مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. عبدالرازق الكومي : يكتب الفخر بين الانتماء العام والخاص

2

  لا شك ان الانتماء حاجة نفسية و ضرورة وطنية من ضروريات الحياة السياسية  والواقع المجتمعى ، وهوأمر يستوعبه  التنوع الحضاري ، والثراء الفكري والارث الثقافى داخل المجتمعات المرنة والسوية، وثمة مستويان من الإنتماء:الاول هوما يمكن أن نطلق عليه الإنتماء العام حيث المصلحة الوطنية والأمن القومى والنظام العام للمؤسسات وركائزالوطن أرضاً وشعباً بحراً وسماء ، وهذا لا خلاف عليه، ولا مزايدة فيه وليس محل نقاش أو جدال ولا يحتمل الخلاف حوله أوالإختلاف فيه، وهذا الانتماء يسع الجميع، فهو يجمع ولا يفرق حيث الحلم الواحد والهم الواحد والمستقبل المشترك بين شركاء الوطن وطبقات المجتمع على تنوعها، فهوانتماء فطرى تجبل عليه النفوس السوية .

      وهناك الإنتماء الخاص الذي لا يتعارض معه، وهوالذي يسع الجميع الاختلاف حوله، بل حق للجميع أن يختفوا فيه، وكل يؤخذ من كلامه ويترك، فليس بين الناس معصوم، وهو مناط الاجتهاد واعمال الفكر والعقل، وحق لكل انسان ان ينتمى الى حلمه الخاص، وفكره الخاص وفريقه الرياضي الذي يعشقه، بل والفرقة الموسيقية التى يطرب لها وتأسر وجدانه الحانها وايقاعاتها التى ربما يرفضها الكثيرين من حوله، ومن باب أولى …حزبه السياسي الذي يقتنع به فكراً وبرنامجاً وغاية ووسيله.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : نحن بحاجة للحب

خلل التوازن التربوي يؤدي لفساد الابناء

     وهذا الانتماء الخاص مبنى على اختيار النفس والتقييم الشخصي والمفاضلة الذاتية للاسباب والمآلات ، وهو حق مكفول للجميع، كما للجميع الحق فى اعلانه والتعبير عنه متى شاء وكيفما يشاء، دون حجر أو وصاية فالإنتماءات متباينة والقناعات مختلفة، وعلى الجميع احترام ذلك، ويضاف الى الحق فى اعلان الانتماء، الحق ايضاً فى الفخربه والرضي عنه دون حجر او وصاية من اصحاب الإنتماءات الأخرى والرؤي المتباينة، ومن حق الكيانات المختلفة أن تقيس هذا النوع من الارتباط الداخلى داخل تشكيلاتها، وجاهزيتها للتفاعل المجتمعى والتعامل مع وسائل التواصل الحديثة وقياس الانتشار والتأثير فى مواقع الميديا باعتباره شأناً داخلياً وتنظيمياً يخص هذه الكيانات، وقد كان من ذلك الشان ما قام به كوادر واعضاء حزب مستقبل وطن بتدشين حملة بوسم (#أنامستقبلوطن_وافتخر)والتى غزت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير وملحوظ فى تجربة حزبية تنظيمة تخص الحزب واعضائه المنتمين اليه، وقد أذهلنى ردود الفعل التى هاجمت الحملة باعتبارها نوع من العصبية، وصدمنى أن سمعت ذلك ممن احترم فكرهم واجل قلمهم وانحنى احتراماً لكتاباتهم، متحاملين على كيان سياسيى يخاطب كوادره والمنتمين اليه باعلان انتمائهم لهذا الكيان الذي ربما يقيس من وراء ذلك مدى انتشاره فى وقت ما لأمر يخصه، وهو الحزب الأكثر وجوداً على الأرض، والاقوى تنظيماً فى الحياة السياسية، بل ان الفاعليات المجتمعية التى نراها فى الشارع يعترف الجميع انها تكاد تقتصر على هذا الحزب الى حد كبير، فى حالة من الغياب الملحوظ، والصمت المسموع من باقى الكيانات الأحزاب السياسية الأخرى، فما الضير فى أن افتخر باختياري لحزب سياسي ارى فيه وسيلة لتحسين حياة الناس وزيادة جودتها ، وتخفيف اعبائهم على قدر الطاقة و الامكانيات المتاحة.

خلاصة قولى ان الانتماء الخاص لا يتعارض مع الانتماء العام ولا يرسخ لتعصب مجتعى بل ربما يؤدى الى حيوية مجتمعية ومنافسة سياسية الجميع يدعوا اليها للصالح العام والمصلحة الوطنية .

(#أنامستقبلوطن_وافتخر) د. عبدالرازق الكومي أمين التدريب والتثقيف محافظة الغربية

التعليقات مغلقة.