مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شروق رزق تكتب : ” المشاعر المزيفة .. تنهك الروح !  “

2

ننخدع بسهولة و نتوهم ببساطة نغفل عن حيل كثيرة  ، غير متوقعة تحدث لنا و هذا نتيجة التصديق و الانسياق وراء العاطفة !! ، في مدرسة الحياة نتعلم المزيد والمزيد من دروس الحياة الكثيرة و رغم ذلك لا نستطيع الحذر من الوقوع في فخ التزييف .
نعم التزييف قد يطلق عليه البعض الخداع ، الحيل ، أو النفاق الصفات متعددة و لكن المعنى واحد ، يختلف المسمى و لكن الفعل واحد ، فالجميع يحاول الحذر و التعامل بسطحية شديدة

و لكن هناك أوقات كثيرة يتطلب من المرء التعمق في التعامل سواء تعامله مع الأهل أو شريك الحياة ، و التعامل السطحي أعتقد أنه ملائم أكثر مع زملاء العمل و الدراسة أو الأصدقاء .
الحياة مسرح و نحن الممثلون ، البعض يحسن إتقان الدور و البعض الآخر فاشل و لم  يتقن  فن التمثيل و التزييف ، سرعان ما تتحول الحياة إلى ساحة حرب  و الحرب خدعة والخدعة هنا  ” المشاعر المزيفة ”  تمامًا هي كالسلاح النووي فالخدعة أقوى أسلحة الحياة

البعض يلجأ  لتلك الخدعة من أجل كسب معركة في حروب الحياة ، قد يحدث أن تخوننا المشاعر الصادقة تجاه من نحبهم و قد يصور لنا الوهم أنهم ملائكة و لكن في نهاية المطاف نسقط مرتهنين للخداع  .
جرحًا عميقًا بداخلنا لا تستطيع الأيام مداواته مهما حاولنا النسيان أو التعافل عنه نتيجة تزييف مشاعرهم تجاهنا ، و من السخف أن نسمى ذلك التصرف ” بالانتصار ” !

فهل يمكننا القول بأنهم ممثلون بارعون و أن القدر هو مخرج لتلك المسرحية التي يعيشوننا فيها ؟!
أمر مخزي جدًا أن المرء يصدق مشاعر و أقوال يعتقد أنها حقيقية و فجأة يكتشف أنها مجرد مشاعر مزيفة ، و يبدأ بلوم نفسه ليس لأنه صدق هذه المشاعر و لكن لأنه تعامل من الأساس أو بالأحرى لأنه سلم نفسه و حياته بسهولة للمكر و التزييف .. ترك روحه تتوهم ، أخلي عقله من المنطق و تخلي عن التعامل بسطحية ، مؤخرًا أصبح التزييف في كل شيء ، حقً إنه زمن التزييف !
التزييف يغمر حياتنا ، يحيط بنا في كل مكان تقريبا و أحيانا يصدر من من وثقنا بهم و اعتقدنا أنهم الاختيار الأمثل لنا و لحياتنا ، التزييف متنوع و مختلف ، فهناك تزييف في الحب و الزواج ، العمل و المعلومات ، الأهل و الأصحاب في الحب ، يزيف الحبيب مشاعره نحو الطرف الآخر من أجل التسلية بعواطفه و من باب قضاء وقت لطيف معه فقط

و غالبًا ما لا يتم الزواج و يصيب الطرف الآخر بجرح عميق يتذكره طيلة حياته ، الحب ليس معصية ، المعصية هي التلاعب بمشاعر البعض تحت مسمى الحب ، و في الزواج أيضًا تزييف المشاعر بين الزوجين وارد حدوثه فكلاهما يزيف مشاعره نحو الآخر من أجل الأبناء و من أجل المحافظة على الإطار الاجتماعي أمام الناس ،

و أما العمل فالموظف أو العامل يزيف مشاعره تجاه زملائه للحصول علي المساعدة و رئيسه في العمل طمعًا في الوصول لمنصب ما أو لغرض آخر ، كيف يفعلونها ؟!

قد يهمك ايضاً:

صبحي يشهد افتتاح البطولة الأفريقية للجودو والمؤهلة…

شعبة الأسماك بغرفة الإسماعيلية: انخفاض الأسعار بالأسواق…

يستقبل زميله بالأحضان و الترحاب و يوهمه بالود و المحبة و ما أن يعطيه ظهره حتي يطعن فيه و يسئ له !! .. و في الصداقة يزيف الصديق مشاعره نحو أصدقائه ليتقرب منهم من أجل مصلحته الشخصية و يكون حاضرًا غائبًا في الوقت نفسه ، يحضر عند الفرح و بحلول وقت الشدة والمحن يذوب كذوبان الثلج في فصل الصيف ، هل هذه صداقة و محبة حقيقية ؟!  حقًا تبًا لهذه المشاعر و الأفعال المزيفة .
عالم بأسره يتأوه من جذوره و يصرخ من معاناته من المشاعر المزيفة و الكاذبة التي انتهكت عذوبة مشاعرنا الحقيقية و نقاءها .

المعظم من حولك أصبح يمتلك عدة أقنعة يعبر فيها مع كل شخص يقابله أو كل موقف يتعرض له بحسب ظروفه !!
أصبحنا في حيرة و شك مستمر ، نخشى دائمًا الوقوع في فخ التلاعب بالعواطف و مكر الحديث و الأقوال .

و هنا أريد أن أطرح أسئلة تتردد دومًا في ذهني ، هل الحياة قاسية لهذا الحد ؟ أم المخادعون ينتشرون بكثرة في زمننا هذا ؟! ، متى سنعيش في وضوح تام و نتعامل مع بعضنا البعض بكل صراحة ؟
أعتقد أن الحياة أبسط و أسهل من كل هذا التعقيد و الغموض و الخداع .

الأمر ليس صعبًا علي الإطلاق بأن نعيش في سلام و راحة بال .. أقل ما يطمح فيه الإنسان هو أن يعيش كريم و يحيي في طمأنينة دون عثرات و معكرات صفو حياته ، بالتأكيد أن تجاربنا في الحياة كثيرة

و لابد و أن تحدث للوصول للقناعة و التعلم منها و تطبيق العبر و الدروس المستفادة في المواقف و التجارب المقبلة ، الحياة لن تتوقف عند تجربة فاشلة حدثت في الماضي ـ حقًا تكون مؤلمة و لكنها تجعلنا أكثر وعيًا ـ الحياة ستستمر و نحن سنعيش تجارب أكثر ، علينا فقط  الحذر و التعامل بسطحية مع الجميع حتى نتفادى الوقوع مرة أخرى في فخ “المشاعر و العواطف المزيفة” ،

علينا أن نحافظ علي أغلي ما نملك “أرواحنا” من التلف الناتج عن التعامل مع المزيفون و البارعون في التمثيل .

و أخيــــــــرًا : علينا التحكم في مشاعرنا فلا ننساق وراء المشاعر دائمًا فللعقل نصيب أيضًا ، لابد من الملاحظة و الحذر من الانجراف أو المبالغة في المشاعر ، لا تحاول أن تعطي مشاعر غير حقيقية لشخص ما أو  تصنع شعورًا باطلاً تجاهه ، أظنه شيئًا مستحيلاً أن يحدث و لو نجحت مرة .. حتما ستفشل المرات الأخري ، تأكد يا صديقي أن مشاعرك غالية جدًا فعليك أن تحتفظ بمشاعرك لنفسك فلا تبعثرها .. و لا تمنحها لمن لا يستحق .

التعليقات مغلقة.