مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شروق رزق تكتب : ” 2020 على حافة الرحيل “

3

ساعات قليلة و سنودع عام 2020  ، سنطوي أخر صفحات هذا العام ، العام الذي كان ملئ بالأحداث و المواقف و الخيبات الكثيرة ، و الذي يحمل في طياته قصص يشملها الوجع و الألم  ، الكثير من الدموع و الشوق  و كذلك الرضا ، ارتبط عام 2020 بـمصطلح ” جائحة كورونا ” ارتباطًا وثيقًا و الذي أحل علي العالم أجمع بلا استثناء ، أنهك العالم و أعطي البشر دروسًا . أعتقد أنه من الصعب نسيان تفاصيل هذا العام .

الكثير يطلق عليه لقب عام ” التربية و التهذيب ” و لكن بالنسبة لي منحته لقب عام ” الشكر ” ،  كل يوم يمر علينا و نحن بصحة جيدة فهو بمثابة هدية جديدة لنا من الله سبحانه و تعالي .

أتاحت لنا 2020  فرصة ذهبية لإصلاح النفس و التأمل في النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علينا ، و جذبت انتباهنا للعديد من الدروس و العبر التي غيرت حياتنا كثيرًا .
الأيام هي الأيام و كذلك الشهور و الأعوام منذ فجر التاريخ ، الأيام لا تصنع الخير كأيام و لا تأتي بالشر فسحب ، البشر هم من يفعلون ذلك ، الأعوام ليست مسؤولة عن ما تحمله من أحداث و تفاصيل فكل ما يحدث لنا أقدار و مكتوبة ،

فلا يقع اللوم على عاتق 2020 ، جميعنا تأثرنا و نفوسنا ذاقت الفرح و الحزن ، تحقيق الأمنيات و تعاسة الخيبات ، السقوط و النهوض ، و أيضًا جميعنا استقبلنا كل هذا بالصبر و الرضا و الشكر.

بالتأكيد علمنا هذا العام الكثير و غَيَّر الكثير بداخلنا سواء كان تغيرًا إيجابيًا أم سلبيًا ، فأنه غير من طموحاتنا ، سلوكياتنا ، تفكيرنا ، و أعاد ترتيب أولوياتنا ، علمتنا 2020 ، أن الأمنيات وحدها لا تغير واقعًا و أن التفاؤل بدون بذل جهد لن يرد شرًا أو يجلب خيرًا ، و أن المؤلم هو ألا تتحرك لتغيير الأمور و تنتظر أن تحدث معجزة و تعود لما كانت عليه من تلقاء نفسها ، علمتنا الصبر و الثبات و ضرورة شكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى و أن نكون على يقين بأن في طيات المحن منح تجعلنا نؤطر حياتنا بشكل جديد و أفضل ، علمتنا أيضًا أن نعود للمسار الصحيح في علاقتنا مع الله تعالي و مع الآخرين .
فتحت 2020 آفاقًا جديدة ،

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

علمتنا أخذ الحذر و العناية و ضرورة الوقاية ، و أن سلامة الإنسان أغلى ما في الوجود علي هذا الكوكب

و أن لكل منا بداية و نهاية ، و أن الحياة تحيطنا بكم هائل من الصعاب و لكنها أقدارنا ، وكل ما يحدث فهو بيد الله تعالى فلن يفوتنا أي شئ كتبه الله لنا وكل شئ يمكننا جعله كما نريد إلا القدر و النصيب ،

فعلينا أن نختار الطريق الصحيح بتدبر و أننا من نصنع السعادة و علينا أن نستمتع بكل لحظة سعيدة تمر في حياتنا و لا نتركها تمر مرور الكرام ، الحزن لن يدوم و الفرح أيضًا فلا نبالغ عند تأثرنا بالحزن و لا نجعل اليأس يحيط بنا في وجود الفرح ،

علمتنا أيضًا الاعتدال و التوازن في الأفعال و الأقوال ، المنافع و العبر لا حصر لها .. فشكرًا كورونا ، و شكرًا 2020 و حمدًا لله على أقداره و لطفه بنا و رحمته و سعة فضله و عطائه الوفير .
الآن ، نحن على حافة ديسمبر ، نودع عام 2020  سنة لم ندرك تفاصيلها كثيرًا و لا حتي ننساها و لكن علينا أن نستقبل عام 2021 بخطواتنا الحذرة و بابتسامة يغمرها التفاؤل فلا نترك أنفسنا فريسة للأحزان التي سادت عام 2020 ،

فالماضي إنتهى و الغد أفضل بإذن الله و كل ما يأتي من الله فهو خير للجميع ، لابد من أن نطوي أخر صفحات هذا العام بما فيها من ذكريات و ألم ، حزن و فراق ، و نستعد لاستقبال عام جديد بكل حب و أمل ، فرح و سعادة ونؤمن بأن كل ما سيأتي فهو خير لنا .
نأمل من الله أن يجعله عام العوض الجميل ، عام النجاح و السعادة ، عام الرضا و تحقيق الأماني و الأحلام ، دون فقد شخص عزيز أو حزن بلا سبب ، عام يكلل بالصحة الجيدة لنا و للجميع  وداعـــــًا عام 2020 و أهلاً بعام 2021  .

التعليقات مغلقة.