مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. أسامة الطواب يكتب الرحلة

46

بقلم د. أسامة الطواب

الحياة رحلة قصيرة مهما طالت، تلك الرحلة لها نهاية محتومة ومعلومة لنا جميعاَ ألا وهي الموت. ما هو الموت؟؟؟ هل جال هذا التساؤل يوماً بخاطرك ؟؟؟ وهل وجدت له إجابة ؟؟؟ فهيا بنا نطلق العنان لعقولنا كي نفكر ونتدبر في حقيقة الموت محاولين الإجابة علي هذا التساؤل.

ألا تري معي يا سيدي أن الموت هو بداية الحياة الحقيقية وليس نهايتها، نعم فهو بداية رحلة بعد إنقضاء رحلة، فهو بداية لرحلة الروح إلي الخلود بعد إنقضاء رحلة الروح والجسد معاً في الحياة الدنيوية الفانية، لا تتعجب يا سيدي بل امض معي بعقلك وسوف تصل حتماً إلي هذه النتيجة،.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

فلو أردنا أن نجد تعريفاً مناسباً للموت فلابد أن نعلم أولاً أن الجسد ما هو إلا وعاء للروح وأن الروح هي المحرك للجسد فمن الروح يستمد الجسد القدرة علي القيام بجميع وظائفه الحيوية التي تمنحه الحياة، وأن الموت يأتي عندما يفقد الجسد صلاحيته لإحتواء الروح وحملها حينها تغادر الروح ذلك الجسد لكي تحيا في عالم أخر حياة أبدية خالدة ( الحياة الأخرة )، لكن يجب أن نعلم جيداً أن أرواحنا لن تنعم في عالم الخلود والبقاء إلا بما قدمته من أعمال صالحة في الحياة الدنيا.

لذا وجب علي كل منا أن يترك في حياته الدنيا أثراً طيباً حتي تنعم روحه في حياتها الأبدية الخالدة الباقية، واعلم ياسيدي أن قيمتك في الحياة إنما تتحدد بما تضيفه أنت للحياة من قيمة، فكن دوماً ذا قيمة واترك أثراً طيباً في حياة الأخرين من حولك في مدرستك وفي جامعتك وفي عملك وبين أهلك وجيرانك، كن يا سيدي كالشمعة التي تضئ الطريق للأخرين ولا يوقفها عن ذلك كونها تحترق، ولا تدخر جهداً أبداً في إسعاد غيرك وكن دوماً صاحب رسالة ولتكن رسالتك في الحياة أن ترسم البسمة علي وجوه البائسين وأن ترفع المعاناة عن كاهلهم، مد يد العون لكل محتاج .

ولاتبخل بما أعطاك الله من مال أو علم، واعلم أنك إذا أعطيت أدهشك الله بعطائه فكن دوماً مصدر فرح وسعادة في حياة الأخرين، اغرس شجرة الخير واسقها بماء المحبة والمودة لأنك سوف تحصد من جنس ما تزرع، فازرع خيراً تحصد خيراً فمن يزرع الثوم لا يمكن أبداً أن يجني الريحان.

اترك رد