مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جراحة إدارية لأجهزة العلاقات العامة

12

بقلم – الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى 

مصارحة
يجب أن نصارح أنفسنا بأن أجهزة العلاقات العامة لا تمارس الشكل المرجو منها طبقا للنظريات العالمية المقدمة ممن أسسوا وأصلوا هذا العلم .
وللتأكد من ذلك تعالوا بنا نعرف ماذا تعنى العلاقات العامة .
معنى العلاقات العامة هى “الأنشطة المخططة لزراعة الثقة عند الجمهور تجاه المؤسسة ، وتغذية الثقة بالصراحة لتثمر الإخلاص عن المنافسة والوفاء عند النوازل والكوارث والازمات، وتقييم هذه الانشطة كل فترة لضمان إستمرارية الثقة ” .وهذا طبقا لأحدث تعريف توصلت له فى بحثى فى هذا المجال .

قد يهمك ايضاً:

سد النهضة الإثيوبي..من المنبع إلي المصب ؟! 

أهمية اقامة سد في محافظة ميسان جنوب العراق

ولهذا كان لزاما علينا بعد ان اطلعنا الله على هذا العلم ،من خلال بحثى فى رسالة الدكتوراة ، أن ننصح فى الله من اجل نهضة بلادنا وأوطاننا .
للأسف الشديد أجهزة العلاقات العامة أو إن شئت فقل إدارات العلاقات العامة فى كثير من المؤسسات ، قل حجمها أو كبر ، لا يتعدى دورها عن الإهتمام بالمراسم ، ونسيت الدور الرئيسى المنوط بها ، وهى أنها جهاز الأمن الوقائى للمؤسسة التى تعمل تحت سقفها .
لذلك وحتى نعالج هذه الأمور التى لا يرضى عنها كل صاحب بصيرة وقادة ، لابد من التدخل الجراحى ، لهذا سميت هذه الدراسة بجراحة إدارية لأجهزة العلاقات العامة . وهى الفصل الأخير فى رسالة الدكتوراة الخاصة بى والتى هى خلاصة دراسة ثمانى سنوات فى مجال العلاقات العامة والمقدمة لجامعة بوسطن الأمريكية لنيل درجة الدكتوراة فى العلاقات العامة هذا العام .
وكأى عملية جراحية لابد لها من تجهيز ، والتجهيز هنا يتمثل فى ضرورة مصارحة أجهزة العلاقات العامة نفسها :هل هى راضية عن الدور الذى تقوم به ؟
إذ ان التغيير والجراحة لن تفيد إذا لم تبدأ من الداخل .
والسؤال الثانى لأصحاب المؤسسات ، ما الدور الذى تريدون من العلاقات العامة أن تلعبه ؟ هل هو الدور الإحترافى الحقيقى ؟ أم التقليدى الرسمى الذى نشا فيه الصغير وشاب فيه الكبير .
وبعد هذه الخطوة والتى تسمى بالمصارحة ، نبدأ بإذن الله مراحل العملية .
التدخل الجراحى
وسوف تتم عملية التدخل الجراحى من خلال الخطوات التالية :
1- أولا يجب تغيير الإسم من “إدارة” ل “جهاز” العلاقات العامة، قد يندهش البعض من كلمة (جهاز) العلاقات العامة ، لأننا أعتدنا فى مجتمعاتنا الشرقية على كلمة إدارة العلاقات العامة ، وهذه من وجهة نظرى الشخصية والبحثية طامة كبرى مقصودة حتى لا تستطيع العلاقات العامة أن تعمل بكفاءة فى المجتمعات الشرقية .
أتدرى لماذا ؟
لأننا بإختصار متى تعاملنا مع العلاقات العامة على أنها إدارة فلن نجنى منها إلا الروتين المتبع فى البلاد العربية والذى يدعو إلى الرتابة وكان سببا فى وأد كثير من الإبداعات .
وإسمحوا لى أن أشرح بشئ من التفصيل ما يؤكد وجهة نظرى البحثية هذه .
بالرجوع للمعجم والبحث عن كلمة الجهاز وجدت معناه ” طائفة من الناس تؤدى عملا دقيقا ”  راجع معجم المعانى الجامع فى معنى كلمة جهاز .
وهى أيضا من الجاهزية والتى تعنى الإستعداد .
وأيضا من أجهز عليه ،،أى قضى عليه .
والجهاز فى الحيوان : ما يؤدى من أعضائه غرضا حيويا خاصا .
والسؤال المُلح الأن هو: أليست كل هذه المعانى السابقة مطلوبة للعلاقات العامة ؟
والإجابة عليه نعم وبكل تأكيد ، إن العلاقات العامة مطلوب منها الأمور التالية :
1- الجاهزية الدائمة والبقاء على أهبة الإستعداد .
2- الإجهاز على الشائعات والأعداء الذين يخططون لإلحاق الضرربالمؤسسة وسمعتها .
3- وأن يكون فريق العمل بالعلاقات العامة على قدر المسئولية بالأعمال الدقيقة التى يقومون بها .
4- وأخيرا أن يكون فريق العمل بالعلاقات العامة على علم بأنهم يؤدون غرضا حيويا خاصا لجسم المؤسسة .
5- التدخل السريع وعدم الإنصياع للمعوقات الإدارية حتى وإن كانت تعد خطأ إدارى ، لأن الأمر قد يكون فيه خسائر فادحة إذا ما تم التعامل مع الحدث من قبل جهاز العلاقات العامة وفق اللائحة الإدارية التى تنظم عمل المؤسسة .
على سبيل المثال : عند حدوث حريق فى مؤسسة وإكتشاف ضرر يتم التخطيط له ، لو قام جهاز العلاقات العامة أو أحد أعضاءه بإتباع الروتين الإدارى المتبع فى الأوقات العادية ، لكانت الخسائر فادحة والأضرار جسيمة .

ونخلُص مما سبق أنه أن الأوان أن نكشف الغطاء الإدارى عن جهاز العلاقات العامة فى المؤسسات ، ونتعامل معها ونخبرها بأنها جهاز العلاقات العامة ، وليست إدارة عادية ، إنها جهاز لأنها  تتبع الجهة السيادية فى المكان الذى تعمل به .
إنها جهاز يشرف على باقى المنظومة الإدارية فى المؤسسة لأنها مسئول عن أمانة الحفاظ على بقاء وإستمرارية المؤسسة، ولعل الله قدر لى التخصص فى هذا المجال لأكون أول قطرة فى سيل التصحيح الذى أراه قريبا بإذ ن الله ، سيل تصحيح المسار الحقيقى للعلاقات العامة فى أمتنا العربية وعلى رأسها وطنى الحبيب مصر .
وعندى سؤال أتمنى منكم أن تجيبوا عليه وتحتفظوا بالإجابة لأنفسكم .
السؤال هو : لماذا هذه الجهات تطلق عليها هذه المسميات ؟
1- جهاز المخابرات العامة     2- الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء
3- جهاز دعم وإتخاذ القرار    4- الجهاز المركزى للمحاسبات
2- موقع جهاز العلاقات العامة يكون فى مستوى الإدارة العليا وتمتلك نفس الصلاحيات وتشارك فى صنع السياسة العامة للمؤسسة حتى تستطيع القيام بواجباتها على اكمل وجه ، وهذا يستدعى من أصحاب المؤسسات أن يحسنوا إختيار فريق جهاز العلاقات العامة  ، وذلك ما أكده إدوارد ربنسون رئيس قسم البحوث بمعهد العلاقات العامة الأمريكى .
3- يجب فصل التسويق عن العلاقات العامة ، لأن هناك عوامل مشتركة وتشابه ولكن جهاز العلاقات العامة أخطر من التسويق ، لأن التسويق يقوم بترويج سلعة ، أما جهاز العلاقات العامة فهو يروج سمعة المؤسسة بأكملها ، وأكد على ذلك الكثير من علماء الإدارة ، بل إن التسويق يخضع للعلاقات العامة وأنشطتها من ناحية متابعة مهام أفراده الذين يتعاملون مع جمهور المؤسسة ، فقد يتسبب أحدهم فى مشكلة مع الجمهور ، تحتاج وقتا لعلاجها وكسب الجمهور مرة أخرى من قبل أجهزة العلاقات العامة .
6- هناك إتصال أحادى ، مثل الإعلام ، ويقولون أن العلاقات العامة إتصال مزدوج أو ثنائى ، أما أنا فأقول أنها إتصال ثلاثى العمليات ، ولذلك أبتكرت قاعدة
SRS process
ولشرحها يجب أولا أن نعلم أن الإعلام قائم على SEND   فقط .
ويقولون أن العلاقات العامة قائمة على SEND – RECEIVE
بمعنى انها قائمة على إرسال الرسالة للجمهور وتلقى الإستجابة منه .
أما القاعدة التى أبتكرتها فهى تقوم على إرسال- إستقبال – إرسال مرة أخرى إما للتأكيد وإما للتصحيح .
يعنى نعيد الرسالة مرة أخرى للجمهور مؤكدين له أن ما فهمه من رسالتنا هو المقصود ، أو نوضح له أن هناك خطأ ولبس ونقوم بالتصحيح والأرسال .
7- كعب داير : أقترح أن يقضى من يتم ترشيحه للعمل بجهاز العلاقات العامة ، أن يمر على جميع وحدات المؤسسة ، يقوم بوظيفة تتناسب مع إمكانياته فى مدة تدريبية لا تزيد عن ثلاثة أشهر ، بمعنى أنه لا يوجد مكان بالمؤسسة التى يعمل بها ، لم يقضى فيه ولو يوما واحدا ، فإن هذا سيكون عظيم الأثر .
ولنا فى حديث النبى الأسوة الحسنة : ما نبى بعثه الله إلا ورعى الغنم .
8- قاعدة HOT LINE  :
وهذه القاعدة أبتكرنها  لحث فريق العمل داخل جهاز العلاقات العامة أن يكون بينهم خط إتصال ساخن ، فلا يليق ان يتصل أحدهم بالأخر ولا يجيبه ، فلا تدرى لعل إتصاله يحمل وراءه أمرا هاما للمؤسسة او لجهاز العلاقات العامة ، ويتم معاقبة من يثبت فى حقه عدم الرد على زملائه ثلاث مرات متتاليات ، بمعنى من لم يرد على ثلاثة من زملائه ، يعاقب ما لم يكن هناك عذر مقبول .
وهذه القاعدة أقصد منها
High    Organized Team Lead Investment to a New Era.
وأخيرا وليس بأخر أتمنى أن تكون دراستى هذه قد اضاءت الطريق لمن بعدى لعمل تصحيح المسار الإدارى فى أمتنا العربية .

 

 

 

اترك رد