مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خالد علم يكتب: هذا هو الإسلام في السماحة والاعتدال

24

اهتمّ ديننا الحنيف الإسلام بالحقوق الشّخصية والسماحة والصفح الجميل لأفراد المجتمع ودعا إلى التّعامل مع الآخر وقبوله بغض النظر عمّا يعتقده ويتبنّاه من الأفكار والقناعات، وليس ذلك فحسب بل نَهى عن كلّ ما كان من شأنه أن ينتهك أو يؤذي هذه الحقوق، ويظهر ذلك جليّا في منهج الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب لا سيما النصارى.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة، عندما جاء عمير بن وهب و كان أهل مكة يلقبونه بـ “شيطان قريش” في ذلك الوقت ، وأرسلته قريش فى غزوة بدر ليستطلع جيش المسلمين، حتى دارت المعركة وهزم المشركين، ووقع ابنه أسيرًا للمسلمين، حينها جلس مع صديقه صفوان بن أمية، واتفق هو وصاحبه على قتل النبى صلى الله عليه وسلم.

و انطلق عمير بن وهب متوشحًا سيفه عازم النيه إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وضع فيه السم، ورآه عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ما أدراك ما عمر رضى الله عنه الذى كان الشيطان يخاف منه كرامة له وخصوصية خصه بها الله سبحانه وتعالى دون غيره فقد تكاملت فى سيدنا عمر صفات الخير كله ولصدق لهجته فى الحق فلا يداهن ولا يدارى فكان يغتاظ منه الشيطان ويخافه كما ان سيدنا عمر كان يأخذ الحق بقوة فلا يلين به ولا يضعف ، فدخل الفاروق عمر رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم، يخبره بمقدم عمير، وهو يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يا رسول الله، إن عدو الله عمير جاء متوشحاً سيفه”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: “أدخله يا عمر”. 

فأدخله سيدنا عمر وهو يمسكه من حمالة سيفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتركه يا عمر”، وقال لعمير: “اقترب ماذا جاء بك؟”، فقال له عمير جئت من أجل ابنى الأسير الذى في أيديكم.

ولكن الحبيب محمد الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بما دار بينه وبين صفوان من حديث. وقال له: “لقد جئت لتقتلني يا عمير، وهذا كان اتفاقك مع صفوان على أن يسد دينك يرعى هو عيالك، ولكن يا عمير الله حائل بينك وبين ذلك”.

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب: أحلام ضائعة

هنا صاح عمير بن وهب وقال بعلو صوته: “أشهد إنك لرسول الله، إن ما حدثتني به لم يعرفه إلا أنا وهو فقط، وهذا معناه أن من أخبرك هو الله سبحانه، الحمد لله الذى هداني للإسلام”.

وأمر رسول الله بمن يعلمه أمور دينه، وإطلاق أسيره، وبعد ذلك حسن إسلام عمير بن وهب، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن له أن يدعو الناس فى مكة إلى دين الله الحق، فأذن له النبى صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم على يديه أناس كثيرون

يالله ..على سماحتك يا رسول نشهد يارسول الله انك قد اديت الأمانة ، وبلغت الرسالة ، ونصحت الامه ، وكشفت الغمه ،حتى اتاك اليقين.

فهل وَفيتُ حق الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لا، وألفُ لا، بل ولا قطرة في بحرِ حقّه وفضلِه، فبأبي أنت وأُمّي يا رسول الله

اللهم إنَّا قد أحببنا نبيك وأصحاب نبيك، فاللهم احشرنا في زمرتهم .

التعليقات مغلقة.