مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ذاكرة الورد

4

بقلم – صابر الجنزورى:

بعد فراق ، التقت العيون وذهبت دهشة التساؤلات ،

كانت هناك نبضات وخفقات سريعة داخل قلبيهما ، كلاهما

يتحسس قلبه ويقترب من الأخر ، تصافحا ، أخذ الزمن

منهما ما أخذ ،لكن الصورة توقفت عند أخر لقاء ،

فى عباءتها السوداء الأنيقة كانت تطل من عينيها مسحة

حزن انعكس على وجهها الأبيض الذى تورد بحمرة وردية

عندما اخترقتها نظراته ووضعت علامات الإستفهام على

خصلة شقية انسدلت على جبهتها من تحت حجاب اسود .

قرأت كلماته وأزاحت الغطاء عن السنين ومسحت غبار

الزمن الذى ولى .

قالت : انكسرت ..تحت كل رداء أسود حكاية حزينة ! –

مازالت ابتسامتك جميلة رغم الحزن الذى تحاولين

إخفاءه . –

لن نسطيع استعادة الزمن

. – اصعب وأجمل الأشياء أن نعرف كيف نحول الإنكسار

انتصارا فمازال فى العمر بقية.. –

كل من يعرفك يقول أنك تعيش فى سعادة ، أما أنا

فأشعر بحزنك النبيل الذى تخفيه وراء ضحكاتك ! –

كل شيء عنك أخبرتنى به الأحلام ! –

قد يهمك ايضاً:

أهيم بطيفك

غريبة هى الأرواح تظل فى لقاء وإن افترقت الأجساد ،

فروحك لم تفارقنى ! –

الذين رحلوا عنا مازالوا يعيشون معنا ، ويشعرون بنا

وقد يخبروننا بأحداث مستقبلية من خلال إشارات لا نعرف

معناها إلا عند حدوثها !

نظرت فى توتر إلى ساعتها ، كانت الشمس تلملم بقايا

وجودها فى السماء ، وهواء الخريف البارد يداعب أوراق

الشجر التى تتساقط على استحياء..

صمت الكون وتعلقت النظرات بالبستاني الذى كان يروى

حديقة الزهور .

ثمة وردة كانت بها ورقة أخيرة

أشارت إليها وقالت :

لقد اوشكت على السقوط ؟

قال : كل الأشياء تتغير وتتحول وتجدد نفسها ؟

لاح فى الأفق وسط السحابات الداكنة وجه القمر الدامي !

تناولت حقيبتها السوداء ، تركت كفها الصغير فى يديه ،

امتزجت نبضات الرسغ بدقات عقارب الساعة التى لا

تتوقف .

اختلط الشجن بصوتها المخنوق كوجه القمر همست : ماذا

لو غادر البستاني حديقتها؟

اترك رد