بقلم – محمد علي مدخلي:
كان صغار الحي يتقمصون أدوار عُزير وصبايا الحي أدوار إلياذة .انتصر حبهما والتصقت أنفاسهما بأرواحهما العارية.
سألته بتردد : هل الحاضر يذر رماد الحرب؟
-أتقصدين رُدينة؟
– نعم.
همس بقلبها “إن تقمص الحب أثناء فتيل الحرب ما هو إلا قنديل تفرغ فيه أرواحنا بعضاً من نزواتنا ؛ وما كانت رُدينة إلا ذلك القنديل. وبانزواء الحرب وإخماد براكينها أرقت زيت القنديل وأطفأت توهجه ولم يتبق سواك ” .
جدار عازل ، صخب ، ألوان قوس قزح ازدانت بها الأجساد. أقنعة تنكرية ،احتفالات رأس السنة أججت المكان.
وصلت إلياذة متأخرة . نضت معطفها ، نست قناعها بالأسفل ، جالت ببصرها بحثا عن عُزير. تشابه الأقنعة صعّب مهمة البحث عنه . تعالت الصيحات وتمايلت الأجساد فوق بعضها .
استنزف اليأس قوى إلياذة. حملت معطفها ، أدارت ظهرها نحو الخروج. جسدان متمايلان التصقا بالباب.
صرخ النادل :
فلتسقطوا الأقنعة إيذاناً بالانصراف ….
كل الأقنعة استجابت النداء بما فيهما الجسدان الملتصقان بالباب رُدينة وعُزير .