مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

فاطمة عيد تكتب: إلى من يهمه كرامتنا

10

لا أدرى من أين وبماذا أبدأ، ولكن كل ما أشعر به في هذا الوقت مهانة شديدة وفوران بدمي وكسرة قلب، شعور يسيطر على حالتي حاليا بدون مبالغة، فأنا لم أصدق ما رأته عيني، ولا ما سمعته أذني.

إلى من يهمه الأمر، فهل لهذا الحد أصبحت كرامتنا أسفل أقدام مجموعة ذكور لم يرتقوا لكلمة رجال، شباب لم يخضعوا لتربية وتقويم منذ ولادتهم، وكأنهم وجدوا بالحياة حتى يكونوا وحوش أكلين للحوم الفتايات وناهشين لعرضهن، ومنتهكين لكرامتهن فقط لا غير.

ما رأيته وسمعته يثير بداخلي غضب يكاد أن يجعلني أدخل بحالة انهيار وفقدان لعقلي واتزاني، فعقلي رافض تماما لهذا الواقع، ولم يبقى على لساني سوى سؤال واحد “هو ده بجد؟”.

منذ عدة أيام وأنا أرى على “فيسبوك” سيل من التعليقات الساخرة من وجهة نظري التي يطلق عليها الرواد “كوميكسات”، بخصوص أغنية لشاب يدعى تميم يونس، ولم أدرك إنها أغنية حتى لفت انتباهي أحد أصدقائي على صفحتي الخاصة لذلك الأمر.

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

على الفور انتقلت لموقع “يوتيوب” وبحثت عن كلمة سالمونيلا وهي أسم الأغنية، لأجد ألاف المشاهدات عليها مما أثار فضولي أكثر وبالفعل استمعت إليها، وكانت الطامة الكبرى، وكأن سقف الغرفة وقع فوق رأسي.

سالمونيلا، ياسيادة ياكرام أغنية تهين كرامة المرأة وتقلل من شأنها ومكانتها بالحياة التي خلقها الله عليها، عندما نقول أنها نصف المجتمع هذا قليلا عليها، فالمرأة هي المجتمع كله، المرأة هي الدنيا بأسرها، فهل يليق بها هذه المهانة، وكيف لفنان مشهور أن يشارك بهذه الجريمة التي يجب أن يحاكم عليها القانون، وأين الجهات الرقابية من هذه المهزلة التي تمس كرامتنا كفتايات وسيدات، هل هذا هو الفن الذي ينبغي على أطفالنا سماعه للارتقاء بأذواقهم ووجدانهم وعقولهم، فهل من مجيب يا أصحاب السمو والسعادة؟.

وعقب انتهاء تلك الكارثة وليست الأغنية، عدت إلى تطبيق “فيسبوك” ليظهر أمامي مصيبة أخرى، وأقصد بها فيديو فتاة المنصورة، ذئاب على هيئة بشر، وحوش مسعورة، يعتدون على فتاة اعتداء مبرح وعلى مرأى ومسمع الجميع، متفننين في هتك عرضها، وكأنها العظمة التي وقعت تحت أنيابهم.

فأين أنتم يا أولى الأمر منا، أكتب ودموعي واقفة على طرف عيني، أين الأخلاق، أين النخوة، أين الشهامة، أين المروءة، وليس أخرا أين القانون؟، أين القانون من كل هذه المهازل التي نفيق عليها يوما بعد يوم، حتى أصبحت أمرا معتادا وليس بغريب على مجتمعنا بعاداته وتقاليده ودينه.

ندائي الآن إلى من يهمه كرامتنا، من أولى الأمر، نحن لسنا بحاجة لشعارات ودعايا إعلامية، نحن بحاجة لخطوات جادة لصون كياننا، نحن بحاجة لقانون يحمينا، نحن بحاجة لإعادة تربية وتأهيل لهؤلاء المجرمين، نحن بحاجة لتربية وتعليم، نحن بحاجة لتقويم، نحن بحاجة لمسئوليين.

 

اترك رد