مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حياتنا بين الأُمّ و اليُتمْ.. بقلم حازم مهني

88

حقا و صدقاً ،ما أشدّ فقر الإنسان بدون والديه ،،،
في ذكري مولد الحبيب ، اليتيم ،صلي الله عليه وسلم ،،كل عام و أنتم بخير ، هذا اليوم كانت أمي وأبي رحمهما الله يجعلوه عيداً ،،رحم الله جميع الطيبين .
أمي ، أبي ،ما أشد فقري ،و ما أصعب إحتياجى دونك يا أمي ، أفتقر لدعواتكما ،أفتقر لابتسامة الصباح ،و المساء ،روحي تفتقر لأرواحكم ،
لأحاديثكم ،لحبكم لي ،لدعواتكم ،
لأسئلتكم أفرح لها ،و لا أتضجر ،منها ، أشتاق لإهتمامكم ،لمشورتك ، لنصحك ،لكل شئ ،أفتقر أن أري فرحة عيونكم ،
و بهجة أرواحكم ،حين أفرحكم بأخباري و إنجازاتي البسيطة ،لكنها جميلة ، مفرحة ،عظيمة في عيونكم ،أني أنجزت يومي علي خير بالعمل ، أو باللعب ،أو أني أنهيت كتاباً قرأته ،أو أني شاهدت مثالاً رأيته ،في الحياة ،وجدته ،و أتصل لأخبرك يا أمي أني لم أخبرك بكل شئ ،ونسيت شئ ،لماذا لم تذكريني بهذا الشئ ؟فتعتذرى منّى ،ضاحكة سامحني ، فأستشعر بسمتك ،فإذا ضحكاتي تملأ السماء ،فرحاً ،و يمتلئ قلبي سعادة ،و تقبل روحي علي الحياة ،بكل ما فيها حلوها و مُرّها ،السَّهلُ منها ،و صعبها ،ولم يكن هناك صعب يوماً بوجودك ،بوجودك هانت كل الصعاب ،أصعبها كان منذ سنوات ،رحيل أبي ،فكنتي الأم ،و الأب ،لكنّي لم أعد أستطيع أفرغ كل هموم الدنيا مهما عظمت علي أعتابكم ،بين أيديكم ،عند أول نظرة حانية ،و همسة هادئة من أعماق القلب و الروح حين أسمع دعوة تبدأ بكلمة “يا إبنى” ،
أفتقر لكل شئ ،مهما أغتنيت ،و مهما إمتلَكْتُ من أشياء ،الحياة بدونكما لا شئ ،فقير أنا بدونكما ،والحياة فقيرة جداً ،مهما أغتنيت ،أفتَقِرُ إلي لقائِكُم ،أمي ،و أبي ألقاكم علي خير ،ربِّ إرحمهما كما ربياني صغيرا ،سبحان ربي علاّم الغيوب ،الغفور ،الكريم، الرحمن الرحيم ،إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا ،ربّي أنا لست أهلاً للدّعاء ،بما تُثقِلُني خطايا ذنوبي ،و عيوبي ،تسترني سرّاً ،و تكرمني جهراً ،و أعودُ ضعفاً فتَقبَلُني ،سبحانك أهل العفو ،و الكرم ،و المغفرة ،والرحمة ،
ربنا أغفر لي و لوالدي و للمؤمنين يوم يقوم الحساب آمين يارب العالمين ،يا مُقَلِّب القلوب ،ثَبِّت قلبى على دينك، و صرف قلبي لطاعتك، و أصلِح أحوالنا لأحسن حال يا رب العالمين آمين. حياتنا بين الأُمّ و اليُتمْ بقلم حازم مهني.

التعليقات مغلقة.