مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رمضانُ مَزرعَةُ العِباد لتَطْهير القُلوب من الفساد- بقلم خالد علم

34

 

رمضانُ مَزرعَةُ العِباد لتَطْهير القُلوب من الفساد

بقلم خالد علم

قد يهمك ايضاً:

يوم اليتيم

إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
يا من مر عليك شهر رمضان أعوامًا عديدة وكثيرة، وفي كل مرة ينقضي وينفض سوقه ولم تحقق ربحًا، ثم تعزي نفسك بأمنية سنوية قالها من قبلك الكثير ولكنهم في القبور نائمين: “لئن أشهدني الله رمضان آخر ليرين الله ما أصنع سوف أكون صواما وقواما بعيد عن الشهوات مقيما للصلوات تاركا أكل الربا والمسلسلات مطيعا لتعليمات رب الارض والسموات.

ها أنت في الأمنية الان يا أخي الكريم، واختصك الله من بين كثير من الناس لتشهد رمضان آخر، يتيح لك تحقيق أمنيتك، ويمنحك فرصة جديدة للوفاء بعهدك مع الله عز وجل، ها أنت قد تخطاك الموت وحصد غيرك من أولئك الذين كانت لهم نفس الأمنية، لكنهم لم يدركوها وكإنو على أمل مثلك وربما أكثر منك.

ألم تسأل نفسك؟! ألم تستفتى قلبك؟! لم تعيد الكرة بعد الكرة وتخرج من رمضان خاوي اليدين كا لمسافر بلا زاد، والعليل بلا دواء ثم تطلق الأمنيات بشهود رمضان آخر؟ ذلك لأنك لم تعرف بعد ما الذي يعنيه أن يمد الله في عمرك حتى تشهد هذا الشهر، بل هذه الهبة، هذه المنحة الربانية..

أخي الكريم “رمضان “
أبواب الجنان تفتح فيه ، وأبوب النيران تغلق فيه، ورب رحيم تواب أشد فرحا بتوبة عبده من الأم بملاقاة ولدها بعد الفراق ، وفرص العبادة متعددة ، والأجور مضاعفة ، والطريق سالكة إلى الخير ، فالشياطين قد سلسلت وصفدت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان ، وغلقة أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ) رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين .
أعلم يرحمنا ويرحمك الله ان للصائم فرحتان: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالي : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة واذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه أحد أو قاتله فليقل أني امرؤ صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عـند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربـه فرح بصومه ) رواه البخاري
يا عبد الله فلتعلم كل العلم أن سلامة القلب وطهارته ميزان عظيم عن رب العالمين، فصاحب هذا القلب هو الذي ينتفع ويربح يوم لا ينفع مال ولا بنون، وإن من أعظم ما يحبه الله في قلب عبده أن تغمره الرحمة بالخلق، فالراحمون يرحمهم الرحمن، فلا تبخل على نفسك أو تحبسها في سجن الإمساك، وتلك وصية الحبيب صلى الله وسلم لصاحبه: “أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ من ذِي الْعَرْش إقلالا”، وهو فداه أبي وأمي والناس جميعا كان أجود ما يكون الناس في رمضان، كريح مرسلة بالخير إلى العالمين.
يا قاطع الارحام، يا تارك الصلوات، ويا من تركت التراويح وشاهدت المقالب والمسلسلات ، أقبل على مولاك بالطاعة، وخلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها، ولا تجعل من هذا الشهر موسم التخمة والشراهة في المباحات، وتضييع الأوقات أمام أجندة فنية لا تترك لك الفرصة لأداء ركعتين أو تلاوة شيء من القرآن، رطِّب لسانك بذكر الرحمن، وألح على الله بالدعاء بخيري الدنيا والآخرة، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

التعليقات مغلقة.