مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د.يحى الرخاوى الأب الروحى للإنسانية… بقلم حازم مهنى

47

بعض الناس نمر فى حياتهم ،عابرين فيتركوا بصماتهم فى حياتنا ،و البعض يمر ،فننساهم ،أو نعمل على ذلك ،وما أجمل حسن العلم ،والعمل ،و حب الناس ،حسن السيرة الطيبة ،فكم من الأشخاص ،و الناس حاذوا ،أموالاً ،و مناصباً ،و شهرة ،و يا للشفقة ،سيرة سيئة ،و سوء خاتمة .
“لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟” (مر 8: 36).
و تمر السنين ،أكثر مكن عشرون سنة على مواقف ،و تذكرت بعض الذكريات الجميلة لإنسان جميل ،ومواقف كثيرة ،و أنا أشاهد لقاء الدكتور يحى الرخاوى مع محمود سعد ،منذ عام ،تقريبا ،و أردت أن أكتب مقالاً ،و لكنى للأسف لم أكتب ؟
و إذا به يرحل عن عالمنا الخلوق الطيب المتواضع “الأب الروحى للإنسانية” الأستاذ الدكتور يحى الرخاوى ،،
بالأمس يوم الإثنين الموافق 19-12-2022 ،رحمه الله ، فأنشر ما كتبته ،و تأخرت عن نشره ،و أدعوك قارئى العزيز لمشاهد الحلقة ،لتشعر بما عشته أنا حين التقيته ،و تصل المعانى لقلبك ،من عالم كبير متواضع ،بشوش الوجه طيب القلب ،لا نزكيه على الله ،ترحماً ،عليه،و تعليماً لنا فى الحياة ،و مقارنة بما نرى من شتاء القلوب،و جليدها ،
و تأمل بما ختم به اللقاء مع محمود سعد حين سأله عن السعادة قال له : السعادة هى ،الرضا فى الحياة ،و حسن الخاتمة ،
* لن أتحدث عن إنسانيته ،و بساطته ،و لا عن مؤلفاته ،و ندواته ،و مكانته الطبية العلمية ،العالمية ،فى الطب النفسى ، أو الأدبية ،إنما أترك لكم الرأى فى بعض معانيه و كلماته ، فى لقائه ،
* إذ يقول الدكتور يحى الرخاوى رحمه الله :
* وأنا صغير: أقول أنا من هورين مركز السنطة مديرية طنطا ،يعنى السيد البدوى ،و بعدين نقلوا تبعيتها لمركز بركة السبع ،منوفية ،دون حق تقرير المصير!! ،والدى كان مدرس لغة عربية ،و أخوه كان أستاذ فى الأزهر عمود الشيخ الرخاوى ،و أبويا إتجوز أمى أصلها من الشرقية ،لكنهم عايشين فى مصر ،بالنسبة لهم أمى “مصراوية” كأنها من بلاد برّة ؟ ،
* ،(فأبى كان طموحاً ) من طنطا لمصر الجديدة ،
و كان أبى “رحمه الله” رجلاً طموحاً ،قال هنقلكم ل “مصر الجديدة ،جنب ولاد الزوات” ،يا با إحنا فلاحين ،قال لنا : مصر الجديدة بناها “البارون” على مزاجه هتعجبكم ،وكان عمرى إحدى عشر تقريباً .
*(شوف رحمة ربنا اللي الإنسان بيبوظه بالنهار ربنا بيصلحه بالليل) .
*(من يشعر بقرب النهاية لا يلجأ إلى الإنتحار ولكن يتقرب إلى الله) .
*بعد 20 سنة أقوم بتعديل احدى كتبى طبفا تعلمته – المرضى تعلمت منهم أنى عرفت الله أكثر – من أسفل سافلين الى ربى كما خلقتنى – قراءة المريض كما قراءة النقد الأدبى ،العيان بييجى مفركش ،جاى عشان أعيد …… إعادة تشكيله لما خلقه الله) ،( لحد الوقت باتعلم ، ومصدرى المرضى أنفسهم ،و أهم ما تعلمته ،( أنى عرفت ربنا أكتر) ،
* النوم السليم فائدته يساعد المخ فى وظيفته دورته التى خلقها له الله ،فهو يعيد بناء نفسه ليل نهار ،و ليلا ينظم ترتيبه ،إحنا نبوظ 16 ساعة ،و ربنا يصلخ فى 8 ساعات الليل أثناء النوم ،يُعاد ترتيب المخ ،سبحان الله ،إحنا لما بنام بنقول : (بسمك اللهم وضعت جنبى و بك أرفعه ،اللهم إن قبضت روحى فأغفر لها ،و إن أرسلتها فأحفظها ،الحمد لله الذى أحيانى بعد أن أماتنى ،و إليه النشور ) كلمة أماتنى ليست مجازية ،إنما هى ترتيب للمخ ،مما أفسدته بعض عوامل النّهار ،دورات الكون مع دورات الإنسان فيتسق مع الطبيعة ،( جعلنا الليل لباساً ،و جعلنا النّهار معاشاً ).
(النوم الهادئ ،يعنى السليم ،فالإنسان يصالح نفسه ،و يصالح ربنا ،ويصالح دوائره الطبيعية ،سألت مريض ،بعيداً عن الوعظ : مش ربنا خلقك ؟ آه ،يبقى ربنا بيحبك !! آه ،طب فين ؟ ورينى ؟ ليه مش باين على وشك ليه ؟ إفردها ،طالما عرفت إنه بيحبك ،حبه أنت بقى ،رضى الله عنهم ،فرضوا عنه ، معظمنا يعرف ذلك ، لكنه وعى يخاطب وعى ، ليس مجرد كلمات ) ،( ممكن عيان تانى يقول لى إنت هتعالجنى ،و لا هتوعظنى ؟ فاختار الوقت المناسب ، والشخص المناسب ) ،اللغة ليست مكلمة ،هى وعى ( إحساس ،وفهم ) ،و أخطر المشاكل الإغتراب : الإغتراب ساد العالم ،إغتراب العصر ،إن لكل شئ إجابة ،و ده يسبب أكثر الأمراض ، ومن يجد من (يسمع ،ويتأمل،و يرعى) فهو علاج . * أنا تعلمت أن :كل إنسان يكدح إلى وجه الله ،و يكدّ ،و يخطئ ،و يصيب ،كل شئ قابل للمراجعة ،كن متجدّد دائماً ،هذا أهم ما تعلمته من الحياة ،حتى علاقتنا بالله ،هى حوار ،طول الوقت تقرب ،و تبعد ،و ترجع ،فالنضج هو الأهم ،قد ترى أن الخسارة تطلع نعمة ،و ستر ،المكسب يطلع خسارة ) ، لا أعيش أحلام اليقظة حتى لا أصاب بالإحباط ،لكنى أضع أهداف ، و أعمل على تحقيقها بإبداع . ولابد الإنسان أن يراجع نفسه دائماً ، فأنا يوما وقعت بأنى شعرت أنى ما حصلتش ،و كأنى أحسن واحد فى عالم ، فبصّرنى ربّى ،بأنى عادى جدا ،وهناك ملايين منى ،( فنحن نولد بيعطونا حقن تعصّب ، طب تعصّب ليه ؟ ده مجرد نفهم الفروق الفردية بين البشر ،تجعلك تفهم ،و تفوق ،و تعرف مكانك ،سبحانه الحَكَم ،له الحُكم ،الخالق الرحمن الرحيم .) ،و أملئ الوقت بما هو أحقّ بالوقت ،فالوقت ثروة لا مثيل لها ،أنا بحب أقرا ،و أكتب ،وأعوم ،و ألعب مع الأولاد ،وأصلى ،و ربنا يديم عليكم الصحة ،و الصحصحة ، هل إنبسطت فى حياتك ؟ الحمد لله ،العمل والوقت ،والرضا ،تلك هى السعادة حسن الختام ) هذه كانت آخر كلماته فى لقاؤه بالبرنامج ،الذى أذيع من سنة تقريباً ،أدعوكم لمشاهدته ( ديحى الرخاوى مع محمود سعد ) ، لتشعروا بإحساس الكلمات ،و المعانى ،و المشاعر ،و التواضع ،والتفاؤل ،والحب ،والعلم ،فنترحم عليه ونسألكم الدعاء ،وخالص التعازى للأسرة الكريمة : د/ منى الرخاوى ،د / محمد الرخاوى، د/مى الرخاوى، د/ مصطفى الرخاوى ، د/ هنا الرخاوى ،تعازينا ،و دعواتنا ، رحمة الله عليك يا دكتور يحى ،ربنا أغفر لى و لوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ،وداعاً الطيب ،الحبيب ،الخلوق ،الأب الروحى للتواضع ،والحب ،والعلم ،الأب الروحى للإنسانية ،اللهم أغفر له بمغفرتك ،وأرحمه برحمتك ،و أسكنه فسيح جناتك ،الفردوس الأعلى من الجنة ،و أمواتنا ،وأمواتكم أجمعين ،وأرزقنا حسن الخاتمة اللهم آمين يا رب العالمين.
* فى بدء حياتى حضرت ندوة أدبية بقاعة الإجتماعات مع الأديب المفكر المتواضع “الأب الروحى للإنسانية” الأستاذ الدكتور يحى الرخاوى ،وأعجبت به ،و تفكيره الغزير،و فلسفاته الراقية ،و لكن أشد ما لفت إنتباهى تواضع هذا العالم ،و بساطته ،و صدق مشاعره ،و وضوح كلماته ،مما دفعنى بعد إنتهاء الندوة ،أن أعرض عليه ،وأطلب منه أن أعمل معهم بمستشفى دار المقطم للصحة النفسية ،بالعلاقات العامة ،أو أى وظيفة ،و بعد دقائق فوجئت بالرد ،تعالى بكرة ،ذهبت باكر ،لمقابلة الدكتور يحى ،و الدكتورة مى الرخاوى ،بنهاية اللقاء ،فوجئت بعدها فوجئت باستلام العمل فى نفس اليوم ،و إحدى الأيام ،تم تكليفى مع زميلى بتنظيم الحفلة الفنية للنزلاء ،و أسرهم ،والأطباء ،و قمت بالترتيب المسبق بأسبوع ، مع مطرب و فرقته ،على بروجرام كامل ،على مستوى عالى بفقرات فنية متنوعة ،و كوميدية ،و دفعوا نصف الأجر المتفق عليه للمطرب ،و المصوّر ،و عند اليوم المحدد ،تأخر المطرب و فرقته ،والكل فى الإنتظار رئيس مجلس الإدارة أ.د/ يحى الرخاوى ،الإدارة ،والنزلاء ،والأطباء ،و الوقت يمر قاتلا ،و العيون كلها مصوّبة تجاهى ،و حضر المطرب متأخراً عن موعده ،ومعه بعض فرقته ، فتقدم إلىّ الدكتور يحى الرخاوى ،و قال لى حازم ؟ نبتدى الحفلة بالموجودين ، فبدأت الحفلة ،و شارك فيها كأب بين أولاده يتحرك بين مرضاه كأنهم أبناؤه ،لا تفرقهم عن بعض ،و حتى انتهت الحفلة لم يحضر باقى الفنانين المتفق معهم ،وقال زميلى مدير الشئون الإدارية أ. شحاته الشرقاوى ،لن ندفع باقى الإتفاق جزاء التأخير وغياب باقى الفقرات ،و تأزم الموقف ،فأرسل لى الدكتور يحى ، و بدأت بالإعتذار ،و شرح ما حدث ، فطلب من مدير الشئون الإدارية بدفع باقى الإتفاق للفرقة ،و ألتفت لى بنظرة ” أب “حازمة ،لكنها حنونة ،لا شراسة فيها و لا غضب ،أو تنمّر ،(الكثير من الناس يفعل ذلك لحد الكراهية لمجرد يختلف مع رأى بمقال ؟و يحدث ذلك كثيرا؟ الإختلاف نفور ) ،و قال لابد أن نتعلم دائما ،فكررت إعتذارى ،فقال :أقول لك لتتعلم من المواقف ،لا لتعتذر ،و نصحنى بأن أتغير ،و أجدد دائما لأن الحياة مليئة بأشخاص متنوعة كأنواع الطيور ،منهم ، العصافير ،ومنهم الصقور ،و منهم الحيّات ،و الأخير أخطرهم ،
*و أنت يا “حازم” رومانسى النظرة ،و هذا خطر فى غير مكانه ،و أنت تراها دائماً هكذا ؟ لديك صراحة ،و أمانة ،لكن لكل مقام مقال ،لأن الحياة ليست أرض خصبة دائما ،فيها خضرة ،و صحرا ،و جبال . إلى رحمة الله بإذن الله.

 

التعليقات مغلقة.