مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ليلة طلاقها

8

بقلم – الأديبة انصاف سليمان مرشد ..سورية

  لن تنسى ليلتها الاخيرة معه وهو يحضنها بشغفه المعتاد وعشقه المتأجج  لعينيها

هو يعرفها تماما ويعلم انها الفرس المتمردة التي لا تنحني ولا تخضع ولا تروض بسهوله … هي الباحثه  عن النور  والنقاء  في غابات البلور البعيدة   تعيش احلاما  من العشق في ايام الربيع  

شاردة تحلم بالشواطىء  والينابيع  وشلالات الفرح

استطاع ان يخضعها اخيرا  ويجعلها بين يديه   باسلوبه  الراقي  فقد سكن قلبها مند الطفوله اعطته  كل لحظاتها بعد ان قدم نفسه  بكلامه المعتق فاسكرها  ب كؤوسه المنمقه  وحلاوة ضحكاته وحروفه المغلفه بالريحان.

اجل… امتزج بها  لتهبه  مشاعرها وقلبها   صار حلمها واملها  غمرها بحنان   لا تعرفه  ولا خبرته  يوما 

امسك يدها   شعرت بيده الساخنه ترتعش بين يديها  و ب حرارة انفاسه المتدفقه  وعمق نظراته التواقه  برغبه للغوص حتى اعماقها دون عودة

احست معه انها ملكه… بل اميرة  ترفل بروعة الحياة وعطاءها  مثل زهرة لامستها  نسائم  الصبح ونداه لاول مرة  ….مثل عصفور  اغتسل

بالنور وانغمس بين ثنايا الورد يختلس عسلا حلوا منها

 جعلته قطعة من كيانها  صدقته …. بعد كل هدي السنين  ارتدت كلماته المحبوكه باتقان  كحياكة ثوب العروس

حلقت معه  باجنحة حلمها تقطع المسافات وتعبر كل الفضاءات  كما السحب الماطرة….. حملتها خيوط الشمس لتتلألىء   عبر الكون كحبات الالماس المرتسمه فوق ينبوع عند الصباح تبهر من يراها

لم تعد ترضيها عربة سندريلا …امتطت ضفائر  القمر تهرب اليها  ترحل معها  الى شطآن غارقة  بالروعه  فكلمات حبه لها  تحملها الى النور   وضفاف البيلسان والنقاء

ليلتها بكت امامه ..احست باكتمال سعادة تخاف فقدها  فهي تعرف  ان الفرح ان اكتمل   ضاع   هدا قانون الحياة انها تخاف  رحيل  هدا  الضياء الدي غمرها حتى اخر قطرة  

بكت  فمسح دموعها  بيديه  وامسكها بحنو يشدها الى عالمه الساحر لتحيا فيه بكل ما لديها  من حب الحياة الحلوة

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

عاهدها ان يبقى حتى النهايه

امطرها بكلمات  وجده وحبه  انكر  اسمها صار يناديها حبيبي 

اهداها وشاح الامارة المطرز  اغتسلت بعبق عشقه لها  ومضت تطوي صفحات حزنها  وتمضي معه هو يعرف ان قلبها لم يسكنه  الا  عينيه       

 تلك الليله  سمعته يهمس  ويخبرها انها حياته وحبه المتدفق  بلا نهايه

اسكرها كلامه … فنامت هانئه  مطمئنه تهيم باحلامها معه

ما ان مضت تلك الليله الحالمه وفتحت عينيها في صبح دلك النهار

لتجد الفراغ  لاشيء  سوى سطر واحد من الكلمات الباهته

المكان خال منه تماما لقد رحل بصمت حاملا حقيبة سفره المعتادة 

سرقته الدنيا منها الى تلال الاساطير والحكايا

تأملت  ما حدث  وكانها امام لوحه الوانهامتقنه تعابيرها مختلفه    معلقه على جدار الزمن الراحل دائما   تأملت بعمق ما جرى فرأت عمرها على عتبة الغروب. 

قررت ان تعود تلك الفرس الجامحة التي لا تقهر   مضت تمسح دمعه واحدة  احرقت جفنيها.

حملت كل رسائله اليها  دونتها في صندوق  مرصع بالحكايات واغلقته

وامسكت مفتاح  قلبها ترميه  الى العمق البعيد   لتقفله والى الابد 

متوجهة الى المعبد   تتابع الصلاة ورائحة البخور  وتراتيل عصافير الثلج البارد   لترسم فوق جدران المعبد  وتنشد

انه لحن عمرها  الذي لا ينتهي.

التعليقات مغلقة.