مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تشرنوبيل كارثة نووية صناعة بشرية

4

بقلم – الدكتور على عبد النبى:

 

بحلول شهر أبريل من كل عام، أتذكر كارثة من الكوارث التي حلت على البشرية، كارثة عايشناها وعايشها العالم أجمع، أصابنا الخوف والرعب لحظة وقوعها، وتابعنا أحداثها لحظة بلحظة، خوفا على مشروعنا النووي، فقد كان بين أيدينا نتائج التحليل القانوني والفني والمالي لمناقصة عام 1983، وكنا نتمنى أن لا يعكر صفو مجهود نجاحنا في إتمام هذه المناقصة العالمية والفريدة من نوعها على مستوى العالم حتى الآن أي شائبة، وكنا ننتظر أن تعلن القيادة السياسية من الفائز بهذه المناقصة، لكن “تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن”، ففي صباح اليوم المقرر أن يعلن فيه اسم الدولة الفائزة بالمناقصة وهى “ألمانيا”، حدث ما لا يمكن توقعه، فقد وقعت كارثة بمعنى الكلمة “كارثة تشرنوبيل”. وكان لزامنا علينا ونحن أعضاء لجنة الإعلام النووي بهيئة المحطات النووية أن نهتم اهتماماً غير عادى بهذه الكارثة ومتابعة أحداثها لحظة بلحظة، وكنا نعانى في الحصول على المعلومات وذلك لعدم وجود تكنولوجيا النت في ذلك الوقت.

صادف 26 أبريل الذكرى 33 لكارثة تشرنوبيل، التي وقعت في شمال أوكرانيا في ذروة الحرب الباردة، عندما كان العالم مرعوباً من احتمال نهاية العالم بالنووي. كانت كارثة تشرنوبيل حدثاً فريداً وحادثاً وحيداً في تاريخ الطاقة النووية لتوليد الكهرباء. في صباح يوم السبت 26 أبريل 1986 وفي تمام الساعة 1:24، وقعت أكبر كارثة نووية عرفها العالم “كارثة تشرنوبيل”.

محطة تشرنوبيل النووية تتكون من 4 مفاعلات نووية من نوع RBMK، وهو صناعة روسية قدرة المفاعل 1000 ميجاوات، والمحطة تقع داخل الأراضى الأوكرانية، والتي كانت ضمن دول الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت. هذا النوع من المفاعلات يستخدم “الجرافيت” مهدئ للنيترونات السريعة، والمنطلقة من التفاعل النووي المتسلسل داخل قلب المفاعل، تهدئة النيترونات لكى تستطيع شطر ذرة يورانيوم 235. ووجود الجرافيت مهدئ للنيترونات أدى إلى تفاقم الحادثة. لكن الغالبية العظمى من المفاعلات النووية على مستوى العالم، لا تستخدم الجرافيت ولكن تستخدم الماء الخفيف مهدئ للنيترونات. ولعدم أكسدة كتل الجرافيت يتم تمرير مزيج من النيتروجين والهيليوم بين كتل الجرافيت، وهذا بدوره يحسن من كفاءة الانتقال الحرارى. ومن خصائص هذا المفاعل أن التفاعلية في قلب المفاعل يمكنها أن تزداد مع زيادة فقاعات البخار (“فراغات”) في مياه التبريد في قنوات الوقود، وهذا ما حدث أثناء حدوث الكارثة، فقد أدت عدة عوامل ومن بينها مستوى طاقة المفاعل ومعامل الفراغ الإيجابي، إلى زيادة التفاعلية في قلب المفاعل وزيادة طاقة المفاعل بدرجة كبيرة بحيث أصبح من الصعب السيطرة على المفاعل.

الكارثة حدثت في المفاعل رقم 4 (بداية إنشائه عام 1977 وبداية تشغيله 1984)، وقد تدمر قلب هذا المفاعل جراء الحادثة المذكورة. إلا أن المفاعلات النووية الثلاث الأخرى في الموقع، ظلت تعمل لعدة سنوات بعد وقوع الكارثة، وهذا يعطى مؤشراً إيجابياً، فقد ظل 3000 شخص يذهبون للعمل في محطة تشرنوبيل كل يوم، لتشغيل 3 مفاعلات، وليس لديهم أي مشكلة مع الآثار الصحية أو الإشعاعية. فقد ظل المفاعل الأول يعمل حتى 30 نوفمبر 1996، والمفاعل الثانى ظل يعمل حتى 11 أكتوبر 1991، والمفاعل الثالث ظل يعمل حتى 15 ديسمبر 2000. هذا النوع من المفاعلات يعتبر من المفاعلات المشهود لها بالكفاءة، وحتى الأن يوجد 13 مفاعل لتوليد الكهرباء في الخدمة، في مواقع مختلفة داخل روسيا الاتحادية.

يرجع سبب الكارثة إلى العامل البشرى، ويرجع سبب تفاقمها إلى وجود مادة الجرافيت داخل قلب المفاعل، وكذا إلى عدم وجود وعاء احتواء للجزيرة النووية بالمعنى الهندسي والمتعارف عليه في منظومة الأمان النووي. ويقولون إن هذا يؤكد أنه كان نتيجة مباشرة لعزلة الحرب الباردة التي فرضها الغرب بقيادة أمريكا على الاتحاد السوفييتى، وما نتج عنها من نقص في ثقافة الأمان النووي لدى صناعة المحطات النووية في روسيا، لكن هذه الكارثة أدت إلى تغييرات كبيرة في ثقافة الأمان النووى في صناعة المحطات النووية الروسية. ولا ننسى ما صرح به الرئيس الروسى السابق “جورباتشوف”: من ان كارثة تشرنوبيل كانت عاملاً أكثر أهمية في سقوط الاتحاد السوفيتي مقارنة ببيرسترويكا – برنامجه للإصلاح الليبرالي.

العامل البشرى كان العامل الرئيسى في حدوث الكارثة، ولولا التدخل البشرى لظل المفاعل يعمل حتى الآن، ولظل موقع تشرنوبيل النووي والذى يضم 4 مفاعلات نووية داخل الأراضى الأوكرانية يعمل حتى الآن. ونذكّر مرة أخرى، أن هناك 13 مفاعل نووي من نفس النوع داخل الأراضى الروسية تعمل حتى الآن. فقد أسفرت تجربة فاشلة قام بها عمال المناوبة الليلية الذين كانوا شباباً لا يملكون خبرة كبيرة أدى إلى انفجار دمر قلب المفاعل وإلى حدوث الكارثة. وأعقب الانفجار انطلاق موجات من المواد والغازات المشعة في الهواء، وكذا أدى إلى اشتعال حريق استمر عشرة أيام. ترك انفجار تشرنوبيل بصماته على التاريخ باعتباره واحداً من أسوأ الكوارث النووية على الإطلاق.

المفاعلات النووية والمتاحة حاليا تعمل لفترة من سنة إلى سنتين، ثم يتم إيقافها لفترة تقل عن الشهر، وذلك بغرض تبديل جزء من الوقود النووي المحترق، وإجراء الصيانة لبعض اجزاء في المحطة. وأثناء تشغيل المحطة، تغذى الأحمال الداخلية للمحطة من الكهرباء المنتجة من المحطة، ومن بين هذه الأحمال طلمبات التبريد الرئيسية، وهى المسئولة عن تبريد الوقود النووى. وفى حالة انقطاع الكهرباء، يتم تشغيل وحدة ديزل الطوارئ لتغذية طلمبات التبريد الرئيسية مع بعض الأحمال الداخلية. وعملية تحضير وحدة الديزل للتشغيل تأخذ فترة زمنية تقل عن دقيقة. السؤال: هل بالإمكان الاستفادة من الفترة التي يستغرقها المفاعل حتى يتوقف في توليد كهرباء، وهل التوربينات المتباطئة في السرعة يمكنها توفير طاقة كهربائية تكفى لتشغيل طلمبات التبريد الرئيسية ولفترة أقل من دقيقة ؟. الإجابة كانت في التجربة التي أرادوا إجراءها أثناء فترة إيقاف المفاعل. هذه التجربة تمت في العام السابق، لكن الطاقة الكهربائية التى تم الحصول عليها من تباطؤ سرعة التوربينة لم تستمر وتلاشت بسرعة. وفى عام الكارثة تقرر إجراء التجربة مع استخدام منظم جهد جديد تم تطويره.

طالما أن هذه التجربة تتعلق بالجزء التقليدي (غير النووي) من المحطة، فكان لابد من التنسيق مع الفريق المسؤول عن أمان المفاعل النووي، بالإضافة إلى أنهم قاموا بإيقاف تشغيل نظام تبريد قلب المفاعل في حالة الطوارئ، وهو يعكس موقفاً متساهلاً تجاه تنفيذ إجراءات الأمان.

بالنسبة لهذه التجربة، كان ينبغي تثبيت قدرة المفاعل عند حوالي 700 ميجاوات قبل الإيقاف، ولكن ربما بسبب خطأ ما في التشغيل، انخفضت قدرة المفاعل إلى حوالي 30 ميجاوات. بُذلت جهود لزيادة قدرة المفاعل إلى المستوى المخطط له، ولكنها فشلت بسبب تولد مادة الزينون داخل قلب المفاعل، وبسبب نقصان فى الفقاعات (الفراغات) في مياه التبريد وانخفاض في حرارة الجرافيت. وللتعويض تم سحب العديد من قضبان التحكم من داخل قلب المفاعل، بعد ذلك استقر المفاعل عند قدرة حوالي 200 ميجاوات، وتقرر إجراء التجربة على هذا المستوى من القدرة.

بدأت التجربة، وبدأت الطلمبات الأربعة تعمل بالكهرباء المتولدة نتيجة التوربينات المتباطئة في السرعة. لكن، بدأت قدرة المفاعل في الارتفاع وتجاوزت 530 ميجاوات، واستمرت في الارتفاع. ونتيجة ذلك تهشمت مجموعات من قنوات الوقود، مما أدى إلى زيادة توليد البخار، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة الطاقة بسبب معامل الفراغ الإيجابي الكبير، نتيجة زيادة “زيادة الفقاعات”، وارتفعت الحرارة بشكل كبير جداً، وهنا كانت بداية الكارثة، فقد أصبح المفاعل خارج السيطرة.

أدى تفاعل الوقود الساخن جداً مع ماء التبريد إلى تهشم العديد من قنوات الوقود، وإنتاج سريع وكثيف للبخار مع زيادة الضغط في قلب المفاعل. ونتيجة شدة وكثافه بخار الماء المتولد زاد الضغط بشدة جدا وحدث انفجار شديد وانفصل غطاء المفاعل والذى يزن 1000 طن، وهو من الفولاذ، وبالتالي تعطلت قضبان التحكم، والتي كانت في منتصف قلب المفاعل في ذلك الوقت. وتسبب الانفجار في إطلاق نواتج الانشطار النووي في الغلاف الجوي. وبعد ثانيتين، حدث انفجار ثانٍ، وسببه تولد الهيدروجين بشدة وبكثافة نتيجة تفاعل بخار الماء مع مادة الزركونيوم، وهى المادة المصنع منها أنابيب الوقود النووي، مما أدى إلى تطاير شظايا من قنوات الوقود والجرافيت الساخن في الجو.

تطاير 190 طن من مواد شديدة الإشعاعية في الغلاف الجوي – وقود نووي وجرافيت ومواد من مكونات المفاعل – وارتفع عمود من الدخان ومنتجات الانشطار المشع والحطام الخفيف من قلب المفاعل والمبنى إلى حوالي كيلومتر واحد في الهواء، وترسب الحطام الثقيل بالقرب من موقع المحطة. ثم بدأ اشتعال الحرائق نتيجة اشتعال الجرافيت، واشتعال النيران في ما تبقى من مبنى المفاعل، مما أدى إلى سحب من الدخان وبخار الماء والغبار.

فور وقوع الكارثة وصلت مجموعة أولى مكونة من 14 من رجال الإطفاء، ثم تم إحضار تعزيزات حتى وصل عددهم إلى 250 من رجال الإطفاء، وكانت هذه المجموعة هي التي تلقت أعلى درجات من الجرعات الإشعاعية. تدخلت فرق الإطفاء لإطفاء الحريق، وهى تجهل تسرب مواد خطيرة مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود. ونتج عن ذلك تعرضهم لجرعات شديدة من الإشعاع والذى تسبب في وفاة العديد منهم.

قد يهمك ايضاً:

تحليل سوات والحياة اليومية للمواطن

انور ابو الخير يكتب: لا شيء يستحق الحداد

لم تنجح محاولات حقن الماء في قلب المفاعل، والتي تم ضخها بمعدل 200-300 طن / ساعة، حيث اتجهت إلى أجزاء أخرى من الدائرة الابتدائية المدمرة، وعندما تبين أن هذا الماء يتدفق في اتجاه المفاعلين أرقام 1 و2، تم إيقاف حقن الماء بعد مرور حوالى 12 ساعة.

بعد يومين من بداية الحادثة، بدأت عملية ضخمة لإدارة الحوادث، فقد تم تنفيذ حوالي 1800 طلعة جوية بطائرات هليكوبتر لإلقاء مواد على المفاعل، وشمل ذلك إسقاط كميات كبيرة من مواد مختلفة. كان الهدف الأول للتدابير المتخذة، هو السيطرة على الحريق ومنع انطلاق المواد المشعة في الجو. وقد تمثلت هذه العملية في إلقاء مركبات ماصة للنيوترونات ومواد مضادة للحرائق في الحفرة التي نجمت عن تدمير المفاعل. كانت الكمية الإجمالية للمواد الملقاة على المفاعل حوالي 5000 طن، بما في ذلك حوالي 40 طن من كربيد البورون، 2400 طن من الرصاص، 1800 طن من الرمال والطين، و800 طن من الدولوميت (يتكون من كربونات الكالسيوم وكربونات المغنيسيوم).

وخوفاً من أن تظل الهليكوبتر ثابتة فوق المفاعل أثناء إلقاء المواد، وحتى لا يتعرض طيارو الهليكوبتر إلى معدلات عالية من الجرعة الإشعاعية، فقد تقرر إلقاء المواد أثناء سير الهليكوبتر فوق المفاعل، وقد تسبب ذلك في تدمير إضافي للهياكل الدائمة في المحطة، وتسبب ذلك في نشر المزيد من التلوث.

وخوفاً من تسرب المواد المشعة إلى التربة وإلى المياه الجوفية، فقد تم بناء عازل (بلاطة) من الخرسانة المسلحة تحت المفاعل، وتم تشييد غلاف خرسانى من 700 ألف طن من الأسمنت والحديد المسلح حول المفاعل، لمحاصرة حوالى 200 طن من المواد المشعة والملوثة بالإشعاع.

توفي اثنان من عمال مفاعل تشرنوبيل في ليلة الحادث، وتم تشخيص متلازمة الإشعاع الحادة في 134 شخصاً في الموقع كانوا يعملون في عمليات الإطفاء والتنظيف. من هؤلاء، توفى 6 من رجال الإطفاء و22 من العاملين بالمحطة، وذلك في غضون أسابيع قليلة من الحادث نتيجة للتسمم الإشعاعي الحاد، وعلى مدار العشرين سنة التي تلت الكارثة توفى 19 من البالغين بسبب الإشعاع، و9 من الأطفال نتيجة للإشعاع بسبب سرطان الغدة الدرقية. بالإضافة إلى ذلك، ما يقرب من ألف من عمال الطوارئ كانوا قد واجهوا النيران المشتعلة في الأيام الأولى للحادث حيث تلقوا جرعات عالية من الإشعاع، وتوفي منهم حوالي 50 من السرطان وغيرها من المشاكل الصحية.

حتى عام 2005 – بين سكان روسيا البيضاء وروسيا الاتحادية وأوكرانيا – كان هناك أكثر من 6 آلاف حالة من حالات سرطان الغدة الدرقية بين الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا لجرعات إشعاعية وقت وقوع الكارثة، كما يمكن توقع المزيد من الحالات خلال العقود القادمة.

بعد وقوع الكارثة تم تهجير حوالي 115 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل – هؤلاء الأشخاص تلقوا جرعات إشعاعية متوسطة مقدارها حوالي 3000 مللي ريم – وبعد فترة تم تهجير حوالي 220 ألف شخص من روسيا البيضاء وروسيا الاتحادية وأوكرانيا. بعد عمليات التهجير تحولت مدينة “بريبيات” القريبة من المفاعل إلى مدينة أشباح. تسببت الكارثة في حدوث اضطرابات اجتماعية ونفسية خطيرة في حياة المهجرين والمتضررين، وخسائر اقتصادية كبيرة على المنطقة بأسرها. وتلوثت مساحات شاسعة من أراضى البلدان الثلاثة بالمواد المشعة.

وعلى الرغم من أن مناطق واسعة من أراضى روسيا البيضاء وأوكرانيا وروسيا الاتحادية وما وراءها كانت ملوثة بدرجات متفاوتة، لكن لم يتعرض أي شخص خارج الموقع لآثار إشعاعية حادة. وبالنسبة لمناطق  النباتات والحيوانات التي كانت على بعد من 20 إلى 30 كم من المفاعل، فقد سجلت فيها جرعات عالية من الإشعاع، مما أدى إلى وفاة العديد من الحيوانات وتدمير النباتات، وحدث ظهور حالات شاذة في النباتات والحيوانات.

هناك حوالى 530 ألف فرد من أطقم الإنقاذ عملوا في كارثة تشرنوبيل منذ وقوعها – هؤلاء الأشخاص كانوا الأكثر تضرراً من الكارثة فقد تلقوا جرعات إشعاعية عالية، ومتوسط هذه الجرعات حوالي 12000 مللي ريم (12 ريم) – وهناك 5 ملايين من سكان المناطق الملوثة في أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا الاتحادية، قد تلقوا جرعات طفيفة مماثلة لإشعاع الخلفية الطبيعية السنوية، ولم يكن هناك أي آثار صحية ملحوظة بسبب الإشعاع في هؤلاء الناس. وبذلك تعتبر عملية تهجير 335 ألف شخص بعد الكارثة، خطأ فادحاً دمر حياة جيل كامل. ملحوظة : الجرعة الإشعاعية التى يحتمل أن تسبب السرطان مقدارها يزيد عن 10000 مللى ريم (10 ريم).

يقدر متوسط الجرعة الاشعاعية في البلدان البعيدة من أوروبا بحوالي 100 مللي ريم، وهى أقل من الجرعة السنوية التي يتلقاها الشخص من إشعاع الخلفية الطبيعية، حيث  المتوسط العالمي هو 240 مللي ريم، وبالتالي فهي غير ذات أهمية إشعاعية.

يقولون أن الخوف قد تسبب في وفاة حوالي 50 ألف مهجر من تشرنوبيل، بسبب إدمان الكحول والاكتئاب في العقود التالية للكارثة، إلى جانب أكثر من 100 ألف حالة إجهاض غير طبيعى في السنوات القليلة التالية للكارثة.

اليوم تعد منطقة تشرنوبيل منطقة فريدة من نوعها، معظمها مغطى بالنباتات الكثيفة وتقطنها مئات الأنواع من الحيوانات، وهي منطقة محمية طبيعية، فقد وجد أن الأيائل والغزلان والخنازير البرية والذئاب أصبحت الآن متواجدة بأعداد كبيرة. والآن عادت الحيوانات والطيور البرية إلى المناطق التي شهدت الكارثة، وازدهرت الحياة البرية، ولا تظهر أي آثار إشعاعية. تشرنوبيل هي الآن منطقة جذب سياحي متنامية حيث زارها أكثر من 60 ألف شخص في عام 2018.

ووفقاً لما خلص إليه تقرير اللجنة العلمية للأمم المتحدة المعنية بآثار الإشعاع الذري لعام 2008: “لا يوجد دليل علمي على حدوث زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان أو الوفيات الإجمالية أو في معدلات الاضطرابات غير الخبيثة التي قد تكون مرتبطة بالتعرض للإشعاع. “.

أشكركم، وإلى أن نلتقى فى مقالة أخرى لكم منى أجمل وأرق التحيات.

 

اترك رد