مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

كيفية صلاة قيام الليل.. وفضل من يصليها

18

سارة عبدالدايم :

مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) إن قيام الليل سبب لغفران السيئات وتقبل الطاعات حيث يجب على المسلم أن يقيم الليل اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ..

قيام الليل 

وهو يعني: إحياء الليل بالصلاة، والعبادة، والذِّكر، والدعاء، ومعنى أقام الليل: أي أحياه بطاعة الله -تعالى-، ويُعَدّ انشغال العبد أثناء الليل؛ كلّه، أو جزء منه بأيّ نوع من أنواع الطاعة المشروعة؛ بهدف التعبُّد لله -تعالى- قياماً لليل، كأداء الصلاة، أو قراءة القرآن، أو الاستماع إليه، أو قراءة الحديث، أو ذِكر الله -تعالى-؛ من تسبيح، ونحوه، أو الصلاة على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فبذلك يكون قيام الليل

الوقت الذي يفضل أن يصلي به صلاة” قيام الليل “

وأفضل وقت للقيام هو ثُلُث الليل الأخير الذي يكون بعد أن يَمضي نصف الليل؛ إذ يقوم الثُّلث الأوّل من النصف الثاني لليل، وينام آخره، وقد ورد ذلك في حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم

فقد قال: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا)

قد يهمك ايضاً:

مفتي الجمهورية يشارك في اجتماعات الدورة 23 لمجلس المجمع…

وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد…

وقد اتّفق الفقهاء جميعهم على أنّ وقت قيام الليل يبدأ بعد أداء صلاة العشاء، وذهب الشافعية، والحنابلة إلى أنّ قيام الليل كلّه مكروه؛ إذ لم يُعلَم عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد قام جميع الليل، واستدلّوا على ذلك بحديث عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (ولا أعلمُ أنَّ نبيَّ اللَّهِ قرأَ القرآنَ كلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً كاملةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ)

فضل قيام الليل

يُعَدّ قيام الليل من الطرق التي تُهيّئ المسلم ليكون من أصحاب الجنّة، وقد ذكر النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وَصف غُرف في الجنّة لمَن يقوم في الليل، فقال: (إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها، و باطِنُها من ظَاهِرِها . فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ : لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، و أَطْعَمَ الطَّعَامَ، و باتَ قائِمًا و الناسُ نِيامٌ).

ينال المسلم بقيامه الليل الرحمة من الله -تعالى-، وقد دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالرحمة لكلٍّ من الزوجين إذا قام أحدهما يصلّي بالليل، ثمّ أيقظ الآخر للصلاة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (رحمَ اللهُ رجلاٌ قامَ من الليلِ فصلَّى وأيْقظَ امرأتَه فصلتْ فإن أبَتْ نضحَ في وجهِها الماءَ, رحم اللهُ امرأةً قامتْ من الليلِ فصلَّت وأيقظتْ زوجَها فصلَّى، فإن أبَى نضحتْ في وجهِه الماءَ

يدلّ قيام الليل على حبّ الله -تعالى- لعبده؛ فالله -تعالى- إذا أحبّ عبداً من عباده سهّل عليه طاعته، وحبَّب إليه عبادته، وشرح صدره للهدى والنور، وقد ذكر الله -تعالى- هذه النعمة التي تفضّل بها على نبيّه، فقال: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)،

فمن علامات توفيق العبد أن يشرح الله صدره وقلبه للطاعات، ويكون مقبلاً إليها؛ مُتشوِّقاً إلى أدائها، ومُحافظاً عليها، فيندم ويتألّم إذا فاته نصيبه من قيام الليل؛ لعلمه أنّه حُرِم لذّة الوقوف بين يدَي الله -تعالى-.

يُشير قيام الليل إلى تعلُّق العبد بالدار الآخرة وحبّه لها، وهذا ممّا يستوجب الثناء من الله -تعالى-، قال -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، فالخوف من الله -تعالى-، والرغبة فيما عنده من أعلى منازل العبوديّة، وقد أرشد النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- أمّته إلى أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى-، وذكر منها ركعتَين يُصلّيهما المسلم في ظلمة الليل.

 

 

التعليقات مغلقة.