مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

عبد الرحمن هاشم يكتب عن أحمد ابن دلتا مصر

35

إنه أحمدٌ ابن دلتا مصر

بقلم/ عبد الرحمن هاشم

ابن دلتا مصر، الذي تدب في روحه طباع أهل الريف.. تولى مسئولية الإشراف على الأنشطة الأكاديمية والدولية لرابطة الجامعات الإسلامية لنحو ٢٠ عامًا، وأسهم في تنظيم أكثر من 185 مؤتمر وندوة، وأوفدته الرابطة للتعريف بالإسلام في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية وقارة أستراليا؛ للمشاركة في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام.

وقد أجرى دراساته في الماجستير والدكتوراه وبحوث الترقية عن تجارب ونظم التعليم العالي الناجحة، وسبل الاستفادة منها في جامعات العالم الإسلامي، ويقوم بالتدريس في جامعة بنها منتدبا، ويشغل حاليا منصب عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد برئاسة مجلس الوزراء.

وقد اختارته وزارة الأوقاف، لتدريب الدعاة المتميزين في معسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية، وإلقاء سلسلة من المحاضرات التي تصب في خانة تثقيف الداعية العصري.

إنه ابن الأزهر الشريف الدكتور أحمد علي سليمان الذي حاز عضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، واتحاد كُتَّاب مصر، واتحاد المؤرخين العرب، ورابطة التربية الحديثة، ومكتب جامعة الأزهر للتميز الدولي المسؤول عن الارتقاء بتصنيف الجامعة في التصنيفات الدولية.

إنه شخصية ثقافية وأدبية وفنية متجددة، والناس كإبل مائة، قلَّما تجد فيها راحلة، ولذا تجد له حضورًا في الفعاليات أيًّا كان تخصصها، وتتلقفه الاتحادات والروابط فتمنحه العضوية العاملة، وكم مرة شاهدته في أروقة العلم والثقافة مُعلمًا لفن الخط العربي الذي قلَّما نجد مَن يُجيده الآن بعد الأساتذة المخضرمين من رواد ذلك الفن الإسلامي العريق.

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

أما فنَّ الخطابة والإلقاء فحدِّث عنه ما شئت من فخر، فقد حباه الله به منذ صغره.. طلاقة وبلاغة، وكاتب هذه السطور يزامله منذ صغره، فتلمحه يؤثر في الجماهير ويستميلهم إليه بجميل ألفاظه، وسلاسة منطقه، ودفء عواطفه، تلك العاطفة التي ربما تغلبه أو تغالبه وهو يسوق في معرض حديثه آية قرآنية أو موقف نبوي شريف فيَبْكي ويُبْكي السامعين.

والوفاء تلمحه بسهولة ويسر في شخصيته، وهو لم ينكر قط فضلًا لأحد عليه، بل يوفي لكل مَن أكرمه وأحسن إليه، ولا غرابة في ذلك فنزعته الصوفية أحسب أنها التي أوصلته لذلك المقام.

له نتاج زاخر عامر بثراء التنوع: إن مسموع، أو مقروء، أو مرئي، بثَّه فيما يربو عن خمسة عشر كتابًا، وأربعين بحثًا، وعشرات البرامج الإذاعية والتليفزيونية، فضلًا عن مئات المقالات المناصرة لقضايا الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف، والدفاع عن الأقليات المسلمة، فضلًا عن مناصرة قضية المسلمين المركزية (القدس الشريف وفلسطين) ومناهضة أكاذيب العدو الصهيوني.

تقدم بتسعة مشروعات لتطوير عدد من قطاعات عمل المؤسسات الدينية في مصر، وكان من أوائل خبراء جودة الدعوة الذين طالبوا بضرورة إيجاد مقاييس معيارية لجودة الأداء الدعوي، واشترك في صياغة “الوثيقة الوطنية لتجديد الخطاب الديني ونبذ العنف والتطرف”، التي أصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مايو 2015م.

كما قدّم رؤيته الاستراتيجية لمواجهة مشكلات التعليم العالي في العالم العربي والإسلامي، واشترك في اللجان العليا لوضع وتطوير ومراجعة المعايير القومية الأكاديمية للتعليم الأزهري الجامعي وقبل الجامعي.

شخصٌ يحمل هذه الثروة من المواهب والقدرات فضلًا عن الهمة العالية والنشاط الذي لا يعرف الملل والكلال جدير بحب الناس الذي هو أعظم من أي وسام يناله أو أي منصب يتقلده.

وفي الحقيقة لم يزده المنصب إلا تواضعًا، ومن خلال زمالتي له منذ عام ١٩٩٠ -أي منذ نحو ثلاثين عاما- وحتى الآن، وجدته أنموذجا طيبا في التصالح مع النفس ومع الغير حتى وصل إلى درجة مخاصمة الحقد والغل، نعرفه طيلة السنين وهو ينام وليس في صدره شيء سيىء لأحد أذاه بالقول أو بالفعل.

ثبَّته الله على جميل هذه الخصال، ونفعنا به وبصحبته في الدنيا والآخرة… اللهم آمين.

اترك رد