هو العنوان الأبرز، سفيرا للثقافة الإنسانية والتواصل بين الشعوب، ليعكس صورة الحياة وقصة الكائن البشري وتحولات الأزمنة والأمكنة، وهي حكايات وقصص لا نهاية لها، ولكنها تتفق في المعاني والمقاصد الرفيعة التي تقود إليها في سبيل ترقية الحس الإنساني وحمل الوجود البشري باتجاه أفق الحكمة والحياة السعيدة على ظهر هذا الكوكب.

يشتمل الجناح العُماني على عددٍ من اللوحات الفنية والملصقات الإعلامية وصور توضح معالم النهضة العُمانية الحديثة والمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة، وعرضٍ لأفلام وثائقية لتعريف الزائرين بالإنجازات التنموية التي حققتها السلطنة في جميع المجالات، وما تتميز به السلطنة من مقومات سياحية وثقافية وتراثية، فضلا عن دور عـُمان عبر التاريخ في نشر الإسلام والثقافة العربية في شرق آسيا وشرق أفريقيا. ويشهد الجناح العُماني المشارك في معرض بروناي للكتاب إقبالا من المواطنين البروناويين من مسؤولين وموظفين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعات والمدارس والجاليات العربية المقيمة ببروناي.

يبقى القول أن مشاركة سلطنة عُمان في معرض بروناي للكتاب تصب في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين التي تمتد أكثر من ثلاثة عقود من التعاون الفعال على كافة الأصعدة، لاسيما في مجال الثقافة والمجالات ذات الصلة.

وهكذا يمكن القول إن معرض الكتاب العُماني سواء عُقد في مسقط أو شارك في معارض الكتاب بمختلف دول العالم،  أصبح نافذة عُمان الحضارية التي تطل بها على العالم، لما يتميز به من الجمع بين الأصالة والمعاصرة ويربط الأجيال المتعاقبة بماضيها وحاضرها ومستقبلها على أساس معرفي قوي ومتين وبما يحقق الاستقرار والأمن ويحفظ الهوية العُمانية عبر التاريخ.

اترك رد