مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جرام شاورما… 

39

جرام شاورما…

بقلم – ياسمين سالم:

كل شيئاً كان طبيعى الماره “يتمخترون بالشوارع” كخيل الحكومه رغم اننا في ساعات الصباح الباكر، رائحة الفول والطعميه تداعب انوف الموظفين فيصطفون امام المطاعم في خطوطٍ متعرجه  للتحايل على البائع ب”صنعة لطافة” بأن لهم الأسبقيه في الحضور تتلقف الأيادى “قراطيس الأقراص المتسمسمه المحشوه” ومن ثم تتفرق الوجوه وتتلاشى بين ادخنة السيارات يميناً ويساراً فبلاد الله لخلق الله.

اسقطت نظارتى الشمسية من اعلى رأسي لتستقر علي جذر انفي ثم مضيت بسيارتى إلى العمل فعلي اليوم إنجاز الكثير قبل الذهاب لجولتى الأسبوعية للتسوق فالأمس قد كتبت كل النواقص التي نفذت من المنزل وعلي إحضارها قبل ان  تودعنا “شمس النهار”

احضرت كوب الشاي كما تعرفوننى، وجلست اتصفح منصات “السوشيال ميديا” لبضع دقائق قبل ان انغمس بواجباتى، لم يلفت انتباهى مطلقاً ما تداولته الأخبار الأيام الماضية بخصوص ارتفاع “الدولار” فانا من انصار مقولة “كله بيجى برزقه” .

كل هذا كان عادياً إلى ان التقطت اذناى كلمة واحدة فقط من كل المعاجم والمعانى والقواميس التى قيلت هذه الفتره عن ذلك الموضوع الذي شغل كل فئات واطياف وشعوب العالم الا “انا” تقريباً وهى كلمة “شاورما” ومع تكرار جملة “كل حاجه هتغلى” مع نهاية كل حرف كانوا يقولونه كالحوار الذى دار بين زميلي وزميلتى بالمكتب

هو:انا وديت البنات النهارده الحضانه ثم يتذكر ارتفاع الدولار فيقول والحضانه هتغلي

هى:وحضرتلهم اللانش بوكس فتتذكر! فتقول الفينو هيغلي.

هو:مش مهم الفينو المهم الحشو …..الحشو هيغلى.

هى:مالها سنانك …..يانهاريييي المعجون هيغلى.

وهكذا إلى ان رنت كلمة “شاورما” بعقلي فتفتت فكري وتشتت فؤادي.

و امسكت بهاتفي بلا وعي واتصلت  بمطعمى المفضل “شاورما المعلم ابو مازن السوري الأصلى”

-ألو.

قد يهمك ايضاً:

العمدة سليمان غانم…مالاتعرفه عن الراحل الفنان صلاح…

-صباح الخير يا فندم اتفضلي مع حضرتك.

-بعد اذنك اخبار الشاورما ايه آاااقصدي سعر ساندوتش شاورما اللحمه الفرنساوي بكام.

-لحظات يا فندم معايا .. يا محمد شوفلنا كده الدولار وصل لكام يابنى .. ممممممم ايوة يا أستاذه حضرتك لحد الآن. الشاندوتش عامل 48 جنيه.

-طب الحمدلله قولتلكوا الدنيا لسه بخير.

-لحظات معلش يا فندم بقت ب 50جنيه.

-مممممم برضو مبعدناش أوي.

-انا بعتذر والله يا أستاذه وصلت ل 54.

-54 ازاى يعنى.

-أقول لحضرتك يافندم سعر الشاورما متغير على مدار اليوم.

-يعني الجرام هيبقي بكام تقريباً!!

-دي بقي مقدرش احددها لحضرتك خالص.

اغلقت سماعة الهاتف فوراً واتجهت بسرعة الى مطبخ الشركة ولملمت منه جميع الأطباق الكبيره والعلب الكبيرة أيضاً

ودون ان التفت خلفي تدحرجت على سلم المبني كلعبة “يويو” وركبت سيارتى لاجد نفسي خلال دقائق امام المطعم، فسالته وانا التقط انفاسي “الشاورما بكام دلوقتي” فرد ب 56 يا فندم فقلت له “طب املالي دول بسرعة وكترلى طحينه من فضلك.

التعليقات مغلقة.