مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

مافيش فايدة .. العالم لم يتعلم أي دروس من وباء كورونا

3

بقلم – عبدالله مصطفى:

صحفي مقيم في بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي

في الأيام الصعبة من ازمة كورونا بعد اسابيع قليلة من تفشي الوباء ، وبعد ان فرضت حكومات دول العالم اجراءات تقييدية لمواجهة الازمة ، كان علينا ان نتجول في شوارع بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الاوروبي لرصد الامور واعداد تقارير حول الوضع الوبائي ومدى التزام المواطنين وكان من الصعب ان نجد اشخاصا في الشوارع لإجراء مقابلات معهم في ظل حالة الرعب التي كانت سائدة وارقام الاصابات والوفيات المرتفعة.

وبدأ الناس يعبرون عن الضيق والزهق من فترة الحجر الصحي في البيوت وكانوا يترقبون اي اعلان حكومي يتعلق بتخفيف قيود كورونا وعندما عادت الامور تدريجيا عاد الناس الى ممارسة حياتهم وكأنما لايوجد اي شئ اسمه كورونا ومع دخول الموجه الرابعة من تفشي الوباء بدأت ارقام  الاصابات ترتفع من جديد

وتزامن لك مع صدور تقرير عن منظمة مراقبة الصحة العالمية وجاء فيه انه بعد عام ونصف من تفشي وباء كوفيد -19 ، كان رد فعل العالم ضعيفًا للغاية ولم يتعلم إلا القليل من أخطائه.. واهتمت وسائل الاعلام الاوروبية  ومنها ما صدر في بروكسل بالتقرير ونشرت اجزاء منه وجاء فيه ” تميزت السنة الأولى من الوباء بالفشل الجماعي في الاستعداد الجاد والتصرف بسرعة على أساس الأدلة العلمية ، والعام الثاني بالتفاوتات الواسعة وعدم قدرة القادة على فهم ترابطنا والاستجابة له..

والتقرير صدر عن الهيئة المستقلة ، التي أسستها منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ، واصدرت التقرير في برلين وادانت من خلاله  الإخفاقات المستمرة في الاستجابة العالمية للوباء. وحسب التقرير  خلاصة القول: لقد كشف الوباء عن عالم “غير متكافئ ومنقسم وغير مسؤول”.  والتقرير ، جرى  تقديمه في قمة الصحة العالمية في برلين ، في الوقت الذي يقترب فيه العدد الرسمي للوفيات من Covid-19 في جميع أنحاء العالم من خمسة ملايين. إذا تم تضمين الزيادة في الوفيات المرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بـ Covid-19 ، فإن منظمة الصحة العالمية تقدر أن عدد الوفيات العالمي يمكن أن يكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات. واهتمت المنظمة بالدول الفقيرة وماتعانية من نقص في اللقاحات لمواجهة الوباء وقالت على لسان رئيستها  نغوزي أوكونجو إيويالا  ، إنه من بين أكثر من ستة مليارات جرعة من اللقاحات التي تم إعطاؤها في جميع أنحاء العالم ، ذهبت 1.4 في المائة فقط إلى الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل في البلدان الفقيرة.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

وهو الامر الذي يتفق مع ماجاء في التقرير: “إن التقدم العلمي خلال Covid-19 ، وخاصة السرعة التي تم بها تطوير اللقاحات ، يجعلنا فخورين”. ومع ذلك ، يجب أن نشعر بالخجل الشديد من العديد من المآسي ؛ والمح الى هذا هذا الامر العديد من الخبراء المتخصصين ومنهم الخبير السنغالي في مجال المساعدات الإنسانية  الحاج اس سي “إن تخزين اللقاحات ونقص الأوكسجين المدمر في البلدان منخفضة الأجور خلق جيل من الأطفال المحرومين من التعليم وانهيار الاقتصادات الهشة والأنظمة الصحية”.

وللاسف الشديد ان كل هذه الامور حدثت رغم تحذيرات وصرخات سابقة ففي وقت مبكر من عام 2020 ، قالت هيئة مراقبة الصحة العالمية  إن الوباء أظهر مدى عدم استعداد العالم لمثل هذه الكوارث ، على الرغم من التحذيرات من أن الأوبئة الكبرى لا مفر منها.

وفي وسط هذه الاحداث المثيرة للجدل ظهر موضوع اخر يدخل في نفس الاطار وهو هل نغلق المدارس لمواجهة الموجه الرابعة من كورونا ام تظل الابواب مفتوحة مع اتخاذ مزيد من الاجراءات الوقائية  ونصح المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية بعدم إغلاق المدارس ، حتى مع ارتفاع أرقام كورونا في العديد من الدول. وقال المكتب في بيان “يجب أن تكون المدارس آخر الأماكن التي يتم إغلاقها” عند فرض قيود كورونا.وجاء ذلك بعد ان اوصي خمسة وأربعون دولة وإقليمًا بإبقاء المدارس مفتوحة مع اتخاذ تدابير للوقاية من العدوى ومكافحتها. وفي سبع دول ، المدارس مغلقة جزئيًا أو كليًا ، واختار دولتان التعلم عن بعد.

وعلق  هانز كلوج ، مدير منظمة الصحة العالمية على هذا الامر بالقول : “إن إغلاق المدارس على نطاق واسع العام الماضي ، والذي عطّل تعليم ملايين الأطفال والمراهقين ، ألحق ضرراً أكثر مما ينفع”. “لا يمكننا أن نرتكب نفس الخطأ مرة أخرى.” بدلاً من إغلاق المدارس ، توصي منظمة الصحة العالمية بمجموعة واسعة من الإجراءات ، بما في ذلك الحفاظ على مسافة ، وغسل اليدين ، وارتداء قناع الفم ، واختبار الفصول الدراسية وتهويتها بشكل مناسب

ورغم كل هذه التحذيرات والمخاوف ، للاسف الشديد لايزال هناك من يروج على وسائل التواصل الاجتماعي الى ان كورونا اكذوبة ولايوجد وباء من الاصل بل ويسعى هؤلاء الى اقناع الناس برفض التطعيم ويؤكدون على ان اللقاح لا فائدة منها وهنا يخطر على البال مباشرة ما كان يحدث في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي عندما كان لايوجد مايسمى وسائل التواصل الاجتماعي

والحمد لله انها لم تكن موجودة والا كانت قد افسدت عمليات التطعيم ضد الحصبة وشلل الاطفال وغيرها والتي كنا نخضع لها دون نقاش وانقذت عمليات التقيح هذه ملايين البشر في ظل غياب فلاسفة وعلماء وسائل التواصل الاجتماعي ومايقدمونه من وسائل التشويش والتشكيك..

 

التعليقات مغلقة.