مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

قصة تمثال إبراهيم باشا بميدان الأوبرا

111

كتب: أحمد آدم

أكيد عدد كبير منكم عرف اسم الميدان اللي شايفينه في الصورة التي التقطت سنة 1930م، بسبب التمثال، لأن هذا التمثال مازال موجوداً فيه إلى الآن، وهو تمثال إبراهيم باشا الميدان هو ميدان الأوبرا، والذي كان يصفه أحد الشعراء زمان بأنه عاصمة القاهرة.

كان هذا المكان عبارة عن بركة كبيرة اسمها بركة الأزبكية، نزلت بالقرب منها جيوش الدولة العثمانية عندما دخلت مصر سنة 1517م وأزالت حكم المماليك.

بدأ الميدان في عهد الخديوي إسماعيل لما بنى أول أوبرا في الشرق الأوسط سنة 1869م، وهي كما كانت تسمى وقتها الأوبرا الخديوية، وهي اللي شايفنها خلف التمثال في الصورة، وكان افتتاحها أحد فعاليات الإحتفال بافتتاح قناة السويس.

قد يهمك ايضاً:

محافظ كفرالشيخ يتابع فعاليات برنامج لقاء الجمعة للأطفال

شعبة المخابز : التزام ٣٠ ألف مخبز بالأسعار الجديدة للخبز…

في نفس الوقت فكروا بعمل ميدان على طراز ميادين باريس التي كان الخديوي مولعاً بها منذ أن درس هناك، وبدأوا في تخطيط الميدان وأطلقوا عليه ميدان التياترو وبمرور الوقت تم بناء عدة مباني فيه، مثل فندق جراند كونتيننتال – ونادي السلاح المصري – وتم تنسيق حديقة الأزبكية التي كان يقام فيها مناسبات رسمية راقية وفي سنة 1872م أراد الخديوي إسماعيل تخليد ذكرى والده ( إبراهيم باشا ) فكلف الفنان الفرنسي كورديه بصنع تمثال لوالده، صنعه من البرونز ووضعوه على قاعدة من الرخام في ميدان العتبة، ظل التمثال هناك 10 سنوات، إلى أن جاءت سنة 1882م وهو تاريخ الثورة العرابية، ثار الناس ضد الخديوي توفيق وضد الإنجليز وكانوا يحاولوا تحطيم أي شيء يتعلق بالأسرة الحاكمة، فخلعت تمثال إبراهيم باشا من قاعدته ومن يومها نقلوه من ميدان العتبة، ومعرفوش يضعوه في مكان عام بسبب الناس، فاضطروا وضعه في متحف لمدة 9 سنوات لغاية ما الوضع استقر، فنقلوه بعدها إلى ميدان الأوبرا ومازال هناك إلى الآن، فتحول اسم الميدان وقتها من ( تياترو ) إلى ( ميدان إبراهيم باشا ) وبعد الثورة تم تغيير اسم الميدان إلى ( ميدان الأوبرا ) سنة 1954م.

الفنان الفرنسي لما صنع التمثال، صنع له لوحتين كأي تمثال بحيث يُكتب عليهما اسم التمثال وتاريخ الصنع واسم الصانع … إلخ، وجعل خلفية اللوحة عبارة عن مشاهد من معركتين انتصر فيها الجيش المصري على جيش الأتراك، فاعترضت تركيا وقتها وأجبرت الخديوي على عدم وضع اللوحة على قاعدة التمثال فاضطر الفنان الفرنسي أخذ اللوحتين معاه يستفيد بيهم في شيء تاني، وعرضهم في معرض في باريس، وبعدين أخدهم بيته ولا أحد يعلم مصيرهم إلى الآن، ولكن في سنة 1948م احتفلت مصر بمرور 100 عام على وفاة إبراهيم باشا، فأرسل المسئولون إلى فرنسا يطالبون باللوحتين، وبحثوا في بيت أحفاد ( كورديه الفرنسي ) ولكن لم يجدوا لهما أثر، فبحثوا في كل متاحف باريس دون جدوى ولكن وجدوا صورة فوتوغرافية لهما، وصمم 2 من الفنانيين المصريين اللوحتين بالنظر للصورة ومحاكاتها، وتم تعليقهم على قاعدة التمثال وهم موجودين هناك الآن.

أما مبنى الأوبرا الذي نشاهده في الصورة فقد احترق عام 1971م ، وموجود مكانه الآن جراج، وتم إعادة بناء الأوبرا سنة 1988م.

يتبقى معلومات كثيرة عن ميدان الأوبرا وعن كل مبنى فيه، نذكرهم إن شاء الله بعدين تعليقاً على صورة للميدان من زاوية أخرى.

اترك رد